خرجت هديل حامله عدّة أطباق لتوصيلها لعدد من الجيران .... وبين ذهابها ومشاكستها لكل
جاره ووقوفها معها لدقائق ... وصلت أخيرا لبيت الجاره أم نوران ... هي حقا تحبها
وتحب نوران رغم وجهها الحزين دوما .. الا أنها تكره والدها العم (ظلام )
احم ... هي تسميه هكذا ولكن اسمه (العم حمام ) .... !
ولحسن حظها الرهيب وجدته خارج المنزل بجانب سيارته
سارت في اتجاه المنزل الا أن صوت العم حمام أتاها من عند سيارته
" أنت يا فتاه ... ليس هناك أحد بالمنزل ..."
رفعت هديل حاجبيها وهي تفكر
"... هل تناول نوران وأمها علي وجبة الإفطار ... يفعلها ... هذا الرجل الضخم الرزل..."
غصبت هديل شفتيها علي الابتسام وقالت ببلاهه مغيظه
" .... أهلا يا عم (ظلام..)... امممم أقصد ( حمام ) تعلم أن الأسماء تتداخل هذه الأيام ...."
رمقها الرجل من بين أهدابه بنظره صاعقه ثم قال بغلظه
" ماذا تريدين يا فتاه ...؟؟..."
لوت هديل شفتيها وقالت
" اسمي هديل .... وأريد الخاله أم نوران ...."
عدّل الرجل شيء في سيارته وقال بلامبالاه
" أخبرتك أن البيت فارغ وهي ليست هنا ..."
رفعت هديل حاجبها وأجابت من بين أسنانها
" لماذا ..؟؟... ماذا فعلت بها ....أقصد لماذا هي ليست هنا ..."
تنهد الرجل باستياء وقد بدأ يفقد صبره وقال
" ... تزور أختها .... هل هناك شيء آخر يا فتاه ...."
فكرت هديل بأن نوران لم تخبرهم بأنها ستسافر لخالتها .... ربما غاضبه منهم
بسبب انشغالهم عنها .... هي ليست صديقه مقربه لمياس ولكن مياس تحبها وجيهان أيضا
تحزن من أجلها إذا أتت حزينه لديهم ... وهذا كله بسبب هذا الرجل .. الذي يخرج العاقل
من ملابسه ...!!
كادت تتكلم لولا قاطعها الرجل وهو يقول بفظاظه
" ... أنت يا فتاه من أصبت السياره بهذا الخدش بدراجتك الصغيره الغبيه ...لا أعلم حقا ..كيف
يتركك والدك تقودين دراجه وأنت طويله وتافهه هكذا "
( أقسم ليس هناك غبي سواك .... وأنت ما دخلك يا بارد ....)رفعت هديل جانب شفتيها باستياء وقالت
" وكيف سأخدشها لك بالله عليك .... هل كنت أراقص دراجتي في الشارع مثلا ..
ثم أن سيارتك تلك انقرضت منذ زمن ...."
انتفخت فتحتي أنفه وهو ينظر لبرودها ... تلك الفتاه الصغيره اللزجه
وقال بعصبيه
" هل تنوين إصابتي بسكته قلبيه ....؟؟.."
تمتمت هديل
" ربنا قادر علي كل شيء والله ...."
رفع الرجل حاجبه بشر وقال
" ماذا تقولين ...؟؟..."
اعتدلت هديل في وقوفها وأجابت بابتسامه كاذبه
" أدعو لك بطول العمر يا عم حمام .... ثم أن هذا الخدش لا تصيبه سوي سياره
أخري ... مكانه يقول هذا ...."
ضيّق الرجل عينيه للحظه ثم هتف
" هو صابر ليس غيره ... من يسير بسيارته بتهور ... أكيد هو من خدشها ..."
تمتمت هديل
" يا عيني عليك يا صابر ... إن لله وإن اليه راجعون ..."
كاد الرجل يتركها ولكنه توقف وهو يقول بنبره شديده
" في ماذا كنت تريدين أم نوران ...."
نظرت هديل لطابق الحلوي ثم قالت وهي تهز كتفها
" اممممم .... كنت أود إعطائها طبق الحلوي ولكنها ليست موجوده لذا سأ......"
لم تكمل جملتها وهي تري الطبق يختطف من بين يديها والرجل يقول بكل سماجه
" لا الا حلوي أم مياس .... فالحلوي خاصتها شهيه للغايه ...."
تمتمت هديل بغيظ وهي تري قطعة الحلوي تطير لفمه
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق)
Romanceللكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية