شئ قوي يثقل جفنيها حتي أنها لا تستطيع رفعهما ... وكأنها انفصلت عن عالمها
سكون تام يحيط بها من كل جانب ..
متعبه الي أقصي درجه وكأن قطار مرّ علي جسدها
الا أن هناك أمر قوي يجبرها علي فتح عينيها ... تحريك أجفانها بهدوء وظلام مشوب
ببعض الضوء يسيطر علي ما حولها
إغماضهما مره أخري ثم فتحهما بسرعه أكبر
وسكون للحظات ... وبعدها اتساع وانتفاضه تسيطر علي أوصالها
تحركت سريعا في الفراش ... يداها تتخبطان هنا وهناك ... علي جسدها أولا
ولمحه من الاطمئنان سافرت لقلبها عندما وجدت ثيابها كما كانت ..الا أن يديها تحركت
بعنفوان بجانبها فاصطدمت بشئ أطلق صوت وبعدها صوت الباب الذي انفتح والضوء
الساطع الذي غمر الغرفه بأكملها حتي انها شهقت وهي تغلق عينيها رغما عنها
الا أن الصوت القلق الدافئ جعل قلبها يخفق
" جيهان ... هل أنت بخير ...؟؟.. تشعرين بأي شيء ...؟؟..."
فتحت عينيها وقلبها يرتجف ..بل جسدها بأكمله يرتجف ... والخوف يتسلل لكل أطرافها
وصوتها الخائف المبحوح
" نضااال ...؟؟..."
هل يجب أن تكون ناعمه هكذا ...؟؟.. هادئه ... رقيقه ... وجهها علي شكل قلب
ملامحها المذعوره لم تقلل من بهائها
أهي دوما هكذا ....أم أنه هو من يراها هكذا ...؟؟
دوما يراها ملاك .... ملاك لا يوجد منه الكثير ... ناعمه للغايه ...حتي وهي تحرك
يديها بتوتر ... أناملها صغيره ..ملائكيه .... حجابها انزاح قليلا عن شعرها فظهرت نعومته
علي بشرتها البيضاء الشاحبه ... فاكتملت اللوحه لعينيه
الا أن كل هذا ... وكل تلك المشاعر لم تقلل من غضبه اتجاهها
وهو يدخل بهيأته الغاضبه الغرفه أكثر بينما هي تتراجع في الفراش
تعدل من ثيابها أكثر وتقول باضطراب
" مـ..ماذا ...ماذا حدث ....؟؟...لماذا ...لماذا أنا هنا ...؟؟."
ضيّق عينيه بنظره صاعقه وأصبحت شفتيه خط رفيع وهو يقول بغضب
" هل ستستمري بطيبتك الزائده تلك ...؟؟.. كيف تذهبي مع الفتاه هكذا ....؟؟ هل كنت تعرفيها
حتي تذهبي كالفتاه الصغيره الساذجه...؟؟.."
ارتعشت شفتاها بخوف وانعقد حاجبيها وهي تقول بتلعثم رقيق
" لقد .. لقد كانت فتاه صغيره ..وحدها ...وأنا ..أنا أردت مساعدتها ...."
(هل يجب أن تكون رقيقه هكذا ...؟؟.. ملائكيه هكذا ...حتي في خوفها ...)
زفر نضال بقلة صبر وهو يستغفر في سره
وجذب كرسي قريب بحده وجلس بالقرب من الفراش ورغما عنها ابتعدت قليلا بفزع
دون إظهار شيء ... الا أنه لاحظ ذلك فهدأ قليلا برفق
" أنا لن أؤذيكي يا جيهان ... لا تخافي ..."
لم تهدأ بكلماته ولم يزل خوفها بل انكمشت علي نفسها وهي تقول بعينين واسعتين
" أنا ... أنا لا أفهم ..."
تنهد نضال ثم مال قليلا بجسده للأمام يستند بكوعيه وقال بهدوء
" لقد أراد أحدهم أذيتك وأنا تعاملت معه ..."
قطبت جبينها ... هل معقول .. نضال ...!!!... آخر شخص تمنت رؤيته هو من ينقذها
ولكن ينقذها ممن ....؟؟
كل شيء ضبابي بالنسبه لها ... لا تفهم أي شيء ...أي شيء ....!
الا أنها اعتدلت بحده وانزلقت من الجانب الآخر من السرير واقفه ترفع يدها بتلقائيه
علي حجابها وشهقت عندما وجدت جزء كبير من شعرها يظهر
وبحركه سريعه جذبت الحجاب بدوت ترتيب ليغطي شعرها وهي تهتف بخوف وقلق
" أنا لا أفهم شيء ... أخبرني ماذا حدث .. ومن هؤلاء .. وكيف رأيتني ..؟؟...وكيف جئت هنا..؟؟..."
وقف نضال بملامح هادئه مغلقه وهو يضع يديه في جيوبه ويقول
" بهدوء جيهان ... سأجيبك علي كل شيء ...."
ثم تابع وهو ينظر لوجهها
" لقد أراد أحدهم أذيتك بتكميمك وفقدك لوعيك لولا رؤيتي لك عندما خرجت من الامتحان
...ذلك الامتحان الذي حضرته اليوم .... تصرفت أنا ... وأعتقد أن الرجل الأن في المشفي.."
رفعت حاجبيها وعيناها تومضان بحيره شديده وهمست
" لماذا يريد أحدهم أذيتي...؟؟...ومــ...ماذا فعلت بالرجل....؟؟..."
رفع نضال عينيه لها فهالها كم القسوه التي ظهرت فيهما ... قسوه وغضب قوي
" لقد كان يريد أذيتك .... ماذا تظنين أنني فعلت .... لقد تعاملت معه وبعدها أمرت
رجالي بالتكمله عليه..."
هل تلك قشعريره مرّت في جسدها ...؟؟.. هل الخوف يدب في أوصالها الآن ...؟؟
ممن تخاف بالظبط ... من منقذها ..أم من خاطفها ..
ورغما عنها همست بتشوش وهي تحيط جسدها بذراعيها
" من أنت ...؟؟..."
أجابها بصوت ثابت وهو يتخلل خوفها ... يصل لأعماقها ويكبح تلك الرغبه القويه
في طمأنتها بنفسه ... ولكن هل يحق له ...!
" أنا نضال ... نضال الذي تعرفينه يا جيهان..."
هزت رأسها بنفي ضعيف أصابه في الصميم وعيناها تلمعان بألم رغما عنها
" لا ... لست هو ... من أعرفه كان زميل ... أكبر مني ربما ...كما أخبرني يوما
أنه اضطر لترك الجامعه ... ولكن ما أراه أمامي مختلف ... "
ثم تابعت وعيناها تهبطان رغما عنها لإصبعه الخالي
" لا أعرفه ..."
هتف بقوه وغضبه يظهر علي السطح قليلا
" ألا تفهمييييين... لقد أراد الرجل أن يؤذيكي بحق الله ... ماذا أردت أن أفعل...
هل كنت أقبّله ... وأفتح جيبي أبحث عن قطعة حلوي أعطيها له ..!!!!"
هل كان يراقبها عندما أعطت للطفله قطعة الشوكولاه...؟.. وهو الآن يسخر منها ..
الا أنها سألته بحيره
" هل كنت تراقبني ...؟؟..."
ضحك ضحكه قصيره خشنه وهو يقول بغيظ
" آآآه ...عندما اندفعت مع الصغيره ... نعم رأيتك... "
زمت شفتيها بغيظ من سخريته وهي تقول برقه رغما عنها
" هل أصبح الرفق بالبشر عيب الآن...؟؟..."
توتر جسده وهو ينظر لها ويقترب خطوه يقول بقوه
" ليس الرفق ولكن السذاجه عيب ... أن تذهبي مع أي كان دون حرص
دون تفكير فهو خطأ..."
حادت بوجهها وهي تقول بعنف
" لست ساذجه..."
زفر نضال بغضب ثم صمت .... يكفي أنها بخير الآن ... هذا يكفيه
لقد كاد يجن وهو يري أحدهم قريب منها لتلك الدرجه ... كاد يفقد عقله
وهي بكل براءه وسذاجه تفعل ما يريح ضميرها
قال بهدوء
" حسنا جيهان ... أنت لست ساذجه .. يمكنك الراحه الآن الي أن أحضر لك عصير .."
هتفت بسرعه
" لا .. أنا لا أريد شيء ... أنا أريد الذهاب للبيت ..."
ثم توقفت وهي تنظر له نظره ثاقبه
" ربما تأتي زوجتك..."
ساد مت للحظات في الغرفه وهي تري وجهه يستحيل الي لون آخر وعيناه تعصفان
حتي ارتعدت أطرافها رغما عنها وظنت أنها قالت شيء آخر
فسمعت صوته الحازم
" لا أحد هنا ... ولا أحد يعرف هذا المكان ..."
ثم قال وهو ينظر لها رافع حاجبه الداكن
" هل يمكنني إحضار العصير الآن ..."
رفعت وجهها بإباء شديد وقالت بقوه تجابه قوته
" لا ... لا أريد شيء ... فقط أريد الذهاب للبيت ..."
ولكنها أضافت بغضب أنثوي
" لماذا لا ترتدي خاتم زواج ....؟؟.."
ضيّق عينيه للحظه ثم قال ببساطه
" أنا لا أرتدي تلك الأشياء ..."
أسبلت أهدابها وهي تفكر ... لا يرتدي تلك الأشياء ... ولا يصدق في قول
لم يصدق حتي في نظرة عينيه ...!!
يا الله .. توقفي يا جيهان ... توقفي عن ذلك ... لا يحق لك حتي النظر لوجهه
استغفري ... تابعي في الاستغفار حتي تهدئي من هذا ... وتبتعدي من هنا
سمعته يقول مجددا
" جيهان ...يمكنني توصيلك للبيت ..."
هل هذا رجاء في صوته ...؟؟... ولكن حتي لو كان رجاء ... لن ترضخ أبدا
قالت بسرعه
" لا ..."
ثم تابعت وهي تري ملامحه المغلقه
" أقصد أنني سأكلم مياس لتأخذني ..."
قال نضال بهدوء وخيبة أمل تصل لقلبه
" حسنا كما تريدين...اتصلي بها ... أكون أحضرت لك عصير ..."
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية