الفصل الثاني عشر

28.4K 545 19
                                    

" أري أنكِ أفضل من آخر مره رأيتك بها ..."
انتفضت سيلين وهي تنظر خلفها للصوت الرجولي الساخر واتسعت عيناها
وهي تري هيأة مروان الرجوليه الأنيقه 
قطبت جبينها بحيره وكأنها لا تصدق وجوده وهمست
" مروان ..مروان النعماني ...."
ابتسم باستفزاز وهي يومئ برأسه ويردف 
" بشحمه ولحمه ...."
للحظه ظلت سيلين تنظر له وهي تشعر بتداخلات في عقلها ... وهي حقا لا تنقصها تعقيدات..
طرفت بعينيها تبعد تلك الدموع المتجمعه وهي تقف ببطئ ..تنفض سروالها الجينز القصير
الذي يصل لركبتيها من الرمل ثم تمد يدها تسلم عليه و تقول برسميه
" أهلا سيد مروان ..."
ابتسم بتهكم وهو يستقبل يدها الرقيق في سلام بسيط ويقول بنبره تشبه ابتسامته
" أظن أننا تخطينا الرسميات عزيزتي ..."
نظرت له بريبه قليلا وهي تتذكر أنها رأته أمس في صالة الرقص حينما مرت عليها بالصدفه
في وقت جولتها في المكان ... كان يراقص فتاه شقراء بملابس خليعه ... ولكنها وقتها لم
تصدق أنه هو وظنت أنه شخص يشبهه إذ أنها رأته من بعيد ولم تمكث لدقائق 
ولكنها الآن وهي تراه يقف بملابس عاديه أنيقه ..سروال قصير يصل لما بعد ركبتيه 
وكنزه قطنيه بلون أسود تأكدت أنه هو من رأته أمس 
ولكن الغريب أنها لم تشعر من ناحيته بشيء مؤذي لها بل كانت نظراته عاديه وساخره
معظم الوقت مما جعلها تطمئن قليلا وهي تجيبه بابتسامة مجامله صغيره 
" أعلم أنك رأيتني في ظروف غريبه نسبيا ولكن أنا لا أعرفك لذا لا أستطيع معاملتك
كأنك صديق ... امممم ..أعذرني لصراحتي...."
هز رأسه وهو يبتسم بصدق ويردف 
" بالعكس أنا أحب الصراحه جداا وأحترم من يتعامل بها ... أما عن الظروف 
فجميعنا نمر بظروف غريبه ...هذا أمر عادي...."
تنهدت وهي تنظر للبحر أمامها بمياهه الرائقه الجميله والجو المنعش من حولها ..قد يكون
فيه لسعة بروده تضيف عليه بعض المغامره ... كل شيء حولها تحبه ولكنها لا تشعر
به ... وكيف تشعر به وهي بعيده ... وحيده ... ليس معها أحد
انتبهت لشرودها علي صوته وهو يقول
" فيما شردت ...؟؟.."
نفضت رأسها وهي تقول كاذبه 
" لا شيء ..فقط الجو جميل حقا ... ألا تعتقد ...؟؟..."
أومأ برأسه وهو يردف ناظرا للبحر بعمق
" نعم جميل .... ولكن عندما أتيت للاسترخاء هنا من الأعمال لم أكن أعلم 
أن الجو بارد .. حقا تشرين انتهي تقريبا وصار الجو بارد خاصة هنا ..."
أومأت برأسها مؤكده علي كلامه فقال لها بتهذيب
" هل تريدين السير ونحن نتحدث ... فأنا لا أحب الوقوف كثيرا..."
ابتسمت وهي تشعر أن شخصيته غريبه قليلا ...أو كثيرا ... لا تعلم ..فهو لا يظهر داخله
معظم الوقت ... !... سارت معه علي طول الشاطئ الهادئ والهواء يلفهم من كل مكان
وكانت تشعر بالبرد ولكنها تشاغلت بالحديث .... تكلم هو عن بعض أعماله 
وسألها لو كان لديها أطفال فأخبرته عن لولي وهي سعيده بالحديث عنها ..فقد اشتاقت
لها بجنون ... وحينها رأت لمعه غريبه في عينيه وكأنه يحب الأطفال حقا ولكنه أخفاها
وهو يشير بيده في الهواء ويقول بطريقه مضحكه 
" بصراحه أنا رأيي في الأطفال أنها كائنات طفيليه زائده ... موجوده للإزعاج..."
ضحكت سيلين علي تكشيرة وجهه التي حولته لطفولي بينما هو ابتسم ابتسامه صغيره
وهو يشيح بوجهه بعيدا ولكنها أعادته وهي تسأله بهدوء

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن