٣٥ ✤ رحمة...؟

81 10 58
                                    

28 days later - the main theme

     استيقظت مبكرا، نظرت في الساعة على الحائط، إنها التاسعة صباحا، كنت نائما على الكرسي بجانب سرير يارا، التفت خلفي لأجد آش نائمة على الأريكة خلفي، نهضت من الكرسي لأتجه نحو الباب.

كدت أن أفتح الباب على مصرعه لأجد إحدى تلك الجثث تسير عابرة بجانب الباب، أغلقته سريعا لأسمع صوتها من الخارج، تضرب الباب بكل قوة، حتى أنها أيقظت آش فزعة.

أقفلت قفل الباب وقد نظرت إلى آش بيأس شديد، وقد بادلتني تلك النظرة اليأسة أيضا.

     - إذا لم يكن الأمر حلما؟ رائع...

قالت بينما جلست على أحد الكراسي إلى جانب سرير يارا. تسمرت في مكاني لأفكر، اتجهت نحو الحمام في الغرفة، بدأت في البحث عن شيء حاد، وجدت مقصا في الخزانة العلوية. أمسكت به وحدقت فيه لوهلة، خرجت من الحمام متجها نحو الباب، حاولت آش ايقافي ولكنني لم أكترث.

فتحت القفل ثم الباب، كانت ما تزال تلك الجثة واقفة وقد بدأت تتحرك للداخل، سحبتها من مؤخرة رأسها وسددت فيها عدة طعنات لتهمد أخيرا، تركتها لتسقط ناثرة الدماء على الأرض وحذائي. وقفت آش خلفي صامتة وقد حدقت بي مذهولة، مرتعبة إذا دققت في وصفي.

أغلقت الباب دافعا رأس تلك الجثة خارجا لتسحب البعض من دمائها معها. كان الأمر مقززا، إذ أن دمائها قد أصدر رائحة بشعة كريهة، وكأنها قد تركت لتتعفن لأيام.

جلست على الكرسي المجاور لآش بعد أن غسلت يداي من هذا الدماء، ملقيا المقص على الأرض أسفل قدماي. تنهدت آش لتسأل.

     - ما قرارك إذا؟

     - سنذهب...

     - معا؟

     - فكرت في كلامك بالأمس، أنت محقة. لكنك ستساعدينني في كل ما سأطلبه منك، حسنا؟

     - حسنا.

     - جيد... أولا، سنقوم بالتأكد من خلو هذا الطابق، سنغلق المداخل والمخارج فيه بحيث لا يعرف أحد فتحها إلا نحن...

     - ثم؟...

     - سنبدأ البحث...

سحبت المقص عن الأرض وتوجهت نحو الباب، فتحته لأتأكد من خلو الطريق، كان خاليا لذا وطأت الخارج بقدماي، ساعدت آش في العبور من فوق تلك الجثة، ثم التفتت لأوصد إغلاق الباب. ازفرت مقبضا بيدي على المقص.

أنا الغريب | I am The Strangerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن