٣٠ ✤ حياة جديدة

86 9 73
                                    

Panic! At The Disco - New Perspective

     رأيتها تسير بين الحافلات، فركت عيناي بينما أقترب من النافذة أكثر، التفتت نحو الحافلة التي استقلها، إنها هي حقا. ركضت نحو باب الحافلة لأخذ بضعة خطوات عبر الدرج إلى خارجها، التفتت نحوي لتركض بسرعة فتقفز بين ذراعاي، تعانقني بقوة دون أن تقول حرفا واحدا.

ابتعدت عني قليلا معيدة خصلات غرتها الطويلة خلف أذنيها، غطت وجهها بكفيها وقد رأيت حمرة وجهها خلفهما، لتأخذ نفسا عميقا وتنظر إلي بينما زادت حمرة أنفها من البرودة.

     - كان علي القدوم، لم أكن لأتركك في هذه اللحظة وحدك.

قالت بينما تقف أمامي متمسكة بذراعيها لتحافظ على دفئهما، حررتهما لتحيطني بهما مجددا، تدفن رأسها في صدري.

     - لم تغادر بعد وقد بدأت أفتقدك. أنا أحبك حقا، أحبك داريل.

كانت تكررها بصوت كتم داخل معطفي الثقيل، بينما أسندت رأسي إلى أعلى رأسها. ابتعدت قليلا لتنزل حقيبة عن ظهرها، تفتحها وتخرج منها صندوقا قد صنع من ورق الكارتون، تناولته من يديها بينما ألقي عليها بسؤالي.

     - ما هذا؟

     - هذه ألواني وأقلامي، بعض الأغاني التي قمت بكتابتها، أشرطة للأغاني المفضلة لدي، وأشرطتي المفضلة لفرانك سيناترا. جميعها لك، لتبقى ذكرى مني لك، هذه الأغراض مقربة إلى قلبي كثيرا، لذلك أهديها لك. بالطبع لديك الحرية المطلقة لاستعمالها.

أفلتت الصندوق لأتشبث بها، أعانقها بقوة، خانتني دموعي ولم أستطع الصمود أكثر. شعرت بيديها تلتف حولي، ورأسها تميل إلى خاصتي، مع همسات منها محاولة تهدئتي.

     - لا بأس، سنكون معا مجددا. أعدك.

همست في أذني، أسمع صوت نداء باسمينا في الأفق، رفعت رأسي بينما أفلتتني يارا، محاولين معرفة مصدر النداء. كانت بيث برفقة دايانا، جول، ميراندا، وتومي.

     - داريل! يارا! ها أنتما!

قالت بيث بينما تلهث ممسكة بركبتيها، يتبعها الآخرين ليقفوا خلفها.

     - كيف وصلتم إلى هنا؟

     - حسنا، لقد ذهبنا إلى منزل يارا ووجدنا أن الباب مغلقا لذا توقعت أنها أتت لرؤيتك قبل أن تغادر، منطقيا كنت محقة.

أجابت دايانا بينما تضع يديها على جانبي خصرها، ترفع حاجبها الأيسر وتتبعه بابتسامة ثقة.

أنا الغريب | I am The Strangerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن