توجعنا الحقائق للغايه ...خاصة إذا كانت حقائق تقوم علي الوهم ... هل نظراته..ابتسامته
تلميحاته .... صوته وهو يقول اسمها .... كل شيء ..كل شيء كان وهم
والحقيقه الأكيده أنه لم يعد لها .... !
ولكن تلك المشاعر التي تخنق صدرها بقوه مصدره ألف آهه صامته ...متي أتت...؟؟
هل مشاعرها كانت بتلك القوه دون أن تدري حتي .. وكأنها اختزلت المشاعر الأنثويه كلها
له هو ... !
وقفت صفاء تقول باهتمام
" لقد سمعت آذان الظهر يا جيهان ... تعالي كي نصلي في مسجد الكليه..."
نظرت جيهان بشرود لها وكأنها غير موجوده فما كان من صفاء الا أن اقتربت منها وأوقفتها
وهي ترمق علا بنظره صاعقه ثم قالت
" عن إذنك يا ....علا ..."
سارت مع جيهان خطوات للأمام وهي تسندها بقوه حتي لا تظهر خطواتها متعثره الي أن
وصلت لجزء مخفي بعدة أشجار وزرع فقالت صفاء بهدوء
"اجلسي جيهان قليلا وبعدها سنذهب للمسجد..."
جلست جيهان علي الرصيف ووجهها جامد للغايه ... تتنفس بعمق ... ثم بعد لحظات بدأ جسدها يرتعش قليلا .. فقالت صفاء برقه
" اهدئي جيهان .... ابكي حبيبتي ..لو أردتِ..."
شهقت جيهان بقوه ثم شعرت بالدموع حقا تحرقها ... يا الله ... لم تكن تعلم أن مشاعرها
بهذه القوه... هل البعد يقوّي المشاعر ... كل أفكارها عن البعد حتي تنساه
اليوم فقط علمت أنها فشلت تماما .... وأنه استطاع أن يسرق مشاعرها الفتيه البريئه
همست بارتعاش ولسانها يتقطع رغما عنها
" أنا .... لم أكن ... لم أتصور أن مشاعري ....."
تقطع صوتها ودموعها تنساب رغما عنها .... رغما عن كل شيء .... رغما عن قوة إرادتها
التي تتمتع بها ...عن حُلمها وصبرها ورقتها .... الأنثي فقط في تلك اللحظه هي ما تشعر
بالاحتراق... تشعر بقلبها موجوع للغايه ...!
مسدت صفاء ظهرها برفق وهي تقول بحنان
" جيهان .. الأمر كان مفاجأه لك ... بمثابة خيانه لمشاعرك وأنت ما اعتدت علي الكذب
أبدا .."
هزت جيهان رأسها والاختناق يتزايد داخلها ... ولكنها استطاعت تتمتم
" أنا لم أتحدث معه سوي عدد من المرات .... كنت دوما أتجنب الحديث معه ..."
التوي فم صفاء بأسي علي صديقتها ثم قالت برقه
" أنت لم تتحدثي معه نعم ..ولكن قلبك كان يتحدث ويحب في صمت .. قلبك كان يرفض
ضغوط عقلك وأوامره ... لا يمتثل القلب لما نريده يا جيهان في معظم الأوقات .. "
نعم ..لا يمتثل القلب .... ولو كان امتثل القلب لصوت عقلنا دوما لما تعبنا ... لما تألمنا
ولما ذرفنا الدموع
أخفت وجهها بين يديها وشعور الخيانه يسحق روحها بالفعل .... لماذا ... فقط لماذا علّقها
به طالما كان ينوي الزواج... لما جعلها تشعر أن لا أنثي غيرها ... لماذا كانت نظرته تتحدث
وأفعاله مغايره تماما لما شعرته وقتها .
ربما هي أقل منه ....أقل من مشاعرها تلك ... وهذا نتيجة غباءها ... كيف تركت نفسها
لتعجب به ...بل لتصل مشاعرها لحد مرهق هكذا
ألم تعلم من البدايه أن لا مستقبل بينهما ... وأن قصص السندريلا ليست موجوده علي الواقع
سوي بندره أو بعشق أزلي
رفعت وجهها ببطئ من بين يديها ورغما عنها شفتاها ترتعش الا أنها أخذت تستغفر
وتستغفر أكثر وهي تغمض عينيها للحظات تدعو الله للمغفره وللرحمه بقلبها المسكين
واستغفارها هدّأ من روعها ... بل واستكان جسدها وباتت قادره علي رفع وجهها أكثر
ويد صديقتها لم تهدأ علي ظهرها بل أخذت تمسده أكثر وهي تنظر لها ... تنظر لجيهان الرقيقه
الهادئه التي تخاف الله في أقل المواقف حتي أن صداقتها بها كانت سببا في تدينها
في تغيير الكثير من الأشياء في حياتها ... وأجمل ما في جيهان لا تفرض علي أحد شيء
بل تتعايش مع الجميع وترفض ما تكره بلباقه ورقه شديده حتي لا تؤذي غيرها
هي لا تستحق هكذا ... لا تستحقه أبدا
سمعت صوت جيهان الرقيق يهمس
" دعينا نذهب للصلاه ... سأهدأ أكثر ... لا أريد لمياس رؤيتي هكذا ..."
أومأت صفاء وهي تقف بعد جيهان التي وقفت وعدّلت ثيابها وقد اكتسب وجهها بعض ثباته
سارتا معا الي المسجد وقد صمتت جيهان تماما ... فهي الآن لا تريد الحديث أبدا
إن تحدّثت الآن ستنهار بقوه ... وهي لا تحتاج الانهيار أمام الجميع وقد اكتشفت اليوم
أن هناك حاقدين ... السؤال ... يحقدون علي ماذا ...؟؟
إن كان الألم ماده جديده للحقد فلنا الله ..
...................................
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية