٣٢ ✤ ذاكرة ضائعة.

63 6 56
                                    

Harry Styles - Falling

     مر عام وتبقى عامين على التوظيف، وهذين العامين هما للتدريب الحقيقي، أعني أنني سأتدرب في مشفى حقيقي على حالات حقيقية، ولحسن حظي أنني سأتدرب في المشفى بمركز أتلانتا، وهذه فرصتي لإعادة لم شمل الشلة. أعلم أن كل منهم لديه حياته الخاصة الآن، ولكن علينا أن نلتقي ولو لمرة واحدة بعد كل هذه السنوات.

كنت أجمع أغراضي بحماس شديد، لا أعرف كيف أصف كم السعادة بداخلي، سأعود إلى منزلي أخيرا، ستعود داركي إلى أحضاني، وسأتمكن من رؤية يارا مجددا. كم أفتقد أيام الثانوية، عندما كنت أجلس مع بيث لتأليف كلمات لأغانيها، دايانا وشخصيتها الحازمة وكيف كانت تعاملنا وكأننا مجندنين في الجيش، يارا...

أنا أفتقد يارا بأكملها، ليس شيئا واحدا فقط، أفتقد ابتسامتها اللطيفة وملامحها الهادئة، عينيها الواسعتين، وكيف كانت تسدل شعرها الداجي الطويل على ظهرها وكتفيها، طريقة حديثها وتلعثمها وعفويتها، غضبها وحزنها، عناقها ونظراتها، صوتها الذي كان يشدو كل ليلة من ليالي الصيف... كل هذا ولم أنته بعد.

الغرفة فارغة علي الآن، غادر تايلر منذ عام وسبقه بيتر بثلاثة، لم يتبق سواي في الغرفة. صوت عجلات حقيبتي يدوي في الغرفة بينما أسحبها إلى الخارج، رنة المفاتيح في يدي بينما ألوح بها، ثم صوتها داخل فتحة المفتاح، أغلقت الأضواء وأقفلت الباب، كم من ذكريات جديدة سيحظى بها شخص جديد هنا، أو ربما لن يدخل أحد هذه الغرفة مجددا، لا أعلم ما قد يحصل هنا مستقبلا.

سرت في الردهة بينما كنت أتأكد من تواجد جميع أغراضي، أجر حقائبي خلفي واضعا سماعاتي في أذني، اتصلت بالسيد مونر لأعلمه بقدومي، فأخبرني بأنه سيأتي ليقلني من المحطة. أنهيت الإتصال لأشغل بعض الموسيقى، غادرت النزل تاركا المفاتيح على طاولة الإستقبال، ملوحا لبقية زملائي في النزل.

وصلت إلى المحطة واستقليت الحافلة، دقائق الإنتظار قبل تحرك الحافلة قد باتت ساعات بالنسبة إلي، وساعات الطريق باتت أياما، أشاهد الوقت يمضي ببطء وكأنه يعلم كم أتوق للوصول.

وصلت آخيرا إلى أتلانتا، بعد أن هرمت شوقا للعودة، نزلت من الحافلة وأخرجت حقائبي، بحثت بعيناي لأجد السيد مونر يقف بجانب سيارته وتجاوره فتاة بدت أنها تعرفني، إذ أنها كانت تلوح لي بحماس.

سرت نحوهما، صافحت كليهما وعانقتهما، أشعر أنني أعرف هذه الفتاة جيدا، ملامحها مألوفة جدا لدي.

     - داريل، ألا تتذكرني؟ إنها أنا، آش!

     - عجبا! لقد كبرت، أنا منبهر حقا. كيف حالك؟ ويارا، هل هي بخير؟

أنا الغريب | I am The Strangerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن