عيناك تشتعلان بقربي .... تصبح بلون فريد ..وكأنها خاتم لؤلؤي يتلون
بهمسة مني يتوهج ...! فتتوهج روحي المتلهفه
وينظفئ بحزنك مني ..فيخفت ضوء قلبي العاشق ..!!اقترب منا أكثر وهو يقول بخشونه
"أين ذهب قلقك وخوفك علي صديقتك آنسه مياس وأنت تقفين تضحكين مع السيد هاني..."
ذهلت وهي تري غضبه الغير مبرر فازداد غضبها وهي تهتف
"ليس لك الحق أن تكلمني هكذا أبدا ..."
وقف أمامها وهو يتابع وكأنها لم تقل شيء
"أين ذهب تحفظك يا آنسه ..أم أن تلك الأشياء قشره خارجيه..."
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تنظر لوجهه المظلم وقلبها يؤلمها أكثر منه
ثم قالت بتسرع
"ليس كل النساء كحبيبتك سيد ياسين ..."
وهنا أصبحت الغرفه مشتعلهتحولت عيناه لجمر مشتعل وملامحه أظلمت أكثر وهو يسأل بصوت كالفحيح
"ماذا قلت ...؟؟..."
توترت شفتاها وهي تشعر بنفسها في مواجهه مع الأسد ولكن رغم هذا
لم تتنازل وتبتعد عن براثنه في تلك اللحظه وقالت بهمس متألم
"هل تظنني لم أعلم بقصة ...شهد ...."
ابتسم بشيطانيه وهو يسمع سؤالها المهزوز وكانت لها ابتسامه
مخيفه لم ترها منه من قبل جعلتها ترتعد مكانها وصوته القاسي وهو يحفر ذراعيها
أكثر
"تقصدين قصة شهد مع ابن عمك... الحقير...."
هي تعلم القصه .... تعلم كل شيء من أيمن نفسه بعد ذلك ... ولكن أن تري
الألم المتجمع في عيني ياسين الآن هو ما آلمها أكثر
ألهذه الدرجه أحبها ...ألهذه الدرجه آلمه ما حدث .... وبما أنه أحبها كل ذلك الحب
ماذا تمثل زوجته الحاليه له .....؟؟.. أيمكن أن يكون أحب المرأتين ...!
إذا ماذا تكون هي بالنسبه له ...!
شعرت بألم في ذراعيها الرقيقين ولكنها نسيته للحظه وهي تسمع صوته القاسي
" هل أقص عليك القصه من البدايه ...أم أنك تحبين النهايات...."
كانت في متاهه ...لم تكن تعلم أن جمله بسيطه منها ستجعله يثور بهذا الشكل
ويفقد تحكمه الواهي الذي يفرضه أمام الجميع
صرخ في وجهها بصوته الأجش
"هل أخبرك بخيانة ابن عمك الغالي ...أم ببداية علاقتي معه ..."
توسعت عيناها وهي تستمع لكلماته المهينه وشفتيها ترتعش رغما عنها
فهمست بخفوت مذهول
"هو ..هو لم يقصد أن ...."
قاطعها وهو
يلعن بلفظ جعلها تغمض عينيها حرجا وقربها منه أكثر وهو يزمجر بصوت كالنيران
خارج من أعماقه
" لم يقصد ... لم يقصد أن يخونني ويهرب مع من كانت ستكون خطيبتي وقتها
لم يقصد أن يرمي عشرة سنوات وراء ظهره من أجل امرأه.حقيره.. هرب معها "
شعرت بشفرات حاده مسننه تقطع في قلبها وهي تستمع له مغمضة العينين
شعيراتها الخفيفه المنفلته تلامس عينيها المغمضتين برقه بفعل أنفاسه الغاضبه
ذراعاها يؤلمانها وقد علمت بإحمرارهما الآن ...فأنت بألم وهي تهمس
"ابتعد ...أنت تؤلمني ..."
تركها بعنف حتي اهتزت في وقوفها وهي مازالت مغمضة العينين ..تبتلع ريقها بصعوبه
لم تشعر بألم كهذا الألم الآن وهي تتيقن أنها كانت مجرد أداه .... تلك الأيام
التي مرضت فيها والدتها ومكثت في المشفي فتره.. وتقرب هو منها وقتها .... كانت بعيده
عن كل ما يحدث حولها .... لم تكن تعلم بأمر شهد هذا .. لأنها لم ترها ولا مره معه
بل الغريب أنها رأتها مع ابن عمها وهو يقدمها لها علي أنها خطيبته المستقبليه....
أما أن تعلم بعد ذلك أنها كانت حبيبة ياسين وليست حبيبة أيمن فهو ما جعلها تتخبط كطير
مذبوح يعاني الاحتضار الذي كان صعب علي هشاشتها وقتها
سخرت من نفسها وهي واقفه
(علي أساس أنك قويه الآن يا مياس..)
في تلك اللحظات التي مرت وهو يقربها منه ...شعرت بمشاعر غريبه حتي وهي
في خضم عصبيته الشديده.. كان قربه تعذيب .. أي حب هذا الذي يأبي الاكتفاء...!!
سمعت صوت زفرات قويه ..خشنه ..وكأنه يهدئ نفسه وبعدها سمعت صوته
الأجش وهو يتكلم ببعض الهدوء الغاضب ..ففتحت عينيها تنظر له
هو واقف بقرب النافذه الزجاجيه الضخمه ...ظهره لها ..يتكلم وكأن جسده بأكمله
متشنج
"لقد كان صديقي ... لقد تجولت معه في شوارع المدينه ..شارع ..شارع ..حتي الطرقات
الملتويه ... مكثت معه في مراهقتي أكثر مما مكثت في منزلي .. فعلت معه كل شيء جنوني
... أكلت معه وفي بيته ... كان هو من أخرجني من شرنقة عائلتي وتقاليدها
أقسمت يوما ألا أفقده حتي ولو صادقت غيره العشرات ... ويأتي اليوم
الذي أصحو فيه وأعلم أنه هرب معها ...لماذا ....فقط لماذا ...؟؟...."
كانت تحيط جسدها بذراعيها والدموع متجمعه في عينيها تأبي النزول
وهي تسمعه يكمل بألم
" لقد كان أقرب لي من ..أخي... كان يعلم كل شيء عني .. لقد كان صديق الطفوله
والمراهقه .... ولكن يبدو أن أصدقاء الطفوله ...مجرد كذبه ...."
ألقي آخر جمله بسخريه قاسيه ... ثم تابع بلهجه مكتومه
وكلماته جعلتها تبتلع ريقها بصعوبه وهي تلعن قلبها العاشق
" وهي ... هي تلك الكاذبه التي ظللت تلعب علي كل الحبائل ... حتي تكسب
أكثر ... ولكنها نجحت في جر ابن عمك الغبي كي يهرب معها ... فأنا كنت
كشفتها ...."
توسعت عيناها وهي تتنفس ببطء .... تلك المعلومه لم تعلمها أبدا ... هي تعلم
أن أيمن أحب الفتاه ولم يواجه صديقه ولا عائلته التي رفضتها ..وهرب معها
لم تفهم ... ما معني (كشفتها ) .... يا الهي ... ما هذا التخبط ...؟؟
همست بتعثر
"مــ ..ماذا تقصد...؟؟..."
التفت لها ببطئ وعيناه تشتعل بجمرها الذي اختلط بسوادهما العميق ثم وضع
يديه في جيوبه وكأنه يحميها منه وهو يقول بصوت عنيف
"لقد كانت ..كاذبه .... كانت تنتحل شخصيه أخري لمدة ..سنه كامله وهي معنا
كانت تفتعل شخصيه أخري غير شخصيتها الحقيقيه ..... كانت تلعب علي كل الحبائل.."
ابتسم بتهكم وهو يضيف
"حتي أنها حاولت إغواء أحد أصدقاءنا أيضا ..ولكن لحظها ..كان الفتي يحب ابنة خاله
فلم ينظر لها حتي ...."
سمع شهقتها المجفله فابتسم بقساوه وهو يكمل
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية