34 || حُرية ..

2K 246 74
                                    

سيكون سلاحي الآن الكلام.

لا يمكنني مقاتلة هذا الشخص، بالإضافة لامتلاكه الأفضلية مع تلك السهام الفتاكة التي يُمكن أن تصوب في أقل من دقيقة بسهولة، هو نفسه كان خطيراً، فإن فكرتم بالأمر، ما الذي يفعله هنا على الجزيرة السادسة؟ إن لم يكن جزءً منها، فهو وصل إليها، وأن يصل أحدهم لهذا الحد من الجزر هو سابقة بحد علمي، كيف له أن تخطى الجزيرة الخامسة؟ حيث كل تلك الصواعق دونما أن يعلم الأعداد المناسبة للخطو بين كل منطقة وأخرى؟! وبعيداً عن محاولة التفكير بذلك، فإنه وبكل الأحوال خطيرٌ لاكتشافه، ومن شكله أمكنني أن أجزم حجم المعاناة التي خاضها بين كل الجزر حتى وصل إلى هنا .. لا يبدو لي عاقلاً حتى.

-" سنأخذك للجزيرة الأخيرة. " قلت دون مقدمات، أحاول أن أبدأ عملية تفاوض بيني وبينه عسى أن أنجح في كسب ثقته قليلاً حتى أنتزع منه سلاح ثيو على الأقل. " معنا قارب، ونعرف طريق الخروج من هنا. وإن قتلتنا، ستقتل معنا سبيلك الوحيد. " حافظت على نبرتي واثقة، كي لا أبدي له كم أنه متفوقٌ علينا الآن بمراحل وذاك الشيء بيده. " ما رأيك؟ صفقة؟ "

فكرّ الرجل قليلاً رغم أنه لم يبدي الكثير. أقدر عمره بأوائل عقده الثالث. لم يبدو لي مألوفاً، لكن وبالتركيز مع ملابسه هي تنحرف كثيراً لنوعية ملابس القراصنة من بنطاله القصير حتى الركبة والواسع إلى قميصه الخفيف الممزق كلياً كأنه غير موجود. أتساءل عن كمّ المخاطر الذي اضطر للمرور بها منذ البداية للآن، عن كمّ الأمور التي اضطر للتضحية بها، وعن شعوره وهو قريبٌ من هدفه المنشود.

لم يجبني عن أقوالي، جهّز سهماً بقوسه وصوبه نحوي، لكن سرعان ما حرّفه لاتجاه ثيو. وقفتُ حائلاً.

مرّت بضع دقائق من التحديق المتبادل، أشبه بالتواصل البصري، بنهايتها تنازلتُ بهدوء ورحت أفحص ثيو مرةً أخرى، كان يرتجف، يتنفس بصعوبةٍ أيضاً. ما الذي حصل له؟ من المستحيل أن يمرض فجأة بهذه القوة بين الربع ساعةٍ والأخرى وقد كان بصحة الحصان، هل الرجل من تسبب بهذا؟ سممه ربما؟

نظرت له جانبياً. لا يمكنني الجزم من صحة ذلك وسؤاله مباشرةً خطوة خطيرة قد تثير انفعاله. عليّ مسايرته، فقط لفترة، عليّ مسايرته.

حملت ثيو خلف ظهري، رحتُ أتذكر الطريق التي رسمتها، عليّ العودة لحيث كنت سابقاً كي أبدأ إتباعها أي من موقع بدأت رسمها، وهو كان موقعاً خطيراً لكونه مركز القصة التي تُسيّر الجزيرة، أجوائه تتغير تباعاً بين الدقائق.

وستكون بقعةً مناسبة للتخلص من هذا المتطفل.

أخذ يتتبعني، حذراً وبعيداً وسلاح ثيو دائماً مجهز بيده. أردت أن أنوهه لعدم كوننا أعدائه هنا، الطبيعة هي عدوتنا، كلما اقتربنا أكثر من موقع الحدث كلما اشتدت أحوال الجو، لكن، ومن حسن حظ هذا الرجل، لم تتنازل الأزهار بعد. بجلده العاري تقريباً، وخاصةً عند الذراعين فإن تنازلها سيكون الفرصة المناسبة لي لاختطاف القوس والأسهم منه.

كنزُ آفيروناميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن