العيون التي لم تفارقها لحظة واحدة منذ بداية الحفل، عيون غيلبيرت.
*___________________*
ردت العمة هيلين :" آسفة أيتها الأميرة ، اعلم انك تعلقت بها واسعدني انسجامكما معا لكن عليها العودة للمنزل " ، لمحت إصرارا في عيني عمتي لذا حاولت إقناع الاميرة فقلت :" اميرتي ، استمتعت جدا رفقتك واعتز بصداقتك ،لكنني ايضا اشتقت للمنزل والى عمتي واود الذهاب ، وسأزورك كلما سنحت الفرصة "، كادت ترد ولكنها اومأت وقالت :" أتفهم الأمر ،سأنتظر زيارتك بفارغ الصبر "، ثم عانقتني مودعة .
انتهى الحفل لنعود الى المنزل انا وعمتي وطبعا غيلبيرت الذي كان شاردا طول الطريق ، لاح لنا المنزل وكم اشتقت للشجرة العجيبة ، وصلنا للبوابة فاحتضنتنا الحديقة التي ازدانت عما كانت عليه فالعمة تولي اهتماما خاصا لها ، دخلنا القصر والتعب قد اصابنا من الحفل ونبلائه ، لذلك استأذنت الذهاب لغرفتي لأستريح ، ارتميت بسريري وما هي دقائق الا وغصت في نوم عميق.
تسللت أشعة الشمس للغرفة ، وألقت بنورها على وجه غلوريا النائم بهدوء ، استيقظت على اثرها ، استحمت وغيرت ثيابها واتجهت إلى الأسفل ، نزلت السلالم لتلتقي بغيلبيرت الجالس قرب الطاولة رفقة العمة ، ألقت التحية وجلست لتناول الفطور ، حينها قالت العمة :" غلوريا صغيرتي ، اريد زيارة رفيقةلي واريد منك مرافقتي ، فما رأيك ؟" ، أومأت قائلة :" موافقة ، لكن من تكون ؟"، ردت :" لا عليك ستتعرفين عليها حين نلقاها ، هيا بنا سنذهب الان فكلما اسرعنا كان افضل " ، قالت جملتها الأخيرة ونظرتاها قد اتجهت لغيلبيرت والذي بادلها نظرات متفحصة .
ركبنا السيارة ، مرت مدة ونحن داخلها ولا نزال ، الواضح أن منزلها بعيد ، إلى أن لاح لنا منزل ذو طابع كلاسيكي هذا ما بدى عليه من اول وهلة ، لقد كان جميلا ومريحا ايضا وله حديقة واسعة تتوسطها نافورة ، استقبلتنا خادمة وطلبت منا الانتظار لحين اخبار السيدة ، انتظرنا إلى أن جاءت صديقة العمة ، لم تكن كبيرة في السن ولا صغيرة ربما هي بعقدها الثالث ، كانت سيدة بشعر اشقر منسدل بخفة على كتفيها وظهرها وقد أمسكت اجزاءا منه بدبوس صغير ، وعينين واسعتين بلون اوراق اشجار الخريف ، وبشرة صافية قمحية ، اما عن طلتها فقد كانت في تمام الجمال والأناقة ، احتضنت عمتي ورحبت بها بشكل كبير وقالت انها انتظرت زيارتها بعد أن انقطعت عنها أخبارها ، ثم توجهت بأنظارها نحوي والإبتسامة لا تفارق محياها ، وقالت :" لا شك انك غلوريا ، كم كبرت يا صغيرتي منذ آخر مرة رأيتك فيها ،لقد اصبحت آنسة راقية وجميلة " ، قلت في نفسي :" هل يعقل انني التقيتها من قبل وانا لا اذكر؟ ، هذا غريب !" تابعت كلماتها مخاطبة عمتي :" هيلين ، تعلمين انك قد خالفت القوانين من قبل ، وانا لست واثقة من نجاح الفكرة ولكنني أود ايضا المحاولة ولنعتبرها كمغامرة نخوضها معا ، وبهذا سنسترجع جزءا من تلك الطفولة التي اندثرت وصارت مجرد ذكريات جميلة "، أومأت لها العمة وقالت :" هل نبدأ الان؟ " ، ردت :" بلى ، هيا نبدأ" .
*______يتبع_______*
أنت تقرأ
كالخيال 💙
Horrorعندما اكتشفت حقيقتي، حينها كانت تلك بداية قصتي، هي قصة من نسج الخيال،لكن ما تحتويه يغرق القارئ بين امواج الفرح و الحزن ،الاسى والطموح ، العزيمة والإصرار ،بل حتى بين الأمل واليأس . *~___________________~*