كانت تجلس علي طاولة المطبخ الدائريه وتمضغ علكه بطعم الفرواله بكل تلذذ
تؤرجح ساقيها بطفوليه وتمرر يدها علي شاشة هاتفها علي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي
وبين دقيقه وأخري تنظر للطعام الذي ينضج علي النار ويصعد منه البخار
دخلت خالتها نبيله المطبخ وتوقفت لبرهه لتري ما تفعله كنتها الذكيه بجلستها تلك
قطبت جبينها للحظه ثم تقدمت منها قائله بهدوء
" ماذا تفعلين يا ليله ..."
رفعت ليله رأسها تنظر اليها بابتسامه قائله ببديهيه
" لقد طلبت مني خالتي روضه أن أتابع الطعام حتي تنهي بعض الأشياء ...."
تنهدت نبيله بنفاذ صبر قائله
" هل طلبَت منك متابعة الطعام أم تنضجين مع الطعام ....؟؟..."
قطبت ليله بحيره فتابعت روضه بحزم
" أين زوجك يا فتاه ...؟؟...."
رمشت ليله باضطراب وكأن وقع الكلمه ما زال جديد عليها ... ما زال كل شيء جديد عليها
عاطفة حمزه الغريبه ... عاطفة رجل شغوف .. راغب ... يريد كل شيء
تتذكر جيدا بعدما أصبحت زوجته فعليا لم يترك لها الخيار بالابتعاد عنه
ربما تركها ليوم أو يومين حتي تتفهم الأمر ويزول ألمها البسيط وبعد ذلك كانت الحميميه
بينهما أمر مسلم به .... فريد ... غريب .. وما زالت جاهله ذلك الاحساس الذي ينتابها
ربما اقتربا من بعضهما بتلك الصوره مرات معدوده الا أنها ما زالت كما المره الأولي
تنتفض متفاجأه من نفسها قبله
حمزه ... الرجل الصخري ... أصبح زوجها هي ... يقبلها ... يقترب منها
يـــ.... عضت شفتها بخجل وقد تورد وجهها وانتفضت إثر زعقة حماتها فاقدة الصبر
" يا فتاه أيقظي عقلك هذا بدل تلك البلاهه..."
هتفت ليله بلوم
" خالتي ..."
تخصرت نبيله بطريقه مضحكه قائله بنزق
"بالله عليك ... توقفي عن تريد خالتي ...خالتي....!!!.... وأخبريني أين زوجك يا فتاه ..."
توردت ليله تلقائيا ثم قالت مشيره بيدها
" في غرفة المكتب .."
مصمصت نبيله شفتيها باستياء ثم اقتربت منها وقالت بجديه
" يا فتاه سترفعين ضغطي بين لحظه وأخري ... كيف تتركين زوجك هكذا يجلس بين
العمل والأوراق التي أخذت من عمره وأنت تجلسين هنا تمضغين علكه
وتؤرجحين ساقيك كالصغار ..."
رفرفرت ليله بأهدابها قائله بامتعاض بعد برهه
" وماذا أفعل يا خالتي هو دخل وقال أن لديه عمل وطلب من الخاله روضه أن
تصنع له قهوه حتي لم يطلبها مني ..."
قالت آخر جمله بنبره حزينه للغايه وكأنه نحّاها تماما
نظرت لها نبيله للحظات ثم رفعت وجهها للأعلي قائله بنبره مضحكه
" يا رب ماذا فعلت حتي أحظي بكنه ترفع ضغطي كل دقيقه هكذا ...اللهم الصبر..."
هتفت ليله بحزن
" ماذا فعلت لك يا خالتي الآن حتي تكوني غاضبه ...؟؟..."
قالت نبيله بهدوء وبنبره أموميه
" يا فتاه يجب أن تكوني بجوار زوجك الآن خاصة وأنكما الحمد لله وأخيرا قررتما
إتمام هذا الزواج ..."
امتقع وجه ليله بشده فقالت حماتها بسخريه لطيفه
" يا فتاه أنا أعلم كل شيء ولكن لم أرد أن أظهر لحمزه فهو كان يعلن هنا وهناك
أنك زوجته بالفعل برأس مرفوعه ...فلم نرد إحراج الرجل .."
ثم تابعت وهي تري انتباه ليله لها
" انهضي ولا تتركي زوجك ...اجلسي علي أنفاسه ولا تتركيه للعمل يأخذه منك
في تلك الفتره ... تلك الأيام لن تعوّض .. خذي النصيحه من امرأه كبيره ..."
وقفت ليله من جلستها ونظرت حولها باضطراب ثم قالت
" لكن خالتي ..ماذا لو كان مشغول بالفعل ولم يردني معه ..."
دارت عينا نبيله بسأم ثم قالت بصبر
" أخبريه أن لديك وجع في معدتك وستري النتيجه..."
شهقت ليله برفض برئ قائله
" أكذب....؟؟؟....."
كزت نبيله علي أسنانها هاتفه
" اذهبي يا فتاه قبل أن أضربك علي مؤخرتك وأخلص البشريه من سذاجتك تلك ....."
ركضت ليله بجزع حقيقي حتي وصلت أمام خرفة المكتب ووقفت تأخذ عدة أنفاس
وبعدها طرقت الباب بهدوء قلق فسمعت صوت حمزه الخشن يسمح بالدخول
فتحت الباب وأدخلت رأسها مناديه برقه
" حمزه ..."
تشنج جسده فور سماع صوتها وذلك الضعف المعهود يتسلل اليه ... ضعف لا يستطيع
التحكم فيه .... لا يقدر علي مجابهته ولا يستطع الابتعاد عنها بعدما ذاق حلاوة قربها
زوجته مليحة الروح ... مبهجة الصوت ... صاحبة أجمل راء سمعها
ينأي بنفسه عنها حتي يحاول لمام شتات نفسه المبعثره .. فهو لم يعتد الضعف
ولا يعرف تلك المشاعر التي تجتاحه فور قربها ... فور سماع صوتها
هي بكل بساطه عقدة سلسله ... بقدر فهمها بقدر تغلغلها داخله وما عاد ينفع الفكاك
منها وهو دوما قوي ..دوما مسيطر ... لا يستطيع التعامل مع ضعفه اتجاهها
يحتاج الابتعاد قليلا حتي يعود كما هو حمزه الراوي ... الرجل الصخري .. ذلك الذي
يتعامل مع المسؤوليات والعمل فقط
ولكن هيهات ... فها هي تسللت له مره أخري .. تقتحم عزلته بكل بساطه
هاتفه باسمه مره أخري بتذمر محبب لأنه لم يجبها للآن
قال بهدوء وهو يبعد حاسوبه من أمامه
" تعالي ليله ..."
توترت قليلا ولكنها حسمت أمرها ودخلت الغرفه الفسيحه ووقفت كطالبه مهذبه تشبك
يديها معا فالتوت شفتا حمزه باستمتاع بزوجته الصغيره الخجول رغم سنوات عمرها
التي تؤهلها لعقل متفهم ونضج قوي الا أنها بعيده تماما عن تلك الصفات خاصة بالدميات
التي يتعثر بها في غرفته ... دمي كثيره بكل الأشكال والأوان ويا ليتها تضعها في مكان
مخصص الا أنها تضعها علي الفراش وبجوار الفراش وعلي الطاوله وعلي الأريكه
وتلك الدميه الغبيه التي اعتادت حضنها وهي نائمه والتي ألقاها من يومين من علي الفراش
وكتم تذمرها بقبله عاصفه
تذمرت من جديد هاتفه
" حمزززه فيما شردت ...؟؟..."
ميّل حمزه رأسه قائلا بنبره متسليه لم تخل من الخشونه
" في شيء ما .... ماذا أردت ليله ..؟؟..."
عضت شفتها السفلي بحرج أصبح ملازما لها في وجوده وعقلها يفكر في شيء
تخبره به ... لماذا أتت هنا ... وماذا تريد ...؟؟
تنحنحت بحرج وأخذت تلاعب قدمها بالأخري وقالت بخفوت
" اممم ..كنت أريد إخبارك أنني أحتاج شراء فستان لعرس مياس صديقتي..."
وقف حمزه من مكانه وهو يقول باهتمام
" حسنا ... متي تريدين ابتياعه...؟؟..."
رمشت ليله بأهدابها قائله بحماس
" اليوم لأن العرس بعد غد كما تعلم ...."
ضيّق حمزه عينيه وقال بخشونه
" ما مواصفات الفستان الذي تريدين ...؟؟..."
سرحت ليله بأفكارها قليلا ثم ارتسمت ابتسامه بلهاء علي شفتيها قائله
" دوما كنت أحلم بفستان بدون أكمام وظهره عاري ... طويل بذيل رقيق ... وفيه بعض
اللؤلؤ البسيط اللطيف ...و.. اممممم .. وشعري أصنعه ضفيره كثيفه تنزل علي ظهري
وآآآآه لونه يكون وردي ... أنا أحب اللون الوردي للغايه ...."
انتهت من وصفها الممتع وما زالت الابتسامه تزين وجهها بالكامل ونظرت له ويا ليتها
لم تنظر فقد رأت نظره إجراميه مخيفه تحتل حدقتيه كادت تبتلعها وصوته الخشن
يطرق أذنها بلا رفق
" إن شاء الله ترتدينه في الحياة الآخره بعدما أكون قطعت رقبتك ...."
زمت شفتيها بغضب حقيقي وتخصرت هاتفه بتذمر طفولي
" أنا لن أرتديه لأنني محجبه وليس لشيء آخر ... أنا مخطأه أنني أشاركك أحلامي الصغيره..."
اقترب منها بخطوره وعيناه تلتهمانها بخشونه جعلتها ترتجف وشدها من خصرها النحيف
قائل بقوه
" هي طريقه واحده ... تلك التي ستجعل لسانك الأحمق هذا أن يتوقف وأن تنسي أحلامك
الغبيه هذه ...."
وبعدها انحني يرفعها بالكامل ويمتلك شفتيها ... وتوقفت الدقائق بالنسبه لها كما في كل
مره تختبر تلك المشاعر بقرب حمزه ... كما في كل مره يباغتها فينتزع استجابتها الخجوله
فتشعر بقلبها يئن حبا به ... حبها هي وإن لم تعتد بعد علي ذلك القرب الحميمي الا أن قلبها
يعصف بجنون في صدرها ... إنها تعشقه ... تعشق رجلها الصخري بكل قوته وقسوته
وتحجر أفكاره ... برأسه العنيد ... وعنف ردوده
تنهدت برقه وهي تشعر بقبلاته تنتقل الي باقي وجهها بشغف مخالف لقسوة لسانه
رفعت ذراعيها تحيط عنقه وتمرر أخري في خصلات شعره القصير فشعرت
بجسده يرتعش استجابه لها
هل حقا حمزه الراوي الصخري يرتعش من لمسه منها هي ... يا الله
ودون شعور منها كانت تقترب أكثر منه وقد زال خجلها كما في كل مره وكأن
أخري تتلبسها ... أخري بداخلها أنثي متعطشه للحب ...للحنان .. للرفق
الا أنها لم تتحمل جنونه الجديد عليها وفي غرفة مكتبه ... وقد يدخل أي أحد عليهما
همست بخجل وتلعثم وهي تشعر به يتمادي أكثر
" حــ....حمزه ...أرجوك..قد ..تدخل خالتي ..أنا ...حمززه...."
ابتعد عنها ببطئ يمرر يده في شعره القصير وكأنه يحاول فهم نفسه ... فهم جنونه...!!
لم يكن متهور هكذا فيما مضي ... ماذا حدث له ...كيف تحول هكذا لرجل علي حافة
الهاويه بسبب امرأه ...وياليتها أية امرأه ... بل امرأه حمقاء ..تخبره بأحلامها الورديه
التي كادت تصيبه بنوبه قلبيه ... طفله ... بــ راء لعينه
رفع رأسه ينظر اليها فرآها واقفه محمرة الوجه بل كل ما يظهر منها موّرد بطريقه محببه
تعض شفتها بقوه وتحتضن جسدها وكأنها تحمي نفسها
أهدابها مسدله والخجل يلفها بأكملها
اقترب منها من جديد يسألها برفق
" ليله ماذا بك ...؟؟.."
رفعت أهدابها فظهر اضطرابها في عينيها الكحيلتين البريئتين رغم ما تشاركته معه
وهمست بتعثر
" أفكر .. بأمي ..ماذا ستفعل .. لو ..علمت ..بما حدث.. بتلك .. بأننا تزوجنا .. وفعلنا..
لقد كانت تمنعنا ..من رؤية ..التلفاز..حتي .. هي ..بالتأكيد..ســـ.."
اقترب منها أكثر بعينين متسعتين يكاد يشد شعره حقا منها ... تلك المرأه الحمقاء
يا الله ....!!!
تمتم بصوت خشن
" حقا دوما كنت أود الزواج بامرأه عاقله رزينه وفي النهايه أتزوج بامرأه بلا عقل
تماما .."
اغرورقت عيناها بدموع رقيقه وجملته نهشت قلبها غيره لم تفطنها حتي وهتفت بطفوليه
" يمكنك البحث عنها ... لن أتحدث معك بعد الآن ..."
ثم اتجهت لتخرج من الغرفه بعنف وغضب قاتل الا أنه منعها بذراعيها وهمسه رقيقه
غريبه عنه
" ليله ..."
قاومته بغضب الا أنه استطاع كبح غضبها بسهوله خاصة بصغرها بالنسبه له
بل وامتلك شفتيها من جديد .... وامتلك روحها تلك المره وهمس بخشونه
بين قبلته
" دعينا نذهب لغرفتنا ليله ...."
تسللت من بين ذراعيه بصعوبه وما زالت متألمه مما قاله وغيرتها القاتله من جملته
ومن وجود امرأه أخري في مخيلته
غيره فتكت بقلبها ... لا تعلم ذلك الشعور البائس ... لم تجربه من قبل
وجهها موّرد بجمال وقالت بنبره متذمره لذيذه
" لا يمكن ... ثم أنت معاقب ... سأنام اليوم بجوار دميتي الحمراء وسأقبلها أيضا ..."
وتركته وخرجت من الغرفه بخطوات عصبيه وهو واقف وراءها فاغر الفاه يقسم بداخله
أنه سيتخلص من تلك الدمي اللعينه يوما ما .....!
................................................
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية