الفصل التاسع والعشرون

28.5K 541 16
                                    

أخذت تنظر لوجهه النائم باسترخاء بحنان متدفق .... يبدو مرهق للغايه .. تلك الظلال السوداء التي تحيط عينيه ... نحول وجهه ... كل شيء فيه يدل علي التعب واﻹرهاق 
توجع قلبها لأجله للغايه .... لقد امتصت غضبه وتعبه علي قدر استطاعتها ... لقد كانت عاطفته 
قويه.. هي تعلم أنه يشتاق لها ولكن حدسها يخبرها بوجود شيء آخر ... شيء قوي ينخر قلبه 
وسكونه الوليد ...!
مالت عليه تقبل وجنته برقه قبل تسللها لتطمئن علي الصغير ... وجيد أنها ذهبت له فقد استيقظ 
وكانت نوبة البكاء ستبدأ لولا ظهورها 
فمن قال أن اﻷطفال تهدأ كلما كبرت مخطئ للغايه ..!
أخذته معها المطبخ وفتحت البراد لتحضر له شيء يأكله بعدها أخذ الصغير يلعب 
في البهو بألعابه الكثيره وقناته المفضله مفتوحه علي ما يحب ...
أما هي فدخلت تطمئن علي أكرم ... فوجدته ما زال نائم فابتسمت برقه ووجهها يشوبه شرود ما
هي واثقه من خطوتها تلك .... واثقه أنها الآن تستطيع أن تبدأ من جديد مع أكرم 
هي بالفعل تعبت ... تعبت من التفكير والشد والجذب .... تعبت من كل شيء 
تحتاج لبر أمان ... لمرسي لحياتها ... للتفكير في مستقبل صغيرها دون منغصات 
وأكرم لم يعترض علي فترة عقوبتها .... بل تحمل كل شيء ... واحترم دوما انسحابها 
كان يعلم ما تمر به ولذا صبر ..!
وجدت من يرفع يدها ويقبلها فالتفتت لتري وجهه المبتسم فارتعشت شفتاها رغما عنها بابتسامه 
خجوله وأخذت نفس طويل وقالت بهدوء
" لقد سبقك عمر للألعاب وأخبرني أن أوقظك لتلعب معه ...لقد نسي كل شيء ..."
شابت ملامح أكرم بعض الحزن واعتدل في الفراش قائلا برقه
" تعالي يارا ..."
نظرت للباب المفتوح لتبحث عن عمر بعينيها فقال أكرم برقه 
" لا تقلقي الباب مغلق بإحكام وهو سيكون منشغل بلعبته الجديده ... أنا لن أؤخرك حبيبتي ..."
كلمة التحبب اخترقت قلبها .... لقد اشتاقت للشعور بأنوثتها ... لمن يتودد لها ... يطلب رضاها 
ويتغزل بسكناتها أو جنونها .... يعجبه شكلها أيا كان ... هي فقط اشتاقت...!
اقتربت منه بتنهيده طويله اخترقت قلبه المتعب ولكنه هدأ فما يريد قوله مهم بالنسبه له ... يريد 
بدأ حياه مستقره واضحه .... لا تقوم علي العاطفه فقط .. وتلك اﻷشياء تعلمها بصعوبه 
قال بهدوء ويده تبحر في شعرها البني يتلمس نعومته عل النعومه تخفف ما يشعر به 
" يارا أنا أعلم أنك تذكرين يوم جنوني قبل سنوات ..."
شعر بها تتشنج الا أنه لم يصمت بل أكمل بثبات ويده تهبط ليدها تحتضنها بقوه ووجهه ينظر 
لوجهها المطرق وكأنها تخشي ما يقول
" ما لا تعلمينه أنني علمت أن أبي توفي ذلك اليوم ..."
شهقه خافته صدرت عنها وهي تنظر لوجهه الجامد الملامح فابتلع ريقه بصعوبه وكأن الذكري توجعه بطريقه ما ثم أكمل
بتنهيده متعبه
" نعم .. علمت بعد وفاته .. لم يهتم أحد بإخباري ..و أنا في المقابل لم أهتم ولم أذهب ولم أبحث
حتي عن حياته أو ما حدث سوي أن وفاته كانت فجأه دون أسباب ..."
تابع بصوت قاسي ينبض من قلبه
" لقد شعرت وقتها بشعور مميت ... شعور سعاده مختلط بوجع قوي ... شعور قهر ﻷنه لم ير 
نجاحي في عملي ... لم أستطع رؤية وجهه وقت رؤية حياتي المستقله عنه ... أنني لا أحتاج له 
لا أحتاج لتمننه علي في كل موقف ... لقد كان دوما يتمنن علي أنه أخذني ويعايرني دوما بتخلي 
زوجته عني ... لقد كانا الاثنان لعنه في حياتي ... لعنه ما زلت أعالج تبعاتها للآن ..
هل تتخيلين شعورك بالفرح لموت والدك وآخر حاقد أن الموت أخذه قبل أن تشمتي به براحه
أن يأتي يطلب قربك ولو مره قبل رحيله فترفضي ... أن يشعرك باﻷهميه ... فقط مره واحده .."
شعرت بدموعها تنساب رغما عنها... ليست دموع شفقه علي ما يشعر به بل وجع .. وجع شديد
وكأن قلبه ينبض في قلبها ...!
داعبت بأصابعها راحة يده علها تخفف جموده ... أن تجعله يتحدث دون سكوت وأن تستمع له ...

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن