الفصل العاشر

28.6K 585 17
                                    

كانت واقفه مع السيد كمال وزوجته السيده كريمه تتحدث معهم وتستمع لحكاياتهم
ومشاكساتهم الظريفه .... لو كانت في وقت آخر لكانت اندمجت أكثر في الحديث
متناسيه كل شيء في رفقتهم المحببه ... ولكن للأسف .. علي رغم لطفهم .. الا أن
الوقت الذي مضي برفقتهم كان بمثاب ضربة لقلبها النضر ...!
فقد بدا الرجل مولع بزوجته ... بكل حركه منها ... بملامح وجهها إن كانت مستريحه
أم لا ..إن كان الحفل لم يعد يروقها ...!.... حتي في إنحناءة عينيه وهو ينظر لها
وتلك التفاصيل الصغيره التي ذكرها عرضا بين طيات كلامه عما تحبه زوجته وعن
وعن شخصيتها ... لقد بدت العلاقه بينهما متفرده 
تحمل تفاصيل صغيره لا يفهمها سواهما .. نظرات وإشارات وابتسامه خفيفه كصلة
وصل بينهما ... 
إطار جديد للعلاقه لم تجربه هي بهذا الانفتاح وتلك الأريحيه الجميله ... تفاصيل صغيره
قد تكون أساس لسعاده دائمه ... لم تحظ بها هي ..يوما ....!
لم تستطع تلك الهمسه الخانقه أن تصمت أكثر وهي ترج أركان روحها بصخب..صامت
" لماذا لم تشعر بتلك المشاعر يوما ...إحساس أنثي متخمه بمشاعر زوجها ....أنثي تملك
قلب رجلها بكل تعرجاته واستقامته... هل كثير عليها ... 
أم هي لا تستحق أن تشعر هكذا ..ببساطه؟؟"
مست حافة الكأس في يدها وعقلها شارد تماما الا في نقطة معينه وعيناها رغما عنها
تحيد لمكانه هو .. سبب تعاستها وهمومها ... في وقفته الأنيقه وتلك الأنفه التي تصرخ من 
حوله... ذلك الغرور الرجولي الذي ينبض من مظهره الواثق التلقائي وكأنه لا يحتاج لشيء
حتي يبرز جاذبيته ...
في كل مره تنظر له تتعلق عيناها به ... بكل شيء فيه ...حتي نظرته تأخذها لعالم آخر 
ولكن الآن وهي واقفه بين هذا الثنائي المتحاب الذي يملك لغه محببه للتفاهم والود بعيدا عن 
لغة الجسد البحته فكرت هل سيأتي اليوم الذي تمتلك فيه هذه اللغه ... هي وحبيب عمرها

" بماذا شردت عزيزتي...؟؟..."
أجفلت علي صوت السيده كريمه الرقيق فاغتصبت ابتسامه لبقه وهي تنظر لها
قائله بهدوء
" لا شيء .....أنا سأذهب لتميم ..بعد إذنكم...."
وتركتهما ينظران في إثرها ...وهي تخطو باتجاه زوجها ... ولكن خطوتين وتوقفت
ساقاها رغما عنها وهي تلمح الجسد الأنثوي الملتف بفستان أحمر صارخ مكشوف
يتجه لنفس وجهتها مع أنثي أخري بفستان فيروزي
لا تعلم هل توقفت ساقاها أم قلبها هو من توقف للحظات وهي تري كابوسها الحي
يسير بالقرب من زوجها ... ذلك الشعر الأشقر والملامح الباهته من بعيد والتي لم 
تتمعن فيها جيدا ولكنها كانت كفيله بمعرفتها ..وهل تحتاج لدقه حتي تعرف أنثي ملكت
كوابيسها ... جعلت دموعها تحتضن وسادتها خوفا وقلقا ...؟؟
عيناها التقطت يده الممسكه بكأسه .... لوهله تمعنت فيها ثم قطبت وهي تتيقن أن ما في
يده ليس عصير أبدا .... يا الهي .. لقد أقسم لها من قبل أنه لن يمسه أبدا 
المشكله أنه يبدو كائن آخر حتي بعد كأس واحد وكأن طبيعته الداخليه ترفض
بإصرار أن تتوافق مع هذا الشيء المحرم
لقد أخلف قسمه ... كما أخلف أشياء كثيره ...!!
أبعدت هذا الأمر في هذا الوقت وهي
تزفر نفس حارق وهي تحاول لملمة نفسها المشتته وجر ساقيها حتي تذهب وتكون متواجده
معهم ... يجب أن تري عينيه وهو ينظر لها...!
لم تكد تخطو خطوتين حتي شعرت بفستانها يلتف حول كعبي حذائها العالي .. وكادت تسقط
علي وجهها لولا يدين خشنتين أسنتدتاها من مرفقيها حتي لا تبدو كالحمقاء وسط هذا
الجمع ... حقا ينقصها ذلك الموقف المحرج 
رفعت وجهها لتشكر منقذها اللحظي ولكن الصدمه ألجمتها وهي تجد نفسها وجها لوجه
مع (مروان النعماني.).... نعم ..هو من كان يرمقها منذ بداية الحفل ..لا منذ سلمت عليه
بما أنه قطب أعمال معروف ولكن نظرته لم ترحها .. فبدا من النوع الذي لا يخجل 
يبدي رأيه بما يري من نظرة جريئه دون خجل وكأنه أسد كسول يصطاد فريسته 
بتروي ... وسامه أنيقه وكأنها طبقه أخري تخفي طبعه الصريح 
هالته المخيفه ووسامته الساخره لم تخفها ... بل رأت فيها شيء آخر ..وربما هي مخطأه
تمتمت بخجل وهي تبتعد عنه
" شكرا ..."
فابتسم بهدوء وهو يشرب من سيجاره ويسألها باهتمام
" هل أنت بخير ...؟؟..."
كادت تجيبه لولا صوت خشن أتي من خلفها يقول 
" سيلين ... هل أنت بخير ...؟؟..."
التفتت بقلب مرتجف وهي تري وجهه الوسيم قريب للغايه منها وقد بدا جامد وهو يرمق
مروان بنظره قاتله ومروان يبتسم باستفزاز وهو يقول بكل هدوء
" أتمني أن تكوني بخير عزيزتي ... شرفت بلقاء سيده مميزه مثلك...."
ومد يده كي يسلم عليها .. فنظرت ليده ومدت يدها الا أن اليد الخشنه
التي سبقتها والصوت النزق الذي خرج بغضب مكبوت
" شكرا مروان .. لا نعلم ماذا كنا سنفعل بدون خدماتك ...."
رمقه مروان بنظره غامضه وابتسامته المستفزه ما زالت تلوح علي وجهه وصوته
الواثق يأتي كرنين إنذار 
" دوما أنا في الخدمه ..تميم...."
وأومأ لها برأسه ونظر نظره وراءها بغموض ثم تركهم بكل سلاسه وهيأته المديده تتهادي
بكسل بين أفراد الحفل لا يصلون لذوقه
العلاقه بين الاثنين بدت غريبه ... لا تحمل كراهيه ولا حقد وإنما استفزاز غريب
نفضت سيلين رأسها .. فهذا ليس وقت أن تفكر في العلاقه بين تميم ومروان 
بل أن تفكر بين تميم وسيلين ... هذا هو المهم ...!!
سهام حارقه أصابت ظهرها ... جعلتها ..تجفل وهي تنظر خلفها بريبه .. للحظه 
تاهت وهي تري الوجه الجميل والشعر الأشقر أمامها .. يا الهي .. هذا كثير..!!
شعرت بيد تميم علي خصرها وصوته يقترب من أذنها بحميميه
" هل أنت بخير سيلين ..؟؟.."
لم تجبه وهب تنظر للشقراء التي ابتسمت بتصنع وهي تمد يدها معرفه عن نفسها
" إنجي كامل ...."
نظرت لعينيها الخضراوتين الماكرتين لبرهه دون أن تمد يدها ... وشعرت بعقلها
دوامات متماوجه وعواصف لا تهدأ ... وفي لحظه واحده .. وجدت كابوسها 
يضرب جسدها بعنف وسائل بارد يخترق جسدها الناعم من فوق قماشها الأبيض الرقيق
هل كانت تقصد ما فعلت ...؟؟.. لا تعلم .... كل ما تشعر به هو همهمات خافته 
بدت ككذبه ظاهره غبيه جعلت وجهها يحمر غضبا وهي تتركهما متوجهه لحمام السيدات
بخطي غاضبه ...!
..............................................

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن