في قصر الصواف
دخل الي قصره ليلا يشعر بإنهاك شديد .... لقد باتت الأيام أكثر إنهاكا ..خاصة وهو
ينتظر رد مياس علي عملها معه .. هو يشعر بأنها ستوافق ولكنه قلق أيضا
يقلق من عِندها ورأسها البائس فهي في النهايه ...مياس ..صاحبة أكبر رأس يابس
تنهد وهو يصعد الدرجات ... مؤكد نامت جدته الآن ... فهو لم يستطع أن يأتي
علي الغداء اليوم بسبب كثرة العمل وبالتالي لم يستطع رؤيتها
قبل أن يدخل غرفته توجه لغرفة الصغير ...لقد اشتاق لهدخل الغرفه بهدوء حتي لا يوقظه ...فوجده يغط بنوم عميق ..فمال عليه يقبله
فوجد من يتعلق بعنقه وهو يقول بصوت طفولي رقيق
"أبي..."
ضحك ياسين بخفه ثم جلس علي الفراش وهو يلمس شعره بحنان
" امممم ..ألم تنم بعد يا مشاغب ...."
احتضنه بقوه وهو يقول بشقاوه
" لا ..كنت نائم ولكن استيقظت عندما قبلتني ..."
أخذ ياسين يلامس شعر عمار برقه وهو يسأله برفق
"هل قرأت المعوذتين قبل أن تنام يا بطل ..."
أومأ عمار بطفوليه وهو يقول بحماس
"نعم ... أنت أخبرتني إذا صليت وقرأت الفاتحه والمعوذتين قبل نومي
ستأخذني نلعب بالدراجات في يوم الإجازه ..."
هز ياسين رأسه بخبث وهو يقول بنبره مرحه
"أنت تغش .... أضف عليهم ألا تتعب جدتك وتكون رجل قوي يهتم لعائلته ..."
ابتسم عمار ببشاشه وهو يردف
"حسنا ... ولكن تفي بوعدك ونلعب بالدراجات الجديده ..."
ابتسم ياسين بحنو وهو يردف
" اتفقنا ... هيا يا بطل كي تنام فقد تأخر الوقت ..."
ثم قام ودثره بغطائه الناعم وقبله علي جبينه حتي أغمض عمار عينيه
ثم خرج من الغرفه كي يتوجه لغرفته ...يرتاحفي منزل الحاج رضوان
كانت نائمه علي الجلسه الأرضيه ورأسها في حضن والدتها وهي تشاكسها ووالدتها
تتنهد بأسي وهي تقول بقلة صبر
"يا الهي يا فتاه ...كيف أضفره وهو لا يفرق عن شعر صبي متشرد..قد يطوله
ببعض إنشات ...."
ضحكت هديل من قلبها وهي تبرم شفتيها وتقول بدلال
"زهره ... لا تتذمري هكذا ...مهما فعلت ستضفرينه أيضا ....."
تنهدت الحاجه زهره بأسي وهي تتمتم باستياء مضحك
" أنت آخر صبري في هذه الحياه ... الأم مننا عندما تكبر تنتظر من يساعدها
ومن يتحمل عنها ..وأنتن ماشاء الله كل واحده في وادي ...وأنت بالأخص في وادي آخر
وفوق هذا تذنبيني هكذا حتي أقوم بتضفير شعيراتك السحريه..."
دغدغتها هديل في خاصرتها وهي تمرر يدها في خبث فتلوت الحاجه زهره
وكتمت ضحكتها وهي تؤنبها
"كفي يا فتاه .... لا تكوني قليلة التهذيب .... "
ثم أطلقت تنهيدة ارتياح وهي تتمتم
" لقد أنهيت تضفير الخمس شعيرات...هيا قومي كي أنهي جلي الصحون المتكاومه
في المطبخ"
اعتدلت هديل وهي تزم شفتيها وتهتف مدافعه عن شعرها
"لا تسيئئ لشعري يا زهرتي الجميله ....قد يغضب منك ..."
اقتربت الحاجه زهره منها وهي تلمس وجهها بحنان وتقول بإقناع
" هديل حبيبتي ...أتركيه يطول قليلا ...لن تخسري شيئا ...بل علي العكس
قد تصبحي مثل الفتيات في شيء ...ويكون جميل مثل شعر أختيك..
.ها ..اقتنعت حبيبتي ... ستتركينه يطول...؟.."
هزت هديل رأسها نفيا وابتسامة براءه تشع في وجهها تجعله أكثر جمالا وعفويه
فتذمرت والدتها بطفوليه وهي تهتف
"أنا مخطأه أساسا أنني أجلس معك هنا أنصحك وأنت لا تستحقين النصيحه ..وأنا ورائي
ترتيب البيت وإنهاء الطعام ..."
فأمسكتها هديل من يدها وهي تتشبث بها برجاء وتقول برقه بعيده عنها
"لا أمي اجلسي ..أنت لم تدعِ لي اليوم ....."
رفعت والدتها حاجبها بشر طفولي كطفل يعاير صديقه بشيء وهي تقول بشكل مضحك
"الآن أصبحت أمي ...عندما نسيت عادة كل يوم منذ أن علمت أن اختباراتك قربت ..."
تشبثت بها هديل أكثر وهي تحايلها بنعومه
" زهورتي حبيبتي .... رجاء اجلسي ..."
جلست والدتها علي مضض ظاهري وهي لا تحتاج رجاءها حتي تدعو لها ولأختيها
واستلقت هديل مره أخري ورأسها في حضن والدتها وتقول بإصرار
" رددي زهورتي ... يا رب يا هديل تتفوقي وتكوني الأولي علي دفعتك ..."
أوقفتها والدتها وهي تقول لها بنفي
"يا ابنتي ..يا حبيبتي ... المفروض ندعوا بشيء منطقي ...كيف ستكونين الأولي وأنت
لا تتعبي نفسك في دروسك....."
زمت هديل شفتيها وقالت من بين أسنانها
"حسنا يا أمي ..دوما تصيبيني بالإحباط ... سنقيم بتعديل في الدعوه ...."
ثم فكرت قليلا وهي تحك رأسها ثم قالت
" قولي أمي ... ربنا يوقف أولاد الحلال في طريقك أينما ذهبت ويسير لك المراكب
المتعطله ..."
كتمت الحاجه زهره ضحكتها وهي تسألها باهتمام
"أي أولاد حلال بالظبط تقصدين ...."
فأجابتها هديل ببديهيه
" هذا الذي يراني في لجنة الامتحان مرهقه يأتي بعصير لي وبورقة الامتحان
مجاب عنها ويخبرني ألا أتعب نفسي في شيء..."
أمسكتها الحاجه زهره من أذنها وهي تؤنبها
"لو اختصرتي هذا الوقت في استذكار دروسك بدل ما تجعليني أجلس هنا كل يوم
وترددي علي أذني أحلامك العالميه ...."
تصنعت هديل بالحزن وهي تفلت منها وتردد وهي تتوجه بخطواتها نحو غرفتها
"حسنا يا أمي لن أجلس معك مره أخري وأشاركك بآرائي وأفكاري وأحلامي الرائعه
أصلا أنت الخاسره ...."
وأخذت تتذمر الي أن دخلت غرفتها وأغلقت الباب وراءها ومن ورائها ابتسامة والدتها
الحنونه ولسانها يردد أجمل الدعوات لها...
.................................................. ................................
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية