٢٧ ✤ مجددا ومجددا.

54 8 73
                                    

Plastic Memories - Again And Again

     استفقت قليلا من غيبوبتي عندما علمت أن يارا بخير، كان الوقت متأخرا، ربما هي العاشرة مساءا، لم أكن أشعر بالوقت حينها، لكنني متأكد من عقارب الساعة المعلقة على جدار الردهة. كان رأسي يستند إلى الجانب الآخر، بعينين معمية البصيرة، بالكاد تمكنت من رؤية شبح الممرضة أمام عيناي، لتخبرني أنه بإمكاني رؤيتها. نهضت عن المقعد فاركا مقلتاي محاولا إستعادة توازني، لأسير باتجاه باب غرفتها، حيث كانت تجلس العمة آن إلى جوارها، رأيتها تبكي عبر زجاج الباب.

تنحنحت فمسحت دموعها وعدلت هندامها، سحبت كرسيا لأجلس على الجانب المقابل لها، ابتلعت ريقها لتتحدث بأريحية.

     - أتعلم ما سبب فعلها لهذا مجددا؟

     - لا أعلم، لكنني شعرت بريبة في أسئلتها قبل أن تفقد وعيها...

     - ماذا قالت؟

     - كانت تسألني عما إذا كان الجمال مهما لجعل الناس تحبها، وهل هي تستحق الإهتمام الذي نقدمه لها...

     - لو أعلم فقط من هو السبب في هذا، من يحاول كسر روحها وتحطيمها، لمزقته بأسناني!

اجبتها بالصمت، لتمسك بيدي بينما تذرف الدموع من عينيها.

     - شكرا لك، بني. أنت أنقذت حياة إبنة أخي، لا أدري كيف سأشكرك فأوفيك شكرك.

     - لا داعي لهذا، عمتي. يارا تستحق كل ما أفعله لأجلها، أنا... أنا حقا أحبها، عمتي.

     - كنت أعلم هذا، رأيت كيف ارتبكتما عندما أدليت بسؤالي عليكما، إحمر وجهك يومها وفقدت تركيزك، هذه لم تكن أبدا صدفة.

     - لا أعرف كيف أجعلها تحبني، لا أريد أن أجبرها على حبي لها ولا يمكنني تركها لتضيع مني، إنها شخص لا يعوض.

     - لا تقلق، أنا سأساندك دائما. أنت شاب طيب القلب، ذو أخلاق عالية، لطيف ولين التعامل، تستحق التضحية من أجلك.

     - أتمنى لو أنها تقول هذا، أو أن تقول تلك الكلمات التي لطالما انتظرتها.

شعرت بها تحرك يديها، لقد كانت تستفيق، أمسكت بيد العمة آن بينما تناديها.

أنا الغريب | I am The Strangerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن