النوم سلطان لا يأتي الا لخالي القلب... رفاهيه لا يحصل عليها الكثيرون
وعندما يتألم القلب فإن النوم يعتاد علي العصيان والجفن يأبي أن يغفو بسلام
فما بالك بآلام القلب والعقل معا...!!تقلبت في الفراش عدة مرات غير قادره علي النوم .... فقد أصبح النوم حلم
بعد ما مرت به اليوم .... كلما حاولت أن تغفو تظهر لها صورة ياسين مره أخري ....
إذا كانت فتنت من قبل بهيأته الرجوليه الوسيمه فماذا ستفعل الآن بهيأته البريه الخشنه
وتلك الجاذبيه الغريبه.... علي الرغم من أناقته الزائده عن حدها الا أنها مدركه أنه من داخله
هكذا .... بري ...متمرد ... لا يهدأ ولا يستكين علي الرغم من هدوئه الجديد الذي لمسته
من رؤيته الا أنها قشره تخفي بداخلها ثور أهوج ....
وهي خير من يدرك ذلك ....!
رباه .... لقد بدأت لتوها في ترميم ذلك الصدع الذي أحدثه بفعلته ..... ولكن الآن
بعد رؤيته ... تشعر أن الصدع الواحد أصبح اثنان وثلاث و ....
بعدما تعذب قلبها في سنوات مراهقتها المشؤومه ...أصبحت روحها وجسدها وكل ما فيها مشوه
بعد تلك السنوات اعتقدت أنها أصبحت أقوي...أصلب عودا
ولكن الآن بعد رؤيته .... غمامه رماديه تشوه عقلها...!
في حضوره لم تكن تتصور ردود فعل جسدها .... إجفالها من صوته ومن نبرته الحسيه
وآه من نبرته تلك....!!..... ارتعاشتها الخفيفه وكأن تأثيره لم يزل ...
نهضت من الفراش وهي تشعر بحبات عرق صغيره بللت جبينها الناصع .... حبات لازمت
تفكيرها المشوش وعقلها المرتبك وكأنه في صراع حام ....
أخذت مئزرها وارتدته علي مهل فوق منامتها القطنيه حتي لا تصدر صوت يزعج ليله النائمه
علي السرير الآخر وخرجت من الغرفه بهدوء... ولكنها لم تلحظ تلك الأعين البراقه المحدقه في
الظلام علي اللا شيء.....!
اتجهت للمطبخ وفتحت البراد تنظر لشيء تلهي عقلها فيه فوجدت علبه شوكولاه مغلفه
موضوعه بين عدة أشياء علي الرف الثاني فابتسمت بمشاغبه مؤقته وهي توقن أن هديل من
خبأتهم هكذا ..... التقطتها بعين نهمه وهي ترمي كل شيء وراء ظهرها وتبدأ في فكها
ولكن...نغمة هاتفها التي صدحت في المكان جعلتها تؤجل أحلامها قليلا....
رفعت الهاتف وهي تبعد خصلات شعرها الحمراء الناعمه عن عينيها فبدت كقطه رقيقه هشه
بتقطيبة حاجبيها الرفيعين وشفتيها المزمومتين وشامتها التي ترقد فوقهما بدلال وهي تري
كلمة...." مجهول"
"الو...نعم...."
سمعت ضحكه خافته أجشه جعلت قلبها ينبض بعنف حتي كاد يخرج من بين أضلعها
وذلك الصوت الخشن يداعب دقات قلبها العذريه
"الو ... أم ...نعم..."
أبعدت الهاتف عن أذنها وهي تنظر له بغباء ظاهر ثم قربته مره أخري
وهي تتمتم بصدمه
" ياسين .... ياسين الصواف..."
سمعت صوت تنفسه العميق ....سمعته بوضوح وكأنه جالس بجانبها يلفحها بأنفاسه
وبشرتها البيضاء الناعمه تحمر رغما عنها ثم صوته الأجش
"ما زال صوتك كما هو في الهاتف ناعس وكأنك لتوك خارجه من الفراش..."
عضت شفتها وهي تشعر بخديها يتوهجان احمرارا أكثر من تخيلاتها قبل ثواني
فغضبت من نفسها ثم رفعت يدها تغطي شفتيها بباطنها وتهمس بعذاب "ياللهي "وبألم وصفحات الماضي تظهر أمام عينيها الزمرديه ...."وقلبها يهمس
"أيا ارتجافتي ألن تكفي عن التلاعب بي ...!!...... "
انقبضت يداها لا إراديا علي الهاتف وما زالت عيناها الواسعتين علي اتساعهما القلق
هل يعقل ما تعيشه الآن..؟؟
شحب وجهها وهي تفكر .... هل ياسين الصواف حقا من يحادثها....؟؟..أم أنها ترهات الليل
ولكنه يمزح .... يمزح معها هي ....!!
ورقم هاتفها بحوزته ...... يا الهي رقم هاتفها
هتفت بغضب حقيقي لا يخلو من الصدمه
" من أين أتيت برقم هاتفي...؟؟..."
ثم لاحظت أنها تتحدث في مطبخهم الساعه الثانيه عشر ليلا وجميع من في المنزل نيام
فكررت بخفوت غاضب
"من أين أتيت برقم الهاتف...؟؟..."
كان يستمع لاختلاف أنفاسها تتناغم مع وقع أنفاسه وهو يتخيل تعابير وجهها البهي
علي اتصاله ....!
هل رفعت أناملها الآن لفمها تقضم أظافرها الرقيقه بتوتر وضيقت ما بين حاجبيها
الرفيعين وزمت شفتيها المغويتين تنتظر الاجابه التي لم تطل وهو يجيب
بصوته الأجش المتلاعب
" تعلمين جيدا أنه ليس صعبا علي الحصول علي رقم هاتفك...."
برقت عيناها بغضب وكل أشباح الليل تتمثل أمامها في تلك اللحظه
ثم استندت علي باب البراد كي تحث نفسها علي المتابعه بقوه وهمست
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية