الفصل الحادي والعشرون

29.2K 543 8
                                    

هل تلك الحراره تخرج حقا من رأسها ....؟؟... كيف يذهب لتلك الفتاه ويقرأ
الفاتحه .... هل حقا تمت الخطبه ...!!
يا الله ....!!
لقد استهانت بالأمر حقا .... استهانت بعقل ياسين وبتلك الفتاه الجرباء الملتويه
التي لعبت عليه حتي سقط في فخها...؟؟
هي شاهيناز يتجاهلها كل تلك السنوات وتنتظر رضاه كل هذا وفي النهايه يتركها
ويذهب لأخري يتزوجها 
هي ... من حرمت نفسها من الاقتراب من أي رجل والسير علي مواصفاته علّه
يراها في يوم .... وتأتي تلك الصغيره تجعله يقع كالمعتوه...!!
قبضت علي حافة النافذه وهي تنظر أمامها بعينين مشتعلتين غضب وحقد 
لن يحدث .... لن يحدث أبدا 
لن تترك ما فعلته يذهب هباء هكذا .... ما فعلته سابقا مع إيهاب للتقرب منه
ومن تلك العائله وبماذا خرجت من هذا ...؟؟
خرجت بطفل سيظل علي عاتقها طوال العمر ... ربما هو ورقه رابحه الآن 
بالضغط علي ياسين ولكنها حقا لم تكن تريد الإنجاب ولكن الأمر خرج من يدها
ووالدها الذي أخبرته سابقا أن يهدأ ولا يفعل شيء خاطئ بعدما أمّنت له وظيفه
حتي لا يشك بها ياسين ويعلم أنها تتغير بالفعل 
ولكن ماذا نتج .... لقد سكنت تماما عن أفعالها ولم تكسب سوي بعض نقود في البنك
لا تصلح لأحلامها.... ووالدها سمع كلامها وفي كل وقت يطلب منها المال تعويضا
والآن البساط يسحب من تحت قدميها بسهولة .... خزينة المال تنتقل لأخري
تسحب منها كما تشاء ... وهي ستكون علي الرّف
أمسكت هاتفها وضغطت علي رقم معين وبعد لحظات قالت باختصار

" أريد رؤيتك ..."
" نعم أنا شاهيناز .... أريدك في أمر هام ... ترد لي بعض من خدماتي ....!!
استمعت للحظه ثم هدرت بعنف
" اسمع يا نسيم لا يهمني لديك عمل أم لا .... أريدك في خدمه ضروريه 
ولن أقبل أعذار ....ألتقيك غدا ... سأرسل لك المكان والوقت في رساله ...."
أغلقت الهاتف ورمته علي الفراش من ورائها وهي تتنفس بعمق
لن تصمت علي تلك المهذله أكثر من ذلك 
ستوقف كل شيء ... والآن....!

ألا تغفري لي ....!!
لقد دار العالم حولي وأظلمت طرقاتي
ألا تكونين نوري...!!
ما أنا سوي رجل تائه ..ضائع
تهفو عيني لبئر العسل 
فربما تطيب علّاتي
هل ما زال داخلك يحترق..؟؟
وفي كل وقت ترسمين ..؟؟
حتي أنك ترسمين زلاتي
حسنا حبيبتي ارسمي
وليكن في دفترك
بستان واسع نبني عليه العمر الآتي

وقفت يارا تنظر لأكرم من النافذه كيف يلاعب كلبه الضخم ... يملس علي شعره
يداعبه ويقفز الكلب فوقه وصوت ضحكاته المرحه يصلها
فابتسمت رغما عنها علي شكله ... وكأنه يصفّي ذهنه مع الحيوان
يضحك ويمرح ويحمله مدغدغا إياه وكأنه صغيره ...!
فهي رفضت خروج عمر معه وقد نام الصغير بعدها فورا ... فما زال عمر صغير علي
تلك الأشياء وهي تخشي عليه للغايه .... وبينها وبين نفسها هي تخاف الحيوانات 
ولا تفضل قربها منها هكذا ...
نظره أخري لأكرم مع الكلب الكبير واقشعر جسدها ... لا ...لا يمكن أن تقترب منه هكذا 
هو بالتأكيد مجنون حتي يجعله يتقرب منه لهذه الدرجه 
جعدت أنفها وألقت نظره أخري فوقيه للغايه واتجهت للمطبخ ... تعد شيء للطعام
من تلك الأشياء التي أحضروها اليوم 
نظرت للكيس الكبير الموضوع فوق الطاوله ولاحت علي شفتيها ابتسامه صغيره
تتذكر أكرم اليوم بعدما أحضرها من بيت الخاله زهره هي وعمر 
ثم بعدها أخذهم لشراء الأشياء اللازمه للبيت 
لقد كانت تختار الأشياء اللازمه بالفعل أما أكرم فكان يتجول في المكان ويحضر
الأشياء التي تحبها ... حلوي الكريز الخاصه بها والتي يعلم بحبها لها
فطائر التفاح التي تعشقها .... وأنواع العصائر التي تحبها
لحظتها استغربت تذكره لتلك الأمور الصغيره .... أشياء صغيره للغايه الا أنها جعلتها
تشعر بسعاده ... بأنها موجوده ولها من يهتم بها ويتذكر تفاصيلها 
كم جميل ذلك الأمر .... لقد قالوا الحب جميل والمشاعر الملتهبه بين العشاق رائعه
ولكن من ذكر التفاصيل ....؟؟
تلك التفاصيل الدقيقه الساكنه في القلب... وخارجه .... نوع الحلوي الخاص بها 
أن سكّرها ملعقه وأقل من النصف عليها .... أنها أول ما تستيقظ تأكل واحده من فاكهة الموز
وبعدها تجلس قليلا قبل أن تضع شيء آخر في معدتها 
أنها لا تحب المفاجأه ... بل تحب معرفة كل شيء قبلها 
أنها تحب الدمي القطنيه والتي ترتدي ثياب عاديه وليست دمي مبهرجه 
تحبها وتحب شراءها لو وجدتها 
هل ذكر أحدهم أن تلك التفاصيل لدي المرأه كنز ... إذا ذكرها زوجها في وقت تشع عيناها
بدفئ رغما عنها ... تلك التفاصيل هي قصيدة عشق بذاتها 
فمن يحفظ تفاصيل المرأه يستحق بهجة عينيها ودفئ نظراتها 
ذلك الدفئ الذي يطل من عينيها الآن وهي تتذكر تلك الأمور الخاصه التي فعلها لأجلها
ربما تكون طفله بداخلها الا أنها اشتاقت لهذا الشعور ... الشعور بالانتماء لأحدهم
والاهتمام بها وتولي المسؤوليه عنها 
عندما حمل عمر علي كتفيه وتجول في المكان يبحث له عن ألعاب تعجبه رغما عنها
رفرف قلبها رغما عنها ... فما أجمل منظرهم هكذا ...!
كانت لتحاسب نفسها طويلا إذا حرمت صغيرها من تلك الحياه وتلك المشاعر الخاصه
التي لا تعوَّض أبدا ... مهما كبر العمر.. تغمرنا تلك الذكريات في وقت ما 
كما تغمرها ذكرياتها البسيطه مع والديها قبل فقد تلك الحياه بالكامل..
تنهدت وهي تنظر للأشياء ثم
أخذت قارب دجاج مقطّع وبدأت في تجهيز الطعام فهي بالفعل تشعر بالجوع
وعندما يدخل أكرم أكيد سيصرخ مطالبا بالطعام

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن