٢٣ ✤ ملاكي الوحيد

94 10 17
                                    

Harry Styles - Only Angel

     مر شهر وبعضة أيام منذ وفاة السيد والسيدة ويلسون، حل الخريف علي وحيدا، لم يعد لدي سوى داركي الآن، التي بدأت تسأم مني أيضا. أغلقت شقة السيد والسيدة ويلسون، عالما بأنني لن أفتحها مجددا، لأنني كلما فتحت أبوابها انهمرت الدموع الغزيرة من عيناي، لم أعد أستطيع تحمل المزيد، أنا فقط... أرهقت من كل هذا الألم.

أكتوبر:

     عدت من الثانوية كجثة هامدة، كان اليوم هو آخر يوم قبل عطلة نهاية الأسبوع التي توافقت مع عيد الهلع. تمددت على الأريكة بعد أن وضعت عشاء الأمس في المسخن، جاءت داركي لتجلس فوق صدري وتنام، لم أستطع مقاومة كسلي لذا استسلمت للأمر وخلدت إلى النوم، تاركا الطعام داخل المسخن حتى تثلج.

لاحقا استيقظت على صوت قرع الجرس بشدة، لذا توقعت القادم، إنها بيث بالتأكيد. فتحت الباب وقد كانت هي بالفعل، كانت تحمل معها حقائب ورقية، تلك التي نخرج بها عندما نغادر متجرا ما.

     - كم الساعة الآن؟

سألتها بينما فركت عيناي بقوة، محاولا فتحهما لأقدر على رؤيتها أمامي وهي تفتح الأكياس.

     - إنها الخامسة والنصف، بالكاد يمكنك أن تحضر نفسك.

     - لماذا؟

     - لماذا؟ هل نسيت أن اليوم هو حفل الهلع في المدرسة؟ يجب أن تحضر الليلة.

     - لا... لا أريد؛ أحتاج للبقاء هنا وحدي في هذا اليوم البائس.

قلت بينما جلست على الأريكة واضعا ساقاي على  الطاولة المقابلة إلي، دفعت بيث ساقاي بقدمها ثم أتبعت حديثها.

     - أنت ستحضر الحفل اليوم! ولن أغادر حتى تذهب معي، أتفهم هذا؟!

نهرتني بيث بينما جذبتني من قميصي لأنهض عن غير إرادتي، جحظت عيناي رعبا بينما تحول وجهها إلى اللون الأحمر الغاضب.

      - حسنا... لكن لا تأكلي رأسي، أرجوك...

أردفت متهتها بينما اعتدلت لأقف.

     - هذا حقا رائع! هيا، خذ هذه الثياب واذهب لتبديلها.

أخذت الحقيبة من يدها ثم اتجهت إلى غرفتي، خلعت ثيابي ثم سحبت الملابس من الحقيبة، قميص أحمر، بنطال أسود، قرون... وذيل؟ شيطاني حقا. كنت أرتدي الزي متريبا، لم أكن حقا مرتاحا لارتداءه أو مغادرة المنزل به. خرجت بعد أن أكملت ارتداء الزي، سحبتني بيث لتضع مساحيق التجميل حول جفناي، والتي جعلتني أبدو كمن لم ينم منذ أسابيع.

أنا الغريب | I am The Strangerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن