" لم أكن أعلم أنك تحب الصهباوات يا ياسين ...!!...."
صوت كلهيب النار بلسعته الحارقه ودخانه الخانق وصل لأذنها التي لم تكن تسمع سوي
صوت أنفاسه الحميميه وهي تتلمّس بشرتها بكل جرأه ومشاعر غريبه عليها
أول مره تجرّب تلك المشاعر وتلك ..... تلك الملامسات المختلطه بين الجرأه والانغلاق
فهو لم يقبل سوي صدغها ولم يلامس فعليا سوي خصرها الا أن أنفاسه الملتهبه
وحدها تكفي .... جعلتها تغيب عن عالمها وتهيم في أحلام المراهقه البائسه ...!انتفضت مبتعده عنه وهي تتنفس بصعوبه .... عيناها متوسعتان ببلاهه وهي تنقل بصرها
بين ياسين الذي ما زال يلهث من عاطفته المشتعله وينظر لشاهيناز نظرة قاتله وكأنه كان
سيقول لها شيء.. الا أنها لم تلحظ ذلك وهي تنظر لتلك المرأه المشتعله بفستانها الأحمر
وجمالها الأسمر ونظراتها الكريهه ...!
انتفاضتها وصلت لارتعاشه شملت كل جسدها وهي تنظر لهما مره أخري وكأنها لم تدرك
بعد ماذا حدث وماذا فعلت ....؟؟... الا أن ومضه مرت في عقلها سريعا جعلتها ترفع يدها
لوجنتها وعيناها تتوسع أكثر ثم ارتدت خطوات للخلف وهي تري ياسين يتقدم منها يتحدث
وبعدها لم تعِ شيء ...الا وهي تترك المكان بأكمله ..حتي أنها وقفت للحظه كتائهه تنظر حولها
من أين أتت والي أين ستذهب ....؟؟كانت ترتعش فعليا وشيء بشع ينمو في قلبها .... شيء لم تتوقع يوما أن يكون ....!
قبضت يدها علي جانب فستانها حتي تخفي ارتعاشتها وهي تقف في مكان خفي تبحث عن
حازم ... عيناها تنظران في كل مكان ... ولا مكان ....!!
لأول وهله لم تر شيء سوي نظرة تلك المرأه التي تبدو زوجته وهي تنظر لها باحتقار..
شعرت في كل نظره كسكين مسمم يقتلها ببطيء ويعرّيها أمام عينين متهمتين ..
شهقت بصمت وعيناها تقع أخيرا علي حازم الواقف مع أحدهم ولكنه كان ضجر
وكأنه ملّ من المكان ... رفعت يدها تمسح تلك الدمعه التي سقطت سهوا من عينها
ثم تنفست بعمق أكثر من مره ... نفس.. بعد نفس .. بعد نفس ... الي أن هدأت نسبيا
وتوجهت نحوه بخطي ثابته ونبضات مرتعشه داخليا ...!
" حازم ..."
التفت حازم للخلف ليري ابنة خالته بوجه شاحب وعينين باهتتين بعد أن كانتا في قمة
الإشراق منذ قليل ... حتي ولو ممزوج بالقلق ... الا أنه يختلف تماما عن وجهها الآن
ضيّق عينيه وهو ينظر لوجهها المتباعد في اتجاه آخر واستأذن من الرجل باختصار
وهو يقترب منها ويضع يده علي ظهرها ويهمس برقه
" مياس ..حبيبتي .. هل هناك شيء ...؟؟...."
يا الله .... كلمة أخري وستجهش في البكاء كطفله صغيره موجوعه ... يا رب ... يا رب
الا أن همسه مؤنبه تسللت لعقلها ... وهل لها وجه تدعو الله بعدما فعلت ...!!
هزت رأسها بثقل وهي تغصب شفتيها علي ابتسامه ممزوجه بالاختناق وتقول بخفوت متحشرج
" أبدا ..حازم ... أنا ... أنا بخير ..فقط شعرت ببعض التعب .. ربما
ربما تعرضت للبرد بما أن الجو متقلب وأنا لا أخرج بفساتين عادة ... فقط أريد العوده
للبيت ...رجاء ...."
نظر لها مره أخري بتمعن ولكنه لم يضف شيء وكأنه استشف من شكلها عدم قدرتها
علي الجدال ... فقال بهدوء
" انتظريني دقيقه ..."
وبالفعل غاب لوقت قصير تحدث مع أحدهم باختصار ثم عاد وهو يهمس برقه
" هيا حبيبتي ...."
خرجت معه من المكان وهي تتمني في تلك اللحظه ألا تطأ قدماها هذا المكان مرة أخري ..!
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية