1 _الانتقال بداية الحكاية

353 27 20
                                    

عندما اكتشفت حقيقتي، حينها كانت تلك بداية قصتي، هي قصة من نسج الخيال،لكن ما تحتويه يغرق القارئ بين امواج الفرح و الحزن ،الاسى والطموح ، العزيمة والإصرار ،بل حتى بين الأمل واليأس .

*~___________________~*
تبدأ حكايتي في يوم من ايام ثانويتي ، انا فتاة لم تبلغ السادسة عشر من عمرها ، ارتأيت أن تكون حياتي عادية كطالبة ثانوية ،لكن ما حدث معي جعلني اغير ما اعيش لأجله لتنقلب حياتي الهادئة رأسا على عقب فأنا لم اكن ادري ما تخبئه لي الايام او بالأحرى يوم ميلادي السادس عشر .
بعد انتقالي الى العيش رفقة عمتي الساكنة بمدينة "ويستال" اي بعد سفر والدي الاضطراري المتعلق بعمليهما فهما عالما آثار يسعيان لاظهار الجمال المخبأ بين ثنايا هاته الأرض للعالم اجمع. استأنفت حياة جديدة رفقة العمة التي لطالما اعتبرتها اغلى ما املك ، تلك الرقيقة التي عوضتني في طفولتي عن دفء والدي وعن حلاوة جدي ، فهي امرأة في الاربعينيات من عمرها ،لا اولاد لها وهي أرملة توفي زوجها اثر خطأ طبي او هكذا قيل (طيميشا لا تخافي) مع ذلك بقيت تلك الرائعة مصممة على اكمال حياتها بكل ما تحمله من قوة وتواجهها بكل ما اوتيت من صلابة ، عمتي تسمى "هيلين" واسمها الكامل "هيلين سميث"على كنية زوجها الراحل ، اما انا فأدعى "غلوريا دويل" .
استقبلتني عمتي "هيلين" بترحاب شديد في محطة "لويس فيكو" للقطارات ثم اتجهنا نحو منزلها بشارع "سانت لويس دوتو" وهو منطقة خاصة بالنبلاء اما منزل عمتي فهو منزل فخم نوعا ما اعتمد في تشييده على مبدأ التناظر فعمتي ذات ذوق رفيع، شاسع ذو حديقة رغم ازهارها وجمالها وبركها الا ان كل ذلك لم يشد انتباهي فما جعلني ادهش هو شجرة عملاقة استند عليها المنزل ، وقيل لي من قبل الخدم أن عمتي لطالما جلست عند النافذة المطلة على الشجرة تحمل بين يديها كتابا تقرأه ، وبهذا دخلت المنزل متجهة إلى غرفتي رغم انني احببت ان احصل على الغرفة ذات الباب الابيض والمطلة على الشجرة ، لكن خادمتي الخاصة ابلغتني أنه من الممنوع الاقتراب منها فهي تسمى بالغرفة المغلقة ويعود سبب تسميتها بذلك هو أن عمتي قامت باقفالها وتمنع اي احد من الاقتراب منها وهي الوحيدة التي تدخلها.
تقبلت تلك الكلمات واتجهت لغرفتي ، استرحت من عناء الرحلة حتى غلبني النعاس ، وفي صباح اليوم التالي استيقظت على صوت لحن شجي جميل لكنه لحن اتسم بطابع حزين مرهف، ارتديت ثوبا ونزلت السلالم لأجد أن العازف ما هو إلا هيلين المرأة الحزينة ، وسرعان ما اكتشفت وجودي فأبتسمت وقالت:'صباح الخير صغيرتي غلوريا' فرددت التحية ثم تناولنا افطارا لم يخلو من الأشواك والسكاكين المتعددة الأشكال والأحجام وكأننا في حفل خاص، وقد لاحظت عمتي انني قد سرحت بتفكيري وتساؤلاتي فضحكت ضحكة خافتة وقالت'انت ابنة اخي الوحيدة وانا اعتبرك ابنتي التي لم ألدها"واصلت كلماتها قائلة"من واجبي ان اصنع منك فتاة نبيلة راقية تضاهي قريناتها من مجتمعنا او تفوقهن، ولا شك انك تعلمين اننا نعيش وسط النبلاء وعائلتنا من أعرق وأرقى العائلات كما اننا نمتلك علاقة حميمة مع الأسرة الحاكمة"فقلت: "عمتي هل تقصدين انني سأبدأ التدريب على يديك واحضر حفلات الشاي وغيرها رفقتك"ردت "تماما حبيبتي ،تماما" وما هي الا لحظات حتى فرقعت العمة أصابعها لتعلن البداية.....

كالخيال 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن