أنا الغريب | I am The Stranger

٣٦ ✤ إتصال.

AC/DC - Back In Black

✤

     وصلنا إلى وسط المدينة فيما يقرب الساعة، كان هناك الكثير من السيارات التي وقفت بدون سائق، لذا كان علينا البحث عن طرق وشوارع جانبية. دخلنا أحد الشوارع الموصلة إلى منزلي، أوقفت السيارة أمام بوابة المبنى ثم خرجت بصحبة آش، لا يزال بإمكاني سماع أصوات جدال جيراني في الطابق الأول، مما يعني أن القليل ما يزالون على قيد الحياة.

فتحت باب شقتي لأجد داركي في استقبالي، رفعتها إلي باحثا عن حقيبتها، لديها تلك الحقيبة التي تشبه المكوك الفضائي، وضعتها بداخلها ثم ارتديت الحقيبة، باشرت في جمع أغراضها من طعام ومستلزمات بمساعدة من آش، التي وضعتها في حقيبة ظهرها بكل رحابة صدر.

توجهت إلى غرفتي لجمع بعض الأوراق المهمة، ثم إلى خزانتي حيث وضعت القوس والنشاب الخاص بي، لم أستعمله منذ فترة، لكن على الأرجح مازلت أتقن استعماله. عبأت حقيبة بكل ما قد يلزمني في المنزل، ساعة منبهة، ملابس، شاحن متنقل، أدوات شخصية، كل ما امكنني أخذه قد وضع فيها.

غادرت الشقة وقد حدقت بالمقبض لعدة لحظات، أتذكر أول مرة دخلت فيها هنا، أول مرة لمست فيها هذا المقبض الحديدي صاحب نقوش الزهور، كنت بالخامسة عشر تقريبا، دخلت هذا المكان وقد شعرت بأن كلينا قد تملك روح الآخر، هذا المنزل هو حبي الأبدي وها أنا هنا أحرم منه.

قطع سلسال ذكرياتي صوت زعيق آش، التي كانت تنبهني لوجود إحدى تلك الجثث، سحبت قوسي عن ظهري ثم أطلقت سهما في رأس تلك الجثة، التي سرعان ما سقطت أرضا منتهية الحركة. نزلت عبر الدرجات لأسحب السهم من رأس الجثة، مناديا لآش أن تتبعني.

ركبنا السيارة فقدت باتجاه منزل يارا وآش، الذي لم يبعد كثيرا عن هنا، ولكنه أقرب إلى مركز أتلانتا، لذا كان علينا أن نتوخى الحذر. تبادرت في ذهني السيدة المسنة جارة يارا وآش، الشقة المجاورة لها.

     - كيف هي الجدة التي تسكن بجواركما؟

     - الجدة مارثا؟ أرسلها ولدها إلى دار المسنين وقام بتأجير الشقة، فاستأجرها رجل في العقد الخامس من عمره، إنه مخيف حقا ومقزز، دائما تصدر منه رائحة السجائر والكحول، لم أره مهذب الشعر يوما، هذا الرجل أشبه بكابوس.

     - حمدا لله أنني لم أصل إلى هذه الفترة من العمر بعد...

     - في الحقيقة، قمت ببعض التطقسات، واكتشفت أنه شخص سيء السمعة، يدير مكانا لا أتذكر إذا كان ملهى ليليا أم حانة للرقص ذو مستوى سيء.