ابتسمتا لهما ثم توجهت سيران نحو مقعدها ولم تفارقها غلوريا طبعا.
*____________________*
دخل الحاكم وانظار الجميع متجهة نحوه ، توجه نحو عرشه وأمر ببدأ مراسم التتويج ، تقدم منه شيخ بشعر ابيض وملامح هائدة وقد حمل بين يديه التاج الملكي ، وضعه على رأس الحاكم ، حينها عزفت الالحان احتفالا بالملك الذي استعاد عرشه ، والذي سيحكم شعبه ، وينشر عدله .
جلس الحاكم على عرشه وقربه الاميرة التي لا تزال لا تذكر والدها ، ابتسم لها لترد له الابتسامة قائلة:" مبارك يا والدي " ، بدأ النبلاء بالتقدم واحدا تلو الاخر لتهنئة الحاكم ، ثم شرعوا بالرقص ، تقدم " بيير " من غلوريا قائلة :" هل تشرفينني بهذه الرقصة ؟" ، لم تعرف كيف ترد عليه ، وليس من اللائق لفتاة نبيلة أن ترفض طلبه ، لذا وضعت يدها بيده وتقدمت للساحة ، لم تلاحظ تلك النظرات الحارقة التي انبعثت من شخص غير مسرور ، بلى انه جين ، فقد تشكلت يده على شكل قبضة وكاد يقتل بيير على فعلته ، بدأت تلك الرقصة ورغما عن غلوريا وضعت يدها على كتف بيير والأخرى مشابكة ليده ، اما هو فقد وضع يده على خصرها مما سبب رعشة في كافة أنحاء جسدها ، كاد جين يتقدم ليقطع يد بيير لكن غيلبيرت أوقفه قائلا :" هل جننت يا جين ؟ اهدأ ، انها مجرد رقصة " ، تمالك جين اعصابه اثر كلمات صديقه الذي اهتم به منذ طفولته فقد كان كأخيه الكبير وهو يعلم طريقة تفكيره لذا علم أنه قد يتهور .
حاولت غلوريا تجنب نظرات بيير لها لذا طأطأت برأسها ، انتهت رقصة الجحيم تلك لتبتعد غلوريا عنه وتعود لموقعها ووجهها احمر ، ربما بسبب الخجل أو ربما الغضب ، فهي قد أجبرت على الرقص معه كي لا يعتبر رفضها إهانة له .
شعرت سيران أن صديقتها قد انزعجت إذا أرادت الترويح عنها فطلبت منها أن تتمشيا في الحديقة تحت ضوء القمر ، وافقت غلوريا على هذا الاقتراح لأنها ستختنق حقا .
خرجتا وبدأتا تحومان حول تلك الازهار ، ثم جلستا قرب النافورة ، قوى غلوريا كانت غير مستقرة تماما ، لذا هبت نسمات ريح استجابة لغضبها جعلت من شعرهما يتطاير ، كان هناك من هاما وطار عقلهما مع كل شعرة حملتها الرياح ، فقد كان جين وغيلبيرت يريدان الاطمئنان عليهما لذا لحقا بهما ، تابعتا مسيرهما الى ان وصلتا الى البحيرة ، فقالت سيران :" غلوريا ارني شيئا من قواك" ، اومأت لها وقالت بصوت آمر :" انا الوريثة آمرك يا مياه البحيرة ارتفعي وابهري اميرتي"، تنفذ أمرها وها هي ذي المياه تعلو وتتفكك الى قطرات وتنتشر في الجو وتحوم حول الاميرة ، شهقت الاميرة من جمال المنظر حولها وقد ألقى القمر نوره على القطرات لتظهر كاللآلئ ، اما اولئك الإثنان خلفهما فقد دهشا من قدرات غلوريا ، وهذه الأخيرة شعرت بالسعادة لرؤيتها فرحة الاميرة وقد تلاشى غضبها ، بعد مدة أمرت المياه لتعود إلى مكانها وطلبت من الاميرة العودة.
دخلتا القصر وتوجهتا نحو العمة هيلين ورفيقاتها ، جلسن معهن لتردف العمة :" يبدو ان علاقتكما قد توطدت " ، ابتسمتا لتقول سيران :" لقد وجدت الرفيقة التي لم احض بها طول عمري "، ابتسمت العمة لقولها وقالت :" يسعدني ذلك ، لكن اليوم ستغادر برفقتي لنعود للمنزل فلا خطر سيهددك بوجود والدك قربك "، صرخت من دون أن تشعر :" ماذا؟؟؟ مستحيل ، لا اريد ، لا يمكن أن تغادر غلوريا وتتركني ، لا يمكنك فعل هذا بي ، ارجوك خالتي هيلين ، لا تأخذيها مني "، انتبهت لصوتها المرتفع والنبلاء الذين حدقوا بها وخاصة تلك العيون التي اخترقتها ، العيون التي لم تفارقها لحظة واحدة منذ بداية الحفل ، عيون غيلبيرت .
*________يتبع__________*
أنت تقرأ
كالخيال 💙
Horrorعندما اكتشفت حقيقتي، حينها كانت تلك بداية قصتي، هي قصة من نسج الخيال،لكن ما تحتويه يغرق القارئ بين امواج الفرح و الحزن ،الاسى والطموح ، العزيمة والإصرار ،بل حتى بين الأمل واليأس . *~___________________~*