٣٧ ✤ تقتلني بنعومتها

68 6 51
                                        

Frank Sinatra - Killing Me Softly

     بعد قضائنا الساعات الأخيرة قبل الغروب في نقل الأغراض التي أحضرناها، خلدنا إلى النوم بأجساد مرهقة، مترقبين ما قد يحدث لنا غدا. إنه اليوم الثالث في تلك الكارثة، والدمار حولنا يوحي كأنها حدثت منذ أعوام. يارا لم تستيقظ بعد، أنا مرتاح لأنها لم تستيقظ حينما كنا في الخارج.

قمت بتبديل المحاليل ليارا، تناولت الفطور مع آش، ثم باشرنا في الاستعداد لرحلة الإنقاذ خاصتنا. قمت بتجهيز حقيبتي ثم السيارة، تأكدت من كل الأغراض التي نحتاجها للرحلة، ثم ركبنا السيارة لنبدأ رحلتنا.

شغلت آش جهاز الإتصال بينما باشرت قيادة السيارة، كانت تحاول التقاط تردد ذلك الرجل مجددا، دقائق من المحاولة حتى التقط الجهاز التردد.

     - مرحبا؟ مرحبا؟ هل أنت على الخط، أيها السيد؟

     - أجل... أنا أسمعك... أنا أسمعك...

     - جيد. نحن آتون للمساعدة، ولكن هلا أخبرتني أين أنت في المنتزه بالضبط؟

     - بجانب... البحيرة... أجل...

     - حسنا، سنصل إلى هناك في أسرع وقت ممكن.

     - شكرا... شكرا لكم...

أردف، فأغلقت آش اللاقط، لتلتفت إلي متحدثة.

     - من تظن أنه ذلك الشخص؟

     - ماذا تعنين؟ هناك الكثير من الاحتمالات، الكثير من الناس.

     - لا أعلم... بدا صوته مألوفا.

     - قليلا... لكن هذا جهاز إرسال، لا تتضح هوية الصوت فيه.

أجبت، معيدا نظري إلى الطريق أمامي. لم نلبث في الطريق مطولا، فقد وصلنا إلى المنتزه في غضون عشرين دقيقة. نزلنا من السيارة، متوجهين إلى كوخ المراقبة.

     - مرحبا--

     - يا إلهي! إنها تلتهمه!

كانت هناك جثة تلتهم حارس المنطقة، الرجل فقد وجهه تماما. سحبت سلاحي عن كتفي وصوبت سهما في رأسها، لتسقط هامدة دون حراك. سحبت السهم من رأس الجثة وخرجت مغلقا الباب خلفي، محاولا نسيان ما رأيته للتو.

باشرت السير برفقة آش بين الأشجار، باحثين عن أي إشارة للحياة في المنطقة، دقائق من السير، وقد شعرت أننا ندور حول أنفسنا، الأشجار لا تنتهي بمعنى الكلمة. لمحت ما يشبه الخيمة من بين الأشجار، وكلما تقدمت نحوها اتضحت لي الصورة، هذه ليست خيمة واحدة، بل مخيم بأكمله.

أنا الغريب | I am The Strangerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن