كانت تقف مكانها متسعة العينين .... تشعر بأن ما يحدث خيال ....!
كيف أتت هذه الي هنا ...؟؟... وكيف علمت أنها ستخرج الآن ... أم أنها كانت متربصه
لها منذ وقت ...
كانت جميله للغايه .... أنيقه بشكل مستفز للعين
ابتلعت مياس ريقها بصعوبه .. يا الله ... ما الذي يحدث لها .. هل علمت بما قاله لها
ياسين ...؟؟...
حقا لو كانت علمت وأتت تتحدث في الأمر الكريه أساسا بالنسبه لها ستشعر بخزي ما بعده
خزي ... ففي أقصي أحلامها لم تتوقع أن تقبل برجل متزوج مُكرهه وتأتي زوجته
تقابلها ......!
رأتها تقترب منها بابتسامه جامده غريبه وسمعتها تقول
" مرحبا مياس ...."
رطبت مياس شفتيها وهي تشعر بالكلمات متوقفه في حلقها .... تمسكت بحقيبتها
وتململت في وقوفها بارتباك وهي تتمتم
" مرحبا ...."
فقالت شاهيناز بود مزيف
" ناديني شاهي ...."
قطّبت مياس جبينها بتساؤل وحيره .... فالمرأه تعاملها بذوق شديد ... ولكنه ذوق لم تستسيغه
فهي كوالدها تشعر بالبشر .... ونظرة تلك المرأه لا تقترب للود بشيء
أومأت مياس برأسها بهدوء وقالت
" المنزل يبعد شارع عن هنا ... يمكننا التحدث هناك ...."
اعتدلت شاهيناز في وقفتها أكثر ثم قالت بترفع
" لا ... أنا لن أعطلك كثيرا .... كنت أود لو نتحدث في مكان ما لو أردت ...."
في الحقيقه مياس لا تريد الجلوس معها في مكان ما ... فقد شعرت بالاختناق من مجرد الفكره
لا تعلم لما ذلك الاختناق بدأ يزداد بقوه من النظر لها .... هل هي غيره حارقه ... أم اشمئزاز
من نفسها لأنها تغار .... تغاااار وبقوه .... احتقار لمشاعرها التي لا يد لها فيها ... بل رغما
عنها تحس بها .... تشعر باحتقار لمشاعرها وخيانة لثقة والديها..... وكره لحبيب الصغر..!!
وغيره حارقه من تلك المرأه الواقفه أمامها.... كل هذا في خلطه واحده تشعل فيها النار الآن ....!
صعب ..... صعب ما تشعر به ... موت بطيئ ... مؤلم.....!!
تمتمت مياس وهي تنظر حولها للطريق العام وللسيارات الماره من حولهما وهما واقفتان علي
جانب الطريق وسيارة تلك المرأه قريبه منهما ..
" لو كان الأمر بسيط فأنا أفضل أن تخبريني به الآن .... لأن لدي عمل كثير وتأخرت عليه .."
التوت شفتا شاهيناز بابتسامه خبيثه وهي تقول بنبره قويه
" تقصدين عملك في مؤسسة زوجي...."
ضربه ... ضربه قويه أصابت قلبها حتي طرفت عيناها رغما عنها وغصه حارقه
تنشب داخلها
يا الله ... ما هذا العذاب ....؟؟.. هي لم تفعل شيء سيء بحياتها حتي تمرّ بهذا
كانت فقط تود حياه طبيعيه مثل باقي البشر وليس معضله في كل خطوه فيها ألم ...!
تمتمت بصوت باهت رغما عنها وتلك الغصه تكبر وتكبر حتي كادت تبتلعها
" نعم ... أقصد هذا ..."
شمخت شاهيناز برأسها أكثر وتركت عينيها المرسومه بعنايه تمر براحه علي هيأة
مياس ... ثم لوت شفتيها باستياء ... فهي لم تجد فيها ما يجذب رجل كياسين
الفتاه ترتدي جينز عادي وكنزه طويله نسبيا تغطي أردافها بلون القهوه
وشعرها مرفوع علي هيأة ذيل حصان ... بتجعيدات بسيطه ... بلون أحمر غامق
قد يكون المميز فيها ....
وجهها خالي من الزينه سوي من كحل بسيط وملمع شفاه
لم تلفت انتباهها في شيء ولكن رغما عنها أقرّت بامتعاض أن عينيها جميله
عينان واسعتان بلون زبرجدي غريب ... قد يتداخل الأمر في لونها
ولكنها جاهله في كيفية إظهار جمالها فهي تتركها دون زينه تظهر جمالها وهذا أراح
شاهيناز .... فالفتاه بسيطه للغايه حتي لا تهتم بإظهار ما يميزها
فشعرها معقود وعيناها الواسعتان للغايه خاليتان وهذا أعطاها مظهر بريء لا تعترف به
شاهيناز ... وجسدها مخفي تماما بثيابها رغم أنه يبدو أنثوي للغايه .
مطت شفتيها بحنق وهي تفكر
ما الذي لفت انتباه ياسين لها .... ما الذي أعجبه فيها ....؟؟
قالت شاهيناز بصوت لعوب يحمل رقه زائفه
" أنا لن أعطلك أكثر .... أنا أتيت كي أقول لك أنني لا أملك سوي بيتي .. ابني وزوجي
أغلي شيء عندي .. أنا بدونهما لا شيء ...."
وأتبعت آخر جمله بغصه زائفه جعلت مياس تشعر بالصغر أكثر وأكثر
وخوف رهيب يعتريها .... يمسّ قلبها العاشق .. بأن فكرتها عن الخلافات زائفه ككل شيء
وأنّه ليس سوي متبجح .... خائن لزوجته ... قاتل لقلبها
سمعت نفسها تقول بنفس مختنق
" لماذا.... تقولين.. لي تلك الأشياء...؟؟..."
فاقتربت منها شاهيناز أكثر بخطوات مدروسه تضع يدها علي كتف مياس وتقول بمسكنه زائفه
" أنا لن أكذب عليك يا مياس ... أنا لاحظت نظرات زوجي لك .... لاحظت انشغاله بك
حتي عندما يكون معي .... بين أحضاني ... أشعر به متباعد ... عكس ما كان ...
لقد كان معي ....."
وقفت تنظر لملامح مياس الشاحبه .... عيناها الزائغتان في متاهه مؤلمه .... وذلك الفيض من
الدموع المتماسك بقوه ... أنفاسها المتحشرجه ... وابتسمت داخلها
هي لم تأت جاهله ... فقد درست جيدا طريق دخولها علي مياس ... الفتاه الناشئه في بيئه
متدينه ... بسيطه ... هادئه .... بالتأكيد سيتآكلها الذنب بكلماتها تلك
نعم سيتآكلها وتبتعد عن ياسين .... ياسين لن يكون سوي لها .... هي لا ينقصها شيء
فهي جميله للغايه ... أنيقه ... بجسد متفجر أنوثه ... وستحصل عليه ....!
تابعت بصوت حالم كاذب غر مباليه بالفتاه التي تموت ببطئ وهي واقفه معها
" لقد كان يعشقني .... لقد كانت أوقاتنا كلّها حميميه .... يقبلني ... يحتضنني ...يـــ..."
قاطعتها مياس بصوت ميت.... هي لا تحتاج للسماع أكثر ... حقا لا تحتاج
"فهمت ...."
ثم تابعت بنبره أكثر صلابه رغم عينيها النديه
" فهمت ما تشيرين اليه .... وتأكدي أنك لن تخسري بيتك ولا ابنك ولا زوجك..."
ثم تركتها واقفه بابتسامه متشفيه وسارت بخطا مترنحه كحال قلبها الذي يهوي
وينزف بقوه ....!!
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية