الفصل السادس والعشرون

30.3K 563 15
                                    

يسـألونك عن الحب ... فأخبرهم أنها العاصفه ... جموح الدقات 
تغير طبيعة التنفس ...فلم تعد تعلم ..متي الشهيق ومتي الزفير...؟؟..
الحب هو الغضب ... هو التسامح ... هو الغيره ... هو الركود ... وبعده
يحل الجنون... هو مراحل إن أدركتها ... لفررت سريعا محتفظا بعقلك
وسلامة قلبك ... هو بريق خاص لا يراه سوي الحبيب..!!
نظرة خالصه .. ولكل نظرة صاحب ... ولا تصل سوي بدقات القلب 
هو ألم وعتاب ودموع وضحكه.. فرحة بكلمة حالمه..!
هو فوضي ولكنها فوضي لذيذه
هو بلاهه ... كتلك البلاهه التي أصابت ملامحه في تلك اللحظه ...!!
يراها من بعيد 
ترفل بفستانها الأبيض ... وجهها مخضب بحمره لذيذه ... عيناها
واسعتان بقلق وكأنها تائهه ... يد والدها تضغط علي يدها في لمحة أمان هو من
رآها..فرفعت نظرها لوالدها المبتسم بحنان واقتربت بجسدها منه واشتعل
جسده هو بغبطة ... هو من يريد الاقتراب وفي تلك اللحظه يتحكم في جنون
الحب بقوه فولاذيه ... وهبطت عيناه رغما عنه علي قدها الميّاس في
فستانها الأنثوي .. بتفصيلته المميزه ... يتذكر اعتراضها علي رفضه
لفستان مكشوف أعجبها ... زمت شفتيها بغضب أنثوي قاتل وقالت بتمرد
رغم علمها برفض والدها أيضا له " أنا العروس ومن حقي أن أختار ما يعجبني ..."
ودوما كما العاده يجيبها بثبات رجولي مميز وحاجب مرتفع مهيمن
" وأنا زوجك وأريدك كما أنت .. حتي دون زينه وفستان ..."
وكان له ما أراد ... فستان أنثوي مميز بفصوص لؤلؤيه ...أكمام قصيره
للغايه تلتصق بالذراعين ... يرسم جسدها بأنوثته الظاهره الي الركبتين ثم ينزل
باتساع جذاب وذيله يرسم وراءها رقي الاختيار . وإن وافق فهو
وافق مرغما عندما رأي نظرة الحزن تطل من عينيها عندما ظهرت بوادر
الاعتراض عليه 
ولكنها الآن وهي تسير بتمهل يدها ساكنه في ذراع والدها تنثر ابتسامات متوتره هنا وهناك
وما زالت تأبي النظر ناحيته ولكن هيهات فما عاد
يفصل بينهما سوي خطوه واحده وها هو والدها يمد يدها لياسين ويقول
بحنان مشوب بالحزن
" مبارك يا بني ... "
ثم نظر لصغيرته نظره طويله وكأنه يتحدث معها بنظرته وقال برقه
"..حافظ عليها .. ترفق بها .. علّمها ان أخطأت ... اجعلها صديقتك قبل أن
تكون زوجتك وتذكر دوما أنها ابنه لأب لو باستطاعته لجعلها تسكن دوما
في قلبه ... أسأل الله أن يجعل حياتكما هانئه راضيه مليئه بالموده.."
..
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تحتضن والدها المتماسك بقوه وتهمس
بصوت حنون للغايه
" أحبك أبي..."
قال ياسين بصوت متحشرج وهو يري انهيارها الوشيك
" لا تقلق عمي ... ستكون في القلب ..."
ومن يكن في القلب لا يتزحزح بسهوله ولكن العين تري الكثير ولا تحكمها
قيود... قيودها لفتة الشكل أما القلب فقيوده لا يصفها الكلام...!
وابتسم الرجل وقد سكنته الراحه وأبعد صغيرته بيد حانيه وقبّلها مره أخري
علي جبينها قائلا برقه
" مبارك يا صغيره .... خذ زوجتك بني ..."
وبالفعل أخذ يدها ياسين برقه وقرّبها منه وهي للآن لم تعط لنفسها فرصة النظر له عن قرب
ظنت أنه سيأخذها لمكان الجلوس خاصة وهي تسمع الزغاريد القادمه من
كل مكان ولكنه أخذها للصاله الواسعه الدائريه في المكان ورفع يده بإشاره
فصدحت موسيقي ناعمه ويده تستقر علي خصرها وهمسه أجشه وصلت
لأذنها .
" أرقصي ..."
همست وما زال وجهها مطرق للأسفل..
"... لا أريد الرقص الآن ..."
اقترب منها أكثر وهمس ببحه خاصه بها
" أنظري لي مياس... ..."
لم تمتثل له فأعاد الكلمات مره أخري بحزم فرفعت عينيها له وكانت همسته
لأول نظره من عينيها
"... سبحان الخالق ..."
وكما في كل مره تشعر بنفسها مهاجره بين صوته وكلماته ... بين ثباته..
هيمنته الغريبه ... غروره الذي يقل في وجودها وكأنه يخبرها بمكانتها لديه
نظرته لها وكأنها أجمل نساء الأرض ... تلك النظره التي تبحث عنها دوما
حتي تشعر بالأمان .... أوشكت علي إسدال ستار عينيها الا أنها خانتاها
وهما تتمليان من طلته الرجوليه .... بذلته الأنيقه ... رائحة عطره الخاصه
والتي تعرفها فورا... تفاحة آدم التي تتحرك بعنف الآن ... عنف أخافها
وجعلها تسدل أهدابها قليلا ثم ترفعهما بعد لمسته الحنونه علي وجنتها وكأنه
شعر بخوفها الفطري
"... ضعي يدك علي كتفي..."
.. وامتثلت لطلبه وكأنها مخدره وبدأت الرقص علي أنغامه هو
الألحان تداخلت لديها ولم تعد تدرك شيء سوي قربه منها ... يده المستقره
علي خصرها ... أنفاسه التي تلفح جانب عنقها المكشوف... حتي كادت تقع منه .. لولا يديه 
القويتين لكانت سقطت من الخجل واضطراب مشاعرها وصوته المحموم بمشاعر تجهلها
" تبدين اليوم .... مبهره..." 
وتوقف عند الكلمه وكأنه لا يجد ما يصف شعوره
عضت شفتها بقوه وخجل شديد يلفها ... أين لسانها الطويل وجنونها الذي تخرجه عليه..؟؟
هي في تلك اللحظه تفتقد تلك الأشياء .. تشعر كأنها أخري قلبها يقفز في جنبات صدرها
ومشاعر كثيره تلفها 
وتلقائيا رفعت عينيها تبحث عن أهلها فرأت والدتها تجلس بجوار الجده والدموع تغشي
عينيها ... وبعض الدمعات تخون عينيها فتهبط علي ابتسامة وجنتيها المرسومه
هبط قلبها حزنا علي والدتها التي لم تكف عن الدموع الأيام السابقه 
يا الله .. ما هذه الورطه ...!!
وبينما تنتقل عينيها لتبحث عن هديل تمدها ببعض المرح الذي تحتاجه في تلك اللحظه
أتاها صوت ياسين الأجش يداعب أوتار قلبها
" لا تبحثي عن أحد وأنت معي يا نبع الياسمين ..."
رفرفت بأهدابها خجلا وشعرت بيده تقرّب ظهرها أكثر فشهقت بخفر
" ياسيــن ....!!.."
لم يجبها بل ابتسم فقط لخجلها الذي يعشقه وتنعّم بقربها الشديد منه مصبّرا نفسه علي 
انتهاء ذلك الحفل .... ما له هو ومال الحفلات ....!!
كان يجب أن يخطتفها فورا بعيدا عن هنا ... بعيدا ن تلك الضجه ..حيث تكون له وحده
بعد طول انتظار ..
الا أن قربها الشديد منه لم يدم وهو يشعر بها تبتعد عنه بفعل يد هديل التي تجذبها بقوه
وتقول بمرح 
" يكفي عليك هذا يا عريس ... لقد حان وقت المرح ...."
ووقت المرح هذا جذب مياس بعيدا وإشارتها للموسيقي بتشغيل موسيقي مختلفه تسمح
بالرقص عليها وبعدها احتضنت شقيقتها بقوه قائله في أذنها
" سأخبرك بشيء غريب ... أنا سأشتاق لك ميوس ... سأشتاق لمزاحنا وركضنا
وراء بعضنا في البيت ... أحبك شقيقتي الصهباء ..."
رغم أنها ذكرت صفات لا تحبها مياس علي الاطلاق الا أن الحزن خيّم علي عيني مياس
وأوشكت علي البكاء قائله
" لا تجعليني أبكي هديل .. أشعر أنني سأعود معكم للبيت اليوم .. لا أتخيل تركي للبيت ..."
هزت هديل رأسها بمرح هاتفه بأسف
" أعدك ألا أخبرك بمشاعري المتطرفه مره أخري لكن أقبل يدك اذهبي مع زوجك
أريد الاختلاء بغرفتك أخيراا ..."
استطاعت بالفعل جعل مياس تبتسم بمرح وهي تقرص كتفها الا أن هديل بالفعل
تشعر بشعور سيء للغايه .... تفتقد شقيقتها ..مثلها الأعلي .. نسختها الشبيهه 
ولكن قوتها الداخليه تغلبت وهي تذكر نفسها أن هذا عرس مياس ولن يتكرر مره أخري
ويجب أن يكون فريد من نوعه 
وهكذا بدأت الموسيقي الشعبيه وأخذت يد شقيقتها وبدأت في الرقص علي ألحانها
بفستانها الأحمر القصير الذي ظلت ليومين تبكي لوالدها حتي يسمح لها بارتدائه
شرط أن تكون آخر مره ترتديه فيها 
كانت متوهجه بشعرها القصير وملامحها الجميله المنعشه الشقيه وحركاتها الراقصه
المتقنه وبينما ترقص مع مياس التي بدأت تدخل في الأجواء وتواكب حركات شقيقتها بأن تميل
عليها رامقه ياسين بنظره خاطفه لتري توهج عينيه وقبضته التي تشتد وتفاحة آدم تتحرك بجنون
الا أنها لن ترضخ فهذا اليوم لن يعوض
أشارت لسيلين وجيهان بيدها فأتت سيلين بابتسامه واسعه ترفل بثوبها الأزرق الطويل 
لقد بدت كملكه بالفعل ... بقصته الانسيابيه وفتحة ظهره العاريه والتي أظهرت 
بشرتها البيضاء الناصعه ... كانت ترفل به بدلال وهي تعلم أن تميم سيغتاظ فقد 
أتي للتو ولم يرها عندما حضرت به ولم ترضخ لطلبه بأن يراه 
حسنا ... هو يستحق بسبب تأخره بسبب عمله البائس ... !!
اقتربت من الفتاتين تمسك يد ابنتها في يدها التي ألبستها فستان شبيه بفستانها فبدت
شهيه للغايه وهي بجوار والدتها فضحكت هديل آخذه يد الصغيره 
وهي تهتف بمرح
" ستفسدين الفتاه من صغرها يا سيلين ..."
هزت سيلين كتفها بدلال مع ابتسامه مشعه وهي تقترب من مياس تحتضنها وتهمس في أذنها
بمباركه وبعدها أتت جيهان ويارا كي يشاركا في الرقص..

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن