ردت :" بلى ، هيا نبدأ" .
*___________________*
دعتنا الى الصعود الى الطابق الثالث وهناك اتجهنا الى الغرفة الثانية على اليمين ، كانت ذات باب عشبي ، فتحته السيدة لتظهر تلك الغرفة ، كانت تحتوي على مدفأة بجانبها حطب لاشعالها وتوسطتها طاولة بيضوية ذات زخرفات جانبية غريبة ، كأنها حروف يونانية قديمة ، اما الجدران فقد طليت بألوان داكنة صارخة وكأن من طلاها قد أخرج جم غضبه بها ، لكنها كانت كلوحة فنية نادرة (رفيقتي الاوتاكو النادرة هل هناك اندر منك ؟💜) ، كما احتوت الغرفة على نوع من الأجهزة متصلة بكمبيوتر وجهاز عرض ، دخلنا الغرفة لتسأل عمتي :" هل ستبدئين بعملية الفحص اولا ؟. " ، ردت السيدة :" بلى ، أود التأكد قبل التجربة " ثم اتجهت نظراتها لي ، ما الذي تقصدانه ؟ ، نطقت :" ما الذي ستفعلانه ؟ انا لا افهم شيئا " ، ردت السيدة:" لا عليك تعالي معي فقط " ، تبعتها الى تلك الأجهزة ، احضرت كرسيا وجعلتني اجلس عليه ، ثم وضعت جهازا حلقيا حول رأسي ، اتجهت الى الكمبيوتر ، بعد مدة نطقت :" بما أنه سحرك يا هيلين فلم تتأذى خلايا دماغها ، وهذا من حسن حظنا ، اذا علينا إيقاظ الجزء من ذاكرتها الذي دخل في سبات ، ارجو ان ننجح حقا"، نزعت عني الجهاز وابعدته ، ثم اتجهت إلى الموقد واشعلته ، احضرت قدرا متوسط الحجم فحميا ، احضرت كتابا كبير الحجم طغى عليه اللون الدموي ،فقالت العمة :"صغيرتي غلوريا هذا الكتاب هو الكتاب الذي توارثته العائلة ، انه كتاب الساحرات كتب على يد الساحرة فكتوريا ، انه يحتوي شرحا مفصلا عن طريقة استعمال السحر ، كما ذكرت فيه التعويذات الممنوعة"، أمسكت الكتاب وفتحته ، لمعت القلادة التي حول عنقي ، بدأت بتصفحه إلى أن قالت السيدة جوليا :" غلوريا ، اسمعيني ، في الواقع عمتك هيلين إنسانة رائعة ، تعلمين انها كانت وفية للملك وقد ارسلت ولدها رغم معرفتها بالخطر المحدق به ، لكن الذي لا تعلمينه انها امتلكت ابنة ايضا ،وتلك الفتاة هي انت ، قد لا يمكنك تصديق ذلك ، لكنها الحقيقة ، هي والدتك التي انجبتك وانت ابنتها " ، كانت كلماتها كالصاعقة بالنسبة لي ، كيف اكون ابنة المرأة التي لطالما اعتبرتها عمتي ، كيف ذلك ؟ ، هذا لا يمكن ، هذا مستحيل ، هل كنت اعيش وهما ام ماذا ؟ ، قاطعت عمتي أفكاري قائلة :" عزيزتي ، حين بلغت الحادية عشرة حدث الانقلاب على الملك ولأنك كنت صغيرة لم يكن معلوما وجودك ، ارسلت غيلبيرت الى الحاكم ، اما انت فقد خفت عليك من ذلك الخائن المزيف ، لذا استعملت تعويذة ممنوعة ، قلت بتفاجؤ:" تعويذة ممنوعة؟ " ، ردت :" بلى ، تتمثل هذه التعويذة في جعل جزء خاص من الذاكرة يدخل في سبات ويمكن اضافة بعض الذكريات التي لم تكن موجودة ، وانا قد استخدمتها لتنسي فترة ما قبل بلوغك سن الحادية عشرة ، لذلك لا تذكرين شقيقك غيلبيرت ولا حتى اننا عائلتك الحقيقية " ، تابعت بصوت حزين :" حتى والدك ، لا تتذكرينه ، وقد اضفت بعض الذكريات على اساس انني عمتك " ، قلت وقد اعتلتني الصدمة :" اذا انت حقا امي ، انت والدتي الحبيبة ، لطالما شعرت بدفئك ، بحنانك ، وعطفك ، شعرت بأن لمستك امتلأت أمومة ، حضنك امتلأ بالامان ، آه يا امي " ، دمعت عيناها وعيناي لتعانق كل منا الاخرى ، حتى السيدة جوليا بكت على هذا الموقف المؤثر .
بعد اشتياق وعناق ، بكاء سببه الفراق ، قالت السيدة جوليا :" غلوريا ، في دليل السحر ، ذكر عن وجود طريقة لابطال تلك التعويذة " ، قلت :" حقا! " ، قالت :" أجل ، يمكن صنع ترياق يوقظ لك ذاكرتك ، لكن " ، قاطعتها :" لكن ماذا؟" ، ردت :" لكن الترياق يحتاج الى قلب الجليد " ، قلت باستغراب :" قلب ماذا ؟ " ، قالت عمتي :" انه نوع من الاحجار النادرة التي لا يمكن ايجادها بسهولة ، بل من الصعب جدا العثور عليها " ، قلت :" لماذا ؟ ولم سمي بهذا الاسم ؟ " ، قالت :" لأنه ليس موجودا بأي مكان بل يظهر لمن هو في امس الحاجة له ، وهناك أسطورة حول اسمه ، فقد ذكر في ما مضى انه قد اراد اثنان من البشر أن يتزوجا لكن رفضت كل من عائلتيهما ذلك ، وابعداهما عن بعضهما ، أصيبت الفتاة بمرض غريب ودخلت في سبات عميق ، وقد كانت حرارتها تأبى الانخفاض ، وحين علم الفتى بذلك ، شعر بالعجز خصوصا أنه منع من زيارتها الا ان وجد دواءا لها ، بحث الفتى وبحث وبحث الا ان وجد ذات يوم كهفا غلفه الجليد والثلج، كانت تقطنه امرأة عجوز ، لذا سألها عن حل لمشكلته ، فقالت له أن هناك طريقة لانقاذ الفتاة وبالمقابل سيمنحها قلبه ، قبل الفتى عرضها دون تفكير واخذ العلاج منها ورحل معطيا العجوز عهدا بأن يعود ، بعد أخذ الفتاة للدواء شفيت ، لكن كان على الفتى أن يمنح العجوز قلبه لذا غادر القرية بعد أن أخبر الفتاة بذلك ، لكنها ابت البقاء وأصرت على مرافقته ، حين وصلا الكهف وجدا العجوز تناظرهما بعينين جاحظتين متوعدتين ، رغم الخوف الذي دب في جسد كل منهما الا أن الفتاة تشجعت وقالت :" سيدتي ، اعلم انه قد وعدك بتسليم قلبه لك ولكن لا يمكنني العيش دونه فإن اردت قتله اقتليني اولا " ردت العجوز :" يالك من شجاعة لكنني منحته الدواء واتممت الصفقة لذا لن اتراجع سآخذ قلبه " ، نظر الفتى لها وقال :" انا وعدتك وسأفي بوعدي حتى لو كلفني هذا حياتي " ، صرخت الفتاة مقاطعة :" ما الذي تريدينه من قلبه ؟ لماذا عليك قتله ؟ " ، ردت العجوز :" احببت شخصا من قبل واخلصت له ولكنه غدرني ومنذ ذلك الحين صرت لا احتمل رؤية شخصين معا الا واردت تفريقهما بأي طريقة حتى وان كان بقتلهما " ، انهت جملتها وانقضت على الفتى لكن الفتاة سحبت احد الكتل الجليدية وغرزتها في قلب العجوز المتجمد ، فاندثرت ولم يبقى الا قلبها الذي تشكل على هيئة حجر من جليد لذا سمي قلب الجليد وقيل أنه قد اختفى بعد تلك الحادثة وصار لا يظهر الا في الكهوف الباردة ولمن يحتاجه حقا " .
*_______ يتبع _______*
أنت تقرأ
كالخيال 💙
Horrorعندما اكتشفت حقيقتي، حينها كانت تلك بداية قصتي، هي قصة من نسج الخيال،لكن ما تحتويه يغرق القارئ بين امواج الفرح و الحزن ،الاسى والطموح ، العزيمة والإصرار ،بل حتى بين الأمل واليأس . *~___________________~*