الفصل الرابع

34.3K 554 10
                                    

حبيبتي والمطر
أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي
فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر
كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين تمسك هاهنا شعري
وألان اجلس والأمطار تجلدني
على ذراعي على وجهي على ظهري
فمن يدافع عني يا مسافرة
مثل اليمامة بين العين والبصر
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر ,........... نزار قباني

الشعور بالفقد ..... كذلك الجسد الذي تمتص منه دماءه ..قطره...قطره ...
حتي يأتي من يعيدها ..حمراء ..منتعشه...!!
أخذ إبهامه يمسد الرساله بحنان بالغ وقد تناثرت الحروف ولم يعد يعي الا أنه مشتاااق
نبضاته تحترق ..... شعور غريب ما يشعر به ... يشعر وكأن النبضات تلومه أنه يسهي
عن معشوقته ..أنه ينشغل بأمور الحياه عنها
ولكن اليوم عندما رأي تلك الفتاه (لـيله) شعر وكأن رائحة الأقحوان تناديه
تبعثر أوراقها فيتبعثر قلبه معها ولا يستطيع لملمته....
"آآآه يا مريم ...... يا مراهقتي وشبابي .....يا حنيني واشتياقي .... كنت صباحي الجميل
وفرحتي الصغيره التي خطفت مني ... لم أعرف قبلك أحد ..ولم أعرف بعدك أحد
كنت الأولي.......والأخيره....!"
تدحرجت الدمعات والشعور بالفقد يزداد ... ويزداد .... حتي وصل أوجه
وإبهامه ما زال يمسد بحنان والرساله نائمه بين راحته بدلال .....تلك الرساله الورقيه
رسالتها هي ....آخر شيء لها .... وله...!
همس بصوت معذب تملأه الارتعاشه
"عندما عشقتك ..لم أكن أعلم أن للقدر رأي آخر.....فأنا أحببت وأطلقت سراح قلبي
وتغنيت بحبي ....غير مدرك أن أغنيتي لن تكتمل أبدا .....!..."
تقبضت يده الأخري بتشنج وهو يتذكر وجهها الصبوح .....ضحكتها التي كان يقبلها
كلما رآها...
وعندما سألته
"لماذا كلما رأيتني يا حازم تجعلني أضحك حتي تقبل ضحكتي....."
فيجيبها بهمسه مبحوحه محبه
"إذا كان وجهك يشتاق لضحكتك ...فكيف لا أشتاق أنا لها .....وإذا كان قلبي بين
ضلوعي يشتاق للخروج كي يقبلها ....فماذا يفعل فمي القريب منها ....!!...."
فتتورد خجلا وتطرق برأسها وتهمس برقه
"أنا أحبك..."
فهمس من مكانه هنا ..... في غرفته البسيطه وهو جالس علي فراشه ...متكئ علي ركبتيه
وفي يده رسالتها
"وأنا أحبك يا .... ضحكتي ...."
تنهيده عميقه خرجت من صدره
اليوم شعر أنه انشغل عنها ..... وكيف ينشغل عنها وهو ينشغل بالنهار ...بضحكتها
وفي الليل ......بالحلم بها ....!!
همس بألم وهو يلتقط السلسله المنتهيه بصليب منقوش برقه
كانت هديته لها ...
"آه يا معشوقتي ..... يا نبض حارق ينتفض في أوردتي ....يا لهب استحكم بقبضته
علي قلبي ..يا شمس أخذت بهاءها ونورها معها .... آه وآه من الآهه عندما تجاور
قلوبنا ...."
أخذ الرساله والسلسه في حضنه وهو يستلقي علي فراشه ببطئ ..يريح ظهره وقلبه
معا ....
أغمض عينيه علي ضحكتها اليافعه النضره
وابتسامه غائمه بأطياف الاشتياق ترتسم علي وجهه الذي استكان لنوم هارب..!
بعد وقت

انتفض من نومه وحبات العرق تنزل من جبينه وعيناه المتسعه وأنفاسه المتلاحقه
التي تضخ بين جنبات صدره ... وعيناها المرسومه بحبات المطر تناغش حلمه
كما كانوا دوما يسيرون تحت المطر بابتسامه بلهاء وغيمه ورديه
تحلق فوقهم في الآفاق وريشة العشق تحفر في الطين تحت أقدامهم....
أي حلم هذا ....لقد كان تعذيب مستعر
أغمض عينيه لوهله علـّه يهدأ من تلك النوبه التي باتت متكرره بشكل معذب
استقام من نومه وملابسه تجعدت بأكملها ..... فأخذ بعض الثياب النظيفه وخرج من غرفته
سمع بعض الأصوات الآتيه من المطبخ وباقي البيت في هدوء
"أمي...."
أتت السيده نرجس من المطبخ في سرعه وهي تترك ما بيدها وتهتف
"نعم حبيبي...."
فقال حازم بصوره هادئه تماما
"أين رفيف ...؟؟..."
توترت أمه قليلا وظهر التوتر علي محياها فلاحظه حازم وضيق عينيه ولكنها أسرعت تقول
"هي اتصلت وأخبرتني أن لديها محاضره متأخره ولن تأتي الآن ..."
ثم ابتلعت ريقها بتردد وزخات الحنان تتساقط من عينيها وهمست برقه
"أنا جهزت الغداء ....هل ....هل ستتناوله معي يا حازم ...أنا ..لم أتناوله الي الآن..."
الرجاء في عينيها وفركة يديها جعلته يبتسم بحنان ويجيبها
"نعم أمي سأتناوله معك ..."
أشرق وجه السيده نرجس وهي تهرول ناحية المطبخ تعد ما لذ وطاب فحازم سيتناوله معها
تغضنت ملامحه بألم ووجوم وهو يرفع يده الفارغه لجبينه بتعب
ويهمس
"سامحيني أمي لم أستطع نسيان رفضك لها ..... ربما يوما ما ...."

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن