تفاجأت عمتي لشكل عيناي المزري فقد فضحتني لذلك اخبرتها بكل شيء
*___________________*
لم تتحمل عمتي كلامي وغادرت الغرفة دون أن تنطق بحرف ، بعد ساعة حضر "جين" لاصطحابي ،فأبيت المغادرة رغم إصراره ،حينها طلب رؤية عمتي ولكنني التزمت الصمت فساورته الشكوك، وقال :"غلوريا ، اخبريني بما حصل "، حينما نطق بتلك الكلمات ، اغرورقت عيناي بالدموع ، وصرت ابكي ، هل لأنني اغضبت عمتي ؟ ام بسبب رؤيتي لدموعها ليلة امس؟ ، غرقت في بحر أفكاري حتى شعرت بتلك اليد الدافئة التي لامست شعري ، اشعرتني براحة كبيرة ،ولم تحتج لكلمات تناسبني رفقتها بل كانت كفيلة بايقاف عبراتي ، وحينها ابتسمت لا اراديا مما جعل "جين" يرجع للخلف قائلا بدهشة:" انت تبتسمين ، هل ابتسمت الان؟ انا لا اصدق ، اخيرا شاهدت ابتسامتك " ، في تلك اللحظة تحولت دموعي في تلك اللحظة الى ضحكة لم استطع كبحها ، فوجه "جين" المندهش ذاك وبعد دقائق طلبت من "جين" أن نذهب الى المدرسة بدافع أن انسى ما حصل والغريب في الأمر انني تكلمت معه بشكل عادي دون أن ارتبك ، شعرت أنني تأقلمت معه بل أحسست أنني اعرفه منذ زمن ، وكأنني عرفته من قبل حينما كنت صغيرة .
بعد المدرسة اقترح "جين" أن نقوم بزيارة حديقة عامة ، كنت خائفة في بادئ الأمر لكن كلامه طمأنني خصوصا أن عمتي وثقت به واتمنته علي ، لذلك رافقته لتغيير الجو الغائم الذي ساد محيطي منذ فترة ، تنزهنا قليلا ورغم الهدوء والصمت السائدين إلا أن الجولة كانت ممتعة واشعرتني بالسكون الداخلي ، حل المساء بسرعة لذلك اتجهنا نحو السيارة وعدنا الى البيت .
لما دخلت المنزل ارتمت عمتي تحضنني وتردد بصوت مرتجف:"ظننت انهم قد سلبوك مني مجددا ، ظننت انهم سيعاقبونني مجددا لخطأ لم ارتكبه ، انا لا احتمل بعدك عني ، لا تتركيني صغيرتي ، انا آسفة حبيبتي لم أقصد أن اسبب لك الحزن والقلق " ، كانت تتحدث والدموع لا تفارقها مما جعلني ابكي معها ، بعد مدة من البكاء والنحيب ، قمنا لتناول العشاء وفي رأسي المزيد من الأسئلة ، سحقا هل هناك المزيد من الغموض يلف هذه العائلة ؟
أثناء العشاء ، اردفت عمتي بنبرة جادة :" عليك الاستعداد لبلوغ سنك السادس عشر"، اصبح الحديث مشوقا لذا قلت بتساؤل :"كيف ذلك؟" ، ردت :" ستحدث لك امور غريبة يومها ، عليك ان لا ترتعبي ، وان تنسي ما رأيته امس ، عليك ضبط اعصابك وتقبل ما يحصل لك ، أن فعلت فسيكون انجازا كبيرا لكلتينا " ، رددت بالموافقة.
مرت الاسابيع بسرعة بين المدرسة ودروسي المنزلية للنبلاء ، ولكنني لم استطع ان اترك هوايتي التي قالت عمتي انها للفتيان ، وهي هواية رمي السهام بواسطة القوس ، فلطالما احببتها وكنت بارعة فيها .
قبل يوم من ميلادي اهدتني عمتي علبة كبيرة الحجم احتوت على ثوب غريب بقبعة وحذاء ، كانت ألوانهم ليلية تخللتها برقشات حمراء دموية ، احببت الوانها فأنا اعشق كل ما هو غامض وداكن وفي النهاية اعطتني شيئا خاصا ، قلادة جميلة وقالت انها تعود للجدة الكبرى ، تساءلت عن من تكون هذه الأخيرة ولا بد أن تكون لها صلة بهذا الغموض والكتمان .
أمرتني عمتي أن ارتديهم وان استعد لأننا سنغادر المنزل ، اتجهنا نحو القصر ، بلى الى قصر الأسرة الحاكمة ، كما قد طلبت عمتي أن اهدأ واستجمع قواي .
*_______يتبع_________*
أنت تقرأ
كالخيال 💙
Horrorعندما اكتشفت حقيقتي، حينها كانت تلك بداية قصتي، هي قصة من نسج الخيال،لكن ما تحتويه يغرق القارئ بين امواج الفرح و الحزن ،الاسى والطموح ، العزيمة والإصرار ،بل حتى بين الأمل واليأس . *~___________________~*