الفصل السابع

28.3K 546 8
                                    

جلسوا ثلاثتهم مره أخري في مكتب حازم ولكن تلك المره بحديث جدي حول ما يحدث
وقد رضخ ياسين بصعوبه للكلام أمام حازم عن مشاكل صديقه ولكن تلك المتمرده
الجالسه بالقرب منه رفضت بشده أن يذهبا لأي مكان آخر يتكلما فيه 
ولكنها هبت فجأه تقف بعصبيه 
" أنا لن أتركها معه هناك لوحدها ..."
وقف ياسين بهيبه وهو يقول من بين أسنانه 
" هذا الذي تتكلمي عنه يكون زوجها ...وحمزه ليس حقير حتي يؤذيها ..."
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغضب وهي تزم شفتيها وعيونها تنظر له بعمق وقد بدت
صغيره بجانبه بحذائها الخفيف الذي يناسب فستانها 
"ولكنه آلمها بالفعل ...وألم كبير أيضا ..."
أمال رأسه قليلا عليها وهو يقول بخفوت به بعض السخريه 
"هذا الألم خاص بهما وحدهما ..وحمزه وحده يمكنه إصلاح ما فعل ..."
هزت رأسها بعنف وهي تردف 
"أنا ذاهبه لها ....لن أتركها أبدا وحدها ...إنها مسؤوليتي ..."
زفر ياسين بعنف من صلابة عقلها وهو يردف 
"حسنا ...أنا آتي معك ..."
هنا جاء صوت حازم يقول بنبره صلبه أول مره يسمعها منه
"اذهب أنت سيد ياسين ...أنا سأقل مياس وأنتظرها ...."
نظر له ياسين نظره غريبه ...تحمل معان كثيره وأكثر هذه المعاني هي الغيره الشديده
غيره لمحها حازم وحاول أن يثني نفسه عنها ولكن نظرة ياسين واضحه وضوح الشمس
نظره لا يخطئها رجل وكأن مياس أصبحت ملكه ولا يريد لأحد الاقتراب منها خاصة
وهو لا يعلم أنها أخته في الرضاعه ومعظم من حولهم لا يعلمون 
ولكن حازم لم يرد راحته وهو يقابل نظرته بنظره أقوي منها وابتسامه سمجه متكلفه
وصت مهذب للغايه
"تستطيع الذهاب أنت سيد ياسين ....أنا سأقل ابنة خالتي..."
قابله ياسين بقوه وهو يضع يد في جيبه ويردف بصرامه موجها كلامه لمياس ...مياسه
"أنا سأسبقك هناك مياس .... لا تتأخرا ..."
وهكذا خرج من الغرفه بأنفاس لاهبه ووجه محتقن ..تتابعه نظرات مياس المستغربه
تخفي داخلها نشوة تذكر أنامله التي لامست شفتيها اليوم ويده التي لامست خصرها
يا الهي ...لقد شعرت بشرارات كهربيه تسري في جسدها بأكمله .... إن كانت تشعر بشرارتها
من مجرد وجوده بالجوار فكيف بلمسها حتي من فوق ملابسها الناعمه 
غامت عيناها وهي تتذكر تلك اللحظات المهيبه وأنامله تلامس شفتيها ... خاصة وهي تري
نظرة عينيه في تلك اللحظه ... نظرة لهفه شديده وعاطفه وتأثر بملمس شفتيها..تتمني أن تكذبها
لقد كادت تخر صاغره أمامه تخبره أنها تحبه ...تحبه رغم عدم مسامحتها له
تحبه رغم أنه متزوج من أخري وله ابن من غيرها
تحبه وفي حبه تشعر أنها مذنبه ,,آثمه ..تخطف رجل من زوجته .. تخالف مبادئها 
وما تربت عليه .... يا الهي ...إنها تحبه ...لن تكذب علي نفسها أكثر...!!
ولكن .....
قاطع أفكارها صوت حازم القلق 
"مياس ...مياس ...ماذا هناك ...؟؟..."
انتفضت وهي تحاول الابتسام والفشل يلاحقها فاكتفت بصوت متحشرج بائس
"لا شيء ...هيا بنا كي نذهب لليله ..."
ضيق عينيه فابتلعت ريقها بصعوبه من نظرته الصائبه ثم قال بجديه لا تتحملها في تلك اللحظه
"مياس ...ياسين متزوج ...متزوج وعلي علمي أن لديه ابن ...
أرجوكي حبيبتي لا تجعليني أقلق عليك ... "
هل هناك أوجع من هذا ...هي لا تحتاج للتأكيد علي هذا ...هي تعلم جيدا أنه متزوج
أن حلمها الصغير ضاع في الصغر قبل الكبر ...تعلم أنها أصيبت بالغباء في مراهقتها
والغباء يأبي مفارقتها حتي في رشدها 
وكما قيل أن
الحب ضحك ينبثق من أغوار دفينة في ثنايا الروح.
فهي لم تجد من حبها غير آهات تتلوها دموع تلوح في الآفاق تسخر منها ومن مشاعرها

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن