الفصل الثامن عشر

30K 549 8
                                    

كان يقود السياره وهو يتسامر مع الصغير .... ذلك الصغير الذي أصرّ أن يُجلسه أمامه

برغم اعتراض يارا علي ذلك

هل كان يحاول تعليق مشاعر الطفل به من مجرد محادثه أو أمنيات بهدايا ...؟؟

هذا ما تراه يارا الآن ... فلم تملك الا أن تزم شفتيها غضبا ... مهما تفهمّت طريقة أكرم

الغريبه في التقرب من ابنه ... سيظل الجانب الأنثوي حانق ...!!

هو حتي لم يقبل الصغير ..!

تكلمت بصوت مكتوم..غاضب

" أكرم ... دعني آخذ عمر ... لا يمكن أن تقود وهو أمامك هكذا ..."

ابتسم أكرم وقد بدا غائبا عن حنقها وقال وهو يرفع يده يلامس شعر الصغير الذي يلعب بحامل

الهاتف الذي يعلقه أكرم في السياره

" أنا أقود بمهاره في كل وقت .... ولن أفقد انتباهي .. لا تقلقي...."

زفرت يارا نفس مختنق .... رغم فرحتها بالبدايه ... الا أن مقابلته الهادئه للصغير أثارت

ذعرها الآن ... لماذا لم يحتضنه ...؟؟... لماذا لم يقبله ...؟؟.

نعم عمر لا يقبل من أحد غريب أن يقبله أو يحتضنه .... فعندما قرّبته الخاله زهره في بادئ

الأمر منها كي تقبله ..ابتعد عنها مجفلا ... قد يكون هذا بسبب ابتعاده عن الناس من حوله

فدوما كان معها أو في روضته مع الأطفال .... لا أقارب ... لا أشخاص كثيرين

مالت عليه وهي تأخذ الصغير بغته قائله بلوم قاسي

" مهما كنت متحمّس ... فيجب الانتباه لسلامة الصغير ..."

وبعد جملتها ساد صمت للحظات وهي تحاول رفع عمر المتمسك بالحامل الدائري المفرغ

بينما كان أكرم يتنفس بعمق .... كل شيء كثير عليه ... هو ليس أب مثالي

متأكد من هذا ... قد يكون معطوب الي أبعد حد ... ولكنه يحاول حتي لا يكرهه ابنه

كما فعل هو ....!!

تحدث بهدوء جامد

" اتركيه لحظه ..."

توقفت يدا يارا عن أخذ الصغير وهي ترمقه بطرف عينيها ... وجهه أصبح جامد

عيناه الرماديتان تنظران للأمام بتصلب .... فمه أصبح خط رفيع

ابتسامته المتحمسه اختفت تماما ... صدره يهيج ولا تعلم بما يفكر الآن ....!

لماذا قالت ذلك ...؟؟.. هي تحملت كل هذا وتأتي علي شيء تافه وتشعر بالحنق..

دق قلبها بقوه خوفا ... وقلقا ... ولكنه بدأ يهدأ عندما رأته يميل علي رأس الصغير يهمس

له وكأنه صديقه المقرب

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن