٠٤ ✤ لم نتحدث منذ أن غادرت

274 42 41
                                    

Harry Styles - From The Dining Table

بعد مدة طويلة:

كنت قد اعتدت على رؤيتها كل صباح حتى وإن لم أحادثها، رؤية ظلها في المدرسة كان يجعل يومي يسير بشكل أفضل. ولكنها بدأت تتغيب عن المدرسة منذ أسبوع، أسأل الجميع عنها ولكن لا أحد يعلم سبب غيابها.

مر أكثر من نصف شهر، ولم تداوم يوما منه بعد، شارف الفصل الدراسي على الإنتهاء، ولم تداوم يوما منه بعد.

وبينما كنت أسير في الردهة، سمعت اسمها يرن صوته في المكان، تبعت الصوت وقد كان مصدره مكتب الإدارة.

"هي ترفض الذهاب إلى المدرسة.."

"ولماذا تفعل؟! هي فتاة جيدة ومنتظمة ومتفوفة!"

"أنا أعلم. ولكن الجروح على معصمها هي سبب رفضها.."

جروح؟! ماذا عنت بهذا؟!

"أتعنين أن يارا كانت تحاول الانتحار؟"

"سافر والداها إلى لوس أنجلوس بحجة العمل منذ عام، وتطلقا هناك، ويرفض كليهما العودة إلى هنا، ولو واحد منهما. لم تتحمل خبر طلاقهما عندما زل لسان والدتها.

كانت متعبة من الدراسة فأخذت شقيقتها الصغرى لتبيت عندي، استغلت فرصة غيابي وقامت بفعل هذا الأمر.

ولكن حسن حظها أنني عدت عندما أخبرتني السيدة المسنة جارتها أنها لا تستجيب للطرق، لكانت ميتة الآن. انقذنا حياتها ولكنها طلبت مني ألا أخبر والديها. هما لم يهتما للأمر عندما أخبرتهم بأنها مريضة."

وتتحدث السيدة، وتنهار أعصابي معها. جثوت على الأرض وما كان بوسعي إلا ترك دموعي تتحرر عن جفناي. لماذا فعلت هذا، يارا؟ هذه الروح الجميلة لا يجب أن تؤذى بهذا العنف. هما لا يستحقانها، كيف يتركون هذا الكائن الجميل وحده عديم القوة في هذا العالم الموحش الظلمة؟! تبا لهما! ألا قلب لهما؟!

انتهى يومي وقد كنت أشعر بالموت يحيط بي، غادرت المدرسة وقد تلبدت الغيوم المظلمة حولي. بدأت تمطر، إنه منتصف الخريف، لم أشعر به هكذا من قبل، لم أشعر بالخريف مثل اليوم، لم أعرف معناه الحقيقي إلا اليوم.

مررت بالمبنى الذي تقطن فيه بعد أن مررت بالبقالة لشراء بعض الشوكولاتة لها. دخلت إلى المبنى، مررت بالسيدة المسنة وسألتها عن شقتها، علمت بمكان الشقة، وبأن عمتها لا تزال في الداخل. صعدت إلى طابقها واختبأت عند السلم، انتظرت مغادرة عمتها، انتظرت حتى السابعة بعد الغروب.

أنا الغريب | I am The Strangerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن