"طلباتك اوامر ، هيا بنا"....
*__________________*
صعدتا إلى أن وصلتا الى برج القلعة وهناك لمحتا ذلك الجيش الجبار الذي يقوده شاب رفقة رجل اكبر منه سنا، قالت:" هل ذاك هو والدي؟" أجابت غلوريا:" نعم ، اما الشاب فهو ابن السيدة هيلين " ، أجابت بنوع من الصراخ:" ماذا ؟ هل للسيدة هيلين ولد ؟" ، قلت بضحكة مكتومة على حماسها :"نعم ، حتى انا تفاجأت بذلك فأنا لم اكن اعلم بذلك الا منذ فترة وجيزة "، قالت بدهشة:"هذا غريب رغم ان هيلين عمتك الا انك لم تكون تعلمين بوجود شاب بهذا السن"، كانت كلماتها مقنعة فلم لم اعلم بوجوده قبل الخمس سنوات الماضية التي صار رفيق الحاكم بها ، لكن ولسبب غريب لا اتذكر ما حدث لي قبل سن الحادية عشرة " ، صممت كلتانا بعد ذلك الحديث وكل منا تشاهد ما يحدث بترقب ، ولسبب لاحظت بريقا في عيني الاميرة ، اقرأ لغة العيون فمنذ أن وجهت نظرها نحوهم ازداد بريق عينيها .
أمر الحاكم غيلبيرت باقتحام القلعة وقد نفذ جنوده ذلك وبعد اخذ وعطاء وجراح ودماء ، استطاع البواسل التوغل داخل القلعة مما اشعل لهيب الخوف لدى الاميرة لتطمئنها تلك اليد التي امتدت نحو كتفها تخفف عنها وتلك البسمة التي لا تفارق حارستها ، هدأ ذلك الارتجاف الذي اجتاحها فحسب قول غلوريا هؤلاء ليسوا اعداء فمما هي خائفة .
زاد توغل الجنود إلى أن اطاحوا بجميع الخونة ، هتفوا احتفالا بالنصر الساحق الذي احرزوه ، ولكن لم يعلموا أن هناك شخصا رغم أنه يبدي الصلابة والعزم والثبات إلا أن كل خلية بجسده ترتعد فعلى سطح البرج كانت الاميرة وغلوريا تواجهان خطرا مهددا لحياتيهما ، فالوزير "جون" فر نحوهما،و يريد استعمال سيران كرهينة ، ولحسن الحظ أن قائد جيوش القصر " "مخلص للأميرة وليس له علاقة بأفعال الخونة فهو لم يترقى لمنصبه الى بعد المكيدة التي حبكت للحاكم فلحق بجون إلى أن وقف أمامه مهددا :"جون ، اياك ان تقترب من الاميرة ، لم اكن اعلم بكل ما يجري في الخفاء ولو كنت اعلم لما انتظرت وصول الملك الحقيقي ولكنت قتلتكم جميعكم بيدي هاتين "، رد جون بنبرة وقحة:" ايها الاحمق ، اهتم بشؤونك فقط ، اما ان كنت قد سئمت هذه الحياة فلا بأس أن ابيدك الان ومن دون أن احرك ساكنا " ، ثم بإشارة من يد هذا الأخير صوب سهم نحو كتف " " فأجهشت الاميرة بالبكاء لأن هذا الاخير كان الصديق الوحيد لها في الفترة الماضية، ولم يكن الرامي الا احد اعوان جون الذي لحق بسيده وقام بإطلاق السهم لترد عليه غلوريا بسهم اخترق قلبه فأردته قتيلا ، نظر جون إليها بغضب وبضربة من سيفه قسم القوس نصفين متساويين مما اثار الرعب داخل غلوريا ولكنه لم يكن بقدر الغضب الذي تملكها ، لم تستسلم له لانها صارت تجيد التعامل مع قواها جيدا ، وصار التحكم بها سهلا ، نطقت :" انا وريثة الساحرة ، آمرك ايتها الرياح، اعصفي وابعدي شر هذا الخبيث عنا ، ورديه على عقبه خائبا "، تغيرت الاجواء من حولهم وها هي ذي الرياح تنتزع السيف من يدي جون وتجعله يطير في الهواء إلى أن ارتطم بالجدار ،اصاب رأسه وفارق الحياة، في تلك الأثناء وصل "غيلبيرت وجلالة الحاكم فريديريك" ليلمحا قوى غلوريا التي انقذت الاميرة ، اما سيران فقد كانت ترتجف اثر ما يجري حولها ، هطلت الامطار نتيجة تحرك الغيوم بفعل الرياح لتلامس برقة الاجساد المرهقة وتزيل التعب عنها وتغسل دموع الاميرة المنهارة ،اما الحاكم فكان يشعر بالاشتياق لفلذة كبده لكنه شعر بالخوف من عدم تقبلها له فهي لا تزال فاقدة لذاكرتها ، تقدم نحوها لترفع رأسها وتقول بعد هدأت :" لا شك انك ابي " ، ارتمت بأحضان والدها الذي اشتاقت له وهو قد رضي بذلك حتى لو لم تتذكره فعلا .
*________يتبع__________*
أنت تقرأ
كالخيال 💙
Horrorعندما اكتشفت حقيقتي، حينها كانت تلك بداية قصتي، هي قصة من نسج الخيال،لكن ما تحتويه يغرق القارئ بين امواج الفرح و الحزن ،الاسى والطموح ، العزيمة والإصرار ،بل حتى بين الأمل واليأس . *~___________________~*