في مرآب بيت الحاج رضوان
قالت مياس بضيق
" هيا يا فتاه ... أريد أن أعطي تلك اﻷشياء لنوران قبل ذهابي وبسبب تلكعك هذا
سنتأخر ..."
تذمرت هديل وهي تساير خطوات شقيقتها
" مياس يا حبيبتي لن يحدث شيء لو تركت تلك اﻷشياء وأنا أعطيتها لها غدا .."
هزت مياس رأسها بإصرار وأردفت
" لا أنا أريد رؤيتها أيضا ... لقد أهملتها الفتره الماضيه واحتمال أن تكون غاضبه مني .."
أومأت هديل وقالت
" بالنسبه للأشياء التي أحضرتها . .. لم أرها بوضوح ... اممم .. كم عددها .. أقصد
لم يكن هناك داعي لها .."
ضحكت مياس بمرح ثم قالت بمشاكسه
" يمكنك إعطاءها لجيهان .. طالما أنت ترفضين بشده هكذا ..."
انتفضت هديل بينما يقتربان من بيت الخاله أم نوران وقالت
" من قال أنني أرفض ثم أن جيهان محتشمه أكثر مني ولن ترتديها .."
هزت مياس كتفها ببساطه وأردفت
" يمكنها ارتداءها في المنزل ..."
" مياااس لا تغيظيني ...."
اقتربت مياس منها وهمست
" إذن قولي شكرا ... شكر الغير والاعتذار للغير لا يقل من الشخص .. تذكري هذا جيدا ..."
وعلي غير توقعها ابتسمت هديل ببساطه وأومأت
........
دخلت نوران بصينية الشاي وابتسامه لطيفه تلون وجهها البهي الهاديء
" اشتقت لك يا مياس ... حمد لله علي سلامتك ..."
احمرت مياس خجلا وقالت بمحبه
" أنا آسفه نوران ... لقد انشغلت عنك الفتره الماضيه بأشياء كثيره ولم نتحدث منذ فتره طويله .."
ما زالت الابتسامه اللطيفه علي وجه نوران وأردفت بهدوء
" لا عليك مياس ... أنا أعلم أنك مشغوله ..خاصة في زواجك .
أتمه عليك بالسعاده ..."
شعرت هديل بشيء من التحفظ لدي نوران فاستقامت قائله بمرحها اللطيف
" سأذهب لخالتي ... أشاكسها قليلا قبل ذهابنا ...."
أومأت لها مياس مشجعه .. فقد كانت تريد الاختلاء بنوران قليلا حتي تطمئن عليها
فقد بدت كتومه هادئه متحفظه للغايه
اقتربت منها مياس قائله برقه
" نوران حبيبتي .... ماذا بك ..؟؟.."
ابتلعت نوران ريقها ثم قالت بهدوء مرتعش
" لا شيء مياس ... حقيقة لا شيء جديد ... كل ما في اﻷمر أنني توصلت لقناعه
خاصه بي .."
قطبت مياس جبينها قائله بحيره
" وما هي هذه القناعه...."
نظرت نوران بعيدا .. لذلك الضوء المتسرب من نافذتها بخجل
وهمست بشرود
" هناك أشياء مهما تحدثنا عنها .. لن تتغير أبدا .. ستنفذ قوتنا في الحديث فقط ..."
رفعت مياس حاجبيها بعجب الا أنها جابهتها بإصرار
" وأحيانا الحديث يريح النفس يا نوران ... نرمي ثقل صدورنا حتي نستطيع المتابعه ...ليس الحديث دوما بلا أهميه .. "أعطت نوران لمياس الشاي وقالت بعقلانيه
" يعني لو تحدثت عما يفعله والدي ..هل سيتغير شيء .. لا أبدا ،. هو لن يتغير ولن يغير طريقته ولا أفكاره ،،، لدرجة أن معظم الناس تخافه ... تخاف الاحتكاك به من لسانه اللاذع وطريقته ... مياس ... معظم الجيران لا يتحدثوا معنا خوفا من أذيته
حتي أنا قاربت علي الثلاثين ولا يتقدم أحد لي خوفا منه أيضا ...
صدقيني مياس تلك اﻷشياء لن تتغير ... حتي لو اختفي والدي من حياتنا فالثوابت
ستظل كما هي ومعتقدات الناس ستظل كما هي عنا ..."
تعلم مياس جيدا أن معها حق .. ولكن مهما كانت اﻷشياء سيئه فالحديث عنها ربما
يخفف الوجع قليلا
وأيضا لولا أن والدتها تعرف الخاله أم نوران جيدا لكانت
مدت يدها للكيس اﻷنيق بجوارها وأعطته لنوران قائله بابتسامه ناعمه
" " هذا شيء بسيط حبيبتي أتمني أن يعجبك ..."
تغضنت ملامح نوران بألم خفي الا أنها قالت بهدوء
" لا أستطيع قبولها مياس ... دون أن تغضبي أرجوكي .. أتمني أن تفهميني .."
تنهدت مياس من رأسها الصلب وأردفت
" أنت مثل شقيقتاي نوران ... وقد أحضرت لكل واحده هديه .. أما إن لم تكوني تعتبريني هكذا فهذا شيء آخر ..."
وضعت نوران في مأزق بلطف شديد وجعلتها تقبل هديتها بابتسامه مرتجفه تأثرا
.......
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية