2_لأكون آنسة راقية

159 18 10
                                    

فرقعت العمة أصابعها لتعلن البداية...
*_____________*
دخلت مجموعة من الخادمات رفقة سيد عجوز يظهر أنه رئيس الخدم وقد كن يحملن اطباقا متعددة وضعنها بقربي ثم غادرن، اتجهت عمتي نحوي بملامح صارمة وهي تشير إلى يدي ومرفقي وقالت :"من غير اللائق وضع مرفقيك فوق الطاولة " فأزلتهما ، تابعت عمتي ملاحظاتها وهي تراقب جلستي وفجأة احسست بيديها ترفعان من جسدي بحيث انحناءة ظهري زالت وقد استقام وارتفعت اكتافي نسبيا مما جعلني أشعر أنني سيدة ذات كبرياء .
وها قد حان درس آخر وكان عن كيفية تناول الطعام ، فمن عادة النبلاء استعمال الكثير من السكاكين ذات الأحجام المختلفة والأشكال المنوعة ، شرحت عمتي كيفية استخدام هذه الأخيرة ولحسن الحظ انني حفظت اوقات استخدامها، ولكنني حقا لا ادري لما هذا التعقيد ؟
انتهى الدرس الاول فأردفت عمتي :"بعد نصف ساعة يحين درس الرقص كوني مستعدة "، أومأت برأسي ثم استأذنتها الخروج لرؤية الحديقة عن قرب فأذنت لي.
خرجت كمن خرج من معركة طاحنة وسرعان ما سرحت بسبب الطابع الساحر لتلك الحديقة المزدانة ، مشيت في أرجائها الى ان وصلت الى كرسي ابيض ذو مقعدين بجانب تلك الشجرة العملاقة لكنني لم اجلس طويلا فهاهو وقت الدرس الثاني قد جاء سريعا .
بدأ درسي بمقولة :"عدنا والعود أحمد"من قبل عمتي التي حملت بين يديها مجموعة من الكتب وضعتها على الطاولة وجلست قرب البيانو واردفت قائلة :"أذكر انك تدربت على يدي مدرب محترف " ، فأوأمت :"بلى ، وأتقنها" ، قالت :"هذا يسهل الامر ، ضعي تلك الكتب فوق رأسك وقفي بثبات ، اياك ان تسقطي واحدا منها ،عليك ان تكوني متزنة ، ثم ارقصي على اللحن المعروف " ، نفذت كلامها وإذ بها تعزف لحنا مألوفا ، لم تكن الخطوات صعبة كما حافظت على استقامتي لدرجة أن عمتي أثنت علي ، ثم قالت بصوت حنون :"صغيرتي ، لا حاجة لك بالمزيد ، الى درس آخر ".
هممت بالخروج بعد أن استأذنتها ولكنني توقفت حين تذكرت امر الدراسة ، قلت :"عمتي ، ماذا عن دراستي بالثانوية ؟" قالت :" لا عليك فأنا اتممت امور نقلك الى ثانوية "ريلاكس" وهي ثانوية خاصة جدا لا يرتادها الا النبلاء " صمتت قليلا ثم تابعت :" لن اكون من يرافقك وانما مرافقك سيكون الابن البكر لعائلة "سترون"، وهي العائلة ذات المنزل الذي يبعد شارعين عن منزلنا " ، رديت بتساؤل مع نوع من الغضب:"لماذا علي أن أذهب معه؟ افضل الذهاب بمفردي" ، فردت:"اسمعيني يا غلوريا واعتبري هذا أمرا ، عليك مرافقته فهو بنفس عمرك ووالده من اقترح الفكرة ولن نخيب أمله فهو صديق قديم للعائلة ولزوجي الراحل ، ثم إنه سيأتي بسيارته الخاصة لذا لا سبب لرفضك هذا " ، كانت كلماتها كالصاعقة بالنسبة لي ، خصوصا انني اواجه مشكلة في التواصل مع الفتيان ، فمنذ أن كنت صغيرة وانا اتلعثم في كلامي امام هذا الجنس واحمر خجلا لحظة التقاء عيني بأحدهم فكيف لي أن أذهب مع شاب لا اعرفه الى المدرسة ؟، وما يثير جنوني أن عمتي تعلم عن حالتي جيدا ولكنها مصرة .
*_____يتبع______*

كالخيال 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن