16_لا يزال هناك سر

76 12 15
                                    

ارتمت بأحضان والدها الذي اشتاقت له وهو قد رضي بذلك حتى لو لم تتذكره فعلا.
*__________________*
وقفت غلوريا متأثرة بذلك الموقف ، فهي لم تدرك حقا المعنى الحقيقي لحنان الاب ، فالخالة هيلين كانت الوحيدة التي تعطف عليها وتمنحها الدفء والامان ، لتجد بقربها غيلبيرت الذي ربت على كتفها وقال بمزاح :" لم اعلم انك حساسة لهذه الدرجة غلوريا فمن يرى قوتك وشجاعتك لا يدرك أن هذه الفتاة تخفي قلبا رقيقا داخلها " ابعدت يده وقالت :" مزاحك ثقيل ، لكن أين عمتي ؟هل هي بخير ؟ كم اشتقت لها " قال:" بلى انها بخير وارسلت من يأتي بها ، ستصل بغضون دقائق".
توجهنا إلى قاعة العرش ، وجلسنا انتظارا للعمة ، بعد مدة وصلت رفقة البقية الذين كانوا يتمون المراسم لإعادة الملكية الى جلالته ، انحنوا تحية للملك ثم لحظة عانقتني وعيناها تشع غبطة قائلة :" صغيرتي ، اشتقت لك جدا ، لقد كنت عند حسن ظني ، سمعت انك تحكمت بقواك اخيرا " ، اومأت لتقول :" هذا رائع ساحرتي الجميلة" ، ثم توجهت انظارها الى سيران وقالت :" اميرتي ، يبدو انك علمت بكل شيء واعلم انك تحتاجين وقتا لتستوعبي ما حصل لكنها الحقيقة"، اومأت سيران واستأذنت للذهاب لغرفتها فهي تشعر بقليل من التعب ، رافقتها وعندما وصلنا لغرفتها قالت :" غلوريا، أشعر بأنني اعرف ابن عمتك وكلما حاولت التذكر شعرت بالدوار " ، قلت :" انا كذلك قد شعرت بأنني اعرفه منذ زمن لكنني لم اقابله من قبل ، هذا غريب" . استلقت على سريرها وسرعان ما غطت في النوم ، غادرت غرفتها وبدأت اتمشى بأروقة القصر وفجأة سمعت اصواتا تصدر عن احد الغرف اقتربت لأسمع غيلبيرت يتحدث الى شخص ما :" عليك اخبارها بالحقيقة ، وخصوصا انك من جعلها هكذا ، لا يهمني كيف ستفعلين لكنني اريدها ان تعود لطبيعتها ، لقد اختفى اشراقها منذ ان أقدمت على فعلتك ثم انها لم تعد تتذكرني ، حتى ولو اردت حمايتها وفقدت قوتك بسبب استعمالك لتعويذة ممنوعة فتبديل الذكريات ممنوع حسب كتاب الساحرات ، تعلمين جيدا ما الذي تعنيه لي غلوريا ، ورؤيتها هكذا تؤلمني ، هيا يا امي عليك فعل شيء ما ، والحل هو أن تخبريها وان لم تفعلي انت سأفعل انا " ، قلت بصوت خافت :" انه يتحدث لعمتي عني ولكن ما الذي يعنيه ، هل تخفي عمتي شيئا بخصوصي ؟ " ، هم غيلبيرت بالخروج تاركا العمة وحيدة بتلك الغرفة لذلك هربت .
مضى ذلك اليوم وأتى اليوم التالي ، تسللت أشعة الشمس لغرفتي لتنيرها ، استيقظت على صوت طرقات على باب غرفتي ، كانت احد الخادمات التي دعتني لتناول الفطور رفقة الحاكم ،غيرت ثيابي و نزلت لأجد الجميع ألقيت التحية وانحنيت للحاكم الذي طلب مني الجلوس ، لم يكن هناك مكان الا قرب "جين" لذا توجهت إليه وجلست ، ابتسم لي وكم كانت ابتسامته ساحرة ، ابتسمت له ، فقال بصوت هامس :" لماذا تزداد ابتسامتك جمالا كل مرة ؟" ، صبغ وجهي باللون الاحمر فطأطأت برأسي ليضحك هو بخفوت ، اما جيني فقد كانت تراقبنا وتضحك ثم قالت لي :" غلوريا ، اشتقت لك ، واخي ايضا فقد كان يتحدث عنك طوال المدة الماضية " نظرت إليه باستغراب ليحمر ويقلب عينيه موجها نظره للحاكم ، ثم قال السيد بليموند:" جلالتك ، كل شيء جاهز ، سيكون اليوم يوم مراسم التتويج " ، قال الحاكم :" أود أن اشكركم جميعا على كل ما قدمتموه لي من مساعدة فلولاكم لما استطعت تحقيق أي شيء ، وانت يا غلوريا ، حميت ابنتي وساندتها باخلاص ، لا اعلم حقا كيف اكافئك " ، ردت عليه عمتي :" جلالتك ، نحن خدمك المخلصون وما فعلناه كان واجبنا فقط " ، رد الحاكم :" سيد سترون (والد جين) ارسل الدعوات الى كافة النبلاء لنبدأ المراسم مساءا " رد السيد سترون " سمعا وطاعة جلالتك " ، بعد تناول الفطور اتجهت إلى غرفتي رافقتني عمتي وجيني ايضا ، وقالت انها ستساعدني على اختيار ثوب من اجل المراسم .
فتحت عمتي الخزانة لتبدأ مهمتها ، اما انا فقد عدت الى دوامة التساؤل بشأن ما حصل امس ، لتقاطع جيني تفكيري قائلة :" خالة هيلين ، ما رأيك بذلك الثوب " مشيرة إلى ثوب ازرق بحري تخللته زخرفات لفراشات بلون أكثر عمقا ، كان جميلا حقا وقد أثنت عمتي على رأي جيني ، طلبت عمتي مني ارتداءه ففعلت ، وحين انتهيت قلت :" ما رأيكما ؟" ، لكنها لم تبديا اي ردة فعل فتابعت :" أأبدو غريبة لم ماذا؟" لتعانقي تلك الطفلة اللطيفة قائلة :" تبدين جميلة جدا يا غلوريا ، لو كنت رجلا لتزوجتك " ، ضحكت عمتي على قولها وقالت :" معها حق ، تبدين رائعة يا حلوتي ، سنتجهز انا وجيني ونلتقيك بالحفل فلم يبقى وقت طويل " ، غادرتا وتركت وحيدة .
*________يتبع_________*

كالخيال 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن