11_الاميرة سيران

67 10 1
                                    

قلنا بصوت واحد :"علم جلالتك "
*____________________*
      فجأة لاحت في ذهني صورة الاميرة "سيران" ، وتذكرت دموعها المتساقطة وصرخاتها المتعالية فقلت :" ماذا عن الأميرة سيران " ، جال الصمت إلى أن نطقت عمتي :" في الواقع الأميرة سيران هي ابنة جلالته وبعد الحادثة وموت والدتها الملكة وبعد أن نفي والدها أصيبت بصدمة جعلتها تفقد ذاكرتها والان هي تظن أن والدها قد اغتيل ولكن الحقيقة غير ذلك "،قلت :" ولم لم يقتلها بعد أن قتل امها ونفى جلالته؟، اردف الحاكم:" لأنها كانت تشبه زوجته جانيت كانت جميلة ورقيقة وصفات ابنتي تطابق صفاتها اي انها نسخة طبق الأصل عنها وكان كلما نظر اليها تذكر زوجته التي كانت السبب الوحيد في منعه عن أذية الناس وبعد وفاتها أزيلت القيود عنه وأصبح يتصرف على هواه ، غلوريا هل استطيع ائتمانك على ابنتي؟هل يمكن أن تهدئيها بقواك ريثما نسيطر على القصر ونتولى زمام الامور ؟انا واثق من انها لن تصدقني بهذه السهولة وهي لن تتذكر من اكون لذا سأحتاج بعض الوقت لأبرهن لها اني والدها الحقيقي"، رغم أنه الملك لكن كلماته كانت متواضعة ، لم اجد نفسي الا اندفعت قائلة:"يسعدني هذا جلالتك بل هذا شرف لي" ، ابتسمت عمتي اما جلالته فقد تنهد بارتياح . كانت الخطة معدة مسبقا لذا غادر الجميع ليأخذوا قسطا من الراحة استعدادا لما هو آت بينما بقيت انا وعمتي أو بالأحرى انا من طلب ذلك ، اردت منها أن تعلمني بعض الكيفيات لاستعمال قواي وهي لم تقصر بل علمتني بعض التعاويذ الدفاعية وركزت على تعاويذ الراحة النفسية وذلك من أجل أن انجز مهمتي على أكمل وجه .
      بعد الانتهاء اتجهنا الى داخل المنزل ، استلقيت على السرير منهكة من ذلك اليوم الحافل ورغم انني لطالما عانيت الارق الا ان التعب كان مضاعفا ولم اشعر بنفسي الا وانا اغط في نوم عميق .
           استيقظت على صوت عمتي الرقيق والتي كانت تنبهني إلى أن الوقت قد حان ، فقمت واستعديت وما هي الا لحظات حتى ركبنا السيارة متجهين الى القصر الملكي ، وصلنا إليه ودخلناه ، لاحظنا ذلك الجو البائس الذي اكتسح ساحات القصر وممراته وكان هناك عدد لا بأس به من النبلاء الذين أتوا لتعزية الأميرة "سيران" التي لم تخرج من غرفتها ولم ترضى ان يدخل لمجلسها احد حينها حملقت بي عمتي وكأنها تتوسلني قائلة :"عليك ان تساعديها يا صغيرتي ، ارجوك ابذلي كل جهدك لانقاذها "، اومأت واقتربنا من غرفة "سيران" ولحسن الحظ أن الأميرة الرقيقة كانت تعتبر عمتي بمقام امها اذا وافقت على مقابلتنا ، بعد دخولنا صدمت لمنظرها المزري أنها حقا تجسد الحزن والتعاسة والأسى ولكنها رغم ذلك بدت جميلة ربما بسبب روحها الشفافة ذات الثمانية عشرة ربيعا .
        اقتربنا منها وجلسنا قربها إلى أن اردفت عمتي لتكسر جدار الصمت:"يا صاحبة السمو ، رفقا بقلبك فهو يكاد ينفجر، لا يمكنني البقاء معك لوقت طويل ولكنني سأبقي رفقتك صغيرتي غلوريا، ستؤنس وحدتك ، فهل تسمحين بذلك"، قالت:"خالة هيلين لقد ذكروا لي سابقا انك كنت صديقة لوالدتي  لذلك احترمك واحبك ولكن هل يمكنني الثقة بها " اردفت عمتي:" انها محل ثقة يا اميرتي......
*_______يتبع_________*

كالخيال 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن