اتسعت عيناها البحريتين رغما عنها من هذا الجنون الذي تسمعه
كيف .. كيف تتزوجه ..؟؟.. متي حدد الأمر مع والدها ... كيف يحدث
هذا دون علمها ... يا الهي ...!!
مال عليها قليلا وهمس بهدوء
" اهدئي مياس سنتحدث بعد انتهاء الاجتماع ..."
رفعت عينين عاصفتين له ... في تلك اللحظه لا تعلم حقا ما هو شعورها
هي تحبه نعم وتأبي الاعتراف بالأمر ... تأبي إعطاء الحريه لمشاعرها
هي جبانه .... والجبن في الحب عذاب ....!!
أسدلت أهدابها تحاول تمرير هذا الاجتماع البائس بقدره فولاذيه ... يدها تتلاعب
بالأوراق أمامها غافله تماما عما يدور حولها ومن حسن حظها أنه لم يوجه لها
كلمه طوال الاجتماع حتي انتهي واستقام المندوب يتحدث بلباقه بلغه تجهلها
وها هي تجلس مكانها بعدما غادر الجميع مطرقة الرأس وقلبها يخفق بجنون بين أضلعها
" مياس ..."
ناداها برفق بعدما جلس مكانه علي رأس الطاوله بهيمنه معهوده ويده تتلاعب بالقلم
الأنيق وكأنه يشغل يده عنها حتي لا يخيفها أكثر في تلك اللحظه
وبعد لحظات من الصمت رفعت وجهها له بعينين غائمتين وصوت غريب
" لماذا تفعل ذلك بي....؟؟..."
التوت شفتاه بابتسامه قاسيه وردد بعنف هادئ
" لم أكن أعلم أن الزواج بي سيء لتلك الدرجه ..."
رفعت عينيها عاليا بيأس ثم نظرت له قائله وهي تكبح جنونها الذي يخبرها
بقذفه بتلك الملفات أمامها في تلك اللحظه
" تعلم أنني لم أرد الزواج الآن .... ليس قبل ...."
واختنق صوتها رغما عنها بينما المعني يصله بوضوح ... وضوح قوي مؤلم لها
رفع حاجبيه بغطرسه وقال بهدوء بغيض لها
" يجب أن تتعاملي مع الحقيقه .. أنني متزوج .. لا أن تهربي منها ... "
رغما عنها تألم قلبها حتي وهي تعلم الحقيقه عن يقين ... تألم لمرور تلك الفكره في رأسها الآن
هل تزوجها حقا ... هل فعل ...؟؟... لم تدرك أن لسانها فلت بالكلمات الا بتلك النظره
المخيفه من عينينه والتي تحمل بعض الازدراء لأفكارها
تكلم بجفاء
" تبهرني فكرتك عني ..."
ابتلعت ريقها بصعوبه ورفعت عينيها له بنظره طويله حملت كل شيء وداخلها شعور
بترك كل شيء والاختباء في صدره بعيدا عن كل هواجسها
غيمه حزينه مرت علي عينيها وهي تقول لعينيه
" لقد رأيتها ورأيت كم هي ... أنثويه ... ومتواجده معك دوما في المكان .. وأنت لست
....أنت لست حصين بدليل زواجك من قبل ...."
أغمضت عينيها بعد جملتها حتي لا يري كم الألم الذي يسكنها فور تذكرها أمر زواجه
الزواج الحقيقي الذي حدث من قبل ... الأمر الذي أنهك مشاعرها وما يؤلمها أكثر
أنها ليس لها الحق بمطالبته بشيء وقد تركت أمره منذ سنوات ولم تتخيل في يوم
أن ينتهي بها القدر زوجته .... لو ... فقط لو كانت تملك أحقية بمشاعره في الماضي
لكانت غرست أظافرها في لحمه حتي تنتقم منه
سمعت زفره خشنه منه فرفعت عينيها له لتراه يقف ويخرج لفافة تبغ ويشعلها
ويقول بسخريه فظه
" امممم ...الأمر الطبيعي .. الرجال برغباتهم الحيوانيه .... ولكن للأسف مياس ليس لدي إجابه
علي ذلك السؤال وقد أجبت عليه من قبل ...."غصه حارقه آلمت قلبها وهي تقف وقد فقدت السيطره علي نفسها
لقد اهتاجت عليه من قبل عندما أخبرها ولكنها استطاعت التحكم في مشاعر الأنثي الجريحه
ربما من المفاجأه أو شيء خر لا تعلم ولكن في تلك اللحظه تشعر بألم قوي وقد
بدأ يتعامل معها وكأنها تحصيل حاصل في حياته ... شيء ثابت يحتاج فقط
بعض الاجراءات لإتمامه
هتفت بحرقه
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية