كابوس مرعب 47

713 36 37
                                    

تصويت + تعليق قبل القراءة
.......
مساء الثاني عشر من فبراير يوم الأربعاء
٩:٣٠
كان يمشي بخطواتٍ بطيئة بذلك المعطف النّاعم والطويل بعض الشّيء ، يطغى الهدوء الكبير على ملامحه البريئة ، خصلات شعره الناعمة التي تعلو على جبينه وعينيه تلعبُ بها تلك النّسمات الباردة . شاردٌ بالشارع الفارغ من حوله ، مشتمّاً رائحة الأرض العبِقة بعد هطول تلك الأمطار بشكل كثيف هذا الصباح . سمع رنين هاتفه ليتناوله من معطفه بخفة ، ضغط زر الرد و هو يمشي
" مرحباً " - قالها بنبرة هادئة ، ليسمع صوت تنهّد عميق من المتّصل " كيف حالك ؟" نطقها المتّصل بصعوبة
" كاي ! هل هذا أنت ؟ إذاً لمَ اسمك لم يظهر على الشاشة !" قالها الأصغر بهدوء وهو يضع يده الحرة بجيب ذلك المعطف متابعاً سيره
" صحيح ، لقد خفت أن لا تردّ على اتصالي حين ترى اسمي بعد تلك المشاجرة الكبيرة ، لذا اتصلت من رقم آخر " كان هادئاً يتكلم بنبرة رجولية حزينة ، حين سماع الأصغر لذلك حتى ابتسم بخفة " كاي ، لديك مكانة كبيرة و غالية في قلبي ، من المستحيل أن أرفض الرد عليك" - همسها له بهدوءٍ - " امم ، هل أنت في الخارج ، هناك صوتٌ غريب " - تسائل بتوتر - " أجل إنه صوت الرياح الهادئة فأنا أتمشّى لوحدي ، فقد كنت منزعجاً قليلاً بعد أن نام جيهو "
- همهم الآخر بتفهّم-
" أليس الطقس بارداً قليلاً؟ ، هل ترتدي ملابسَ دافئة ؟ "
- ابتسم الآخر ليقول :
" هيه ، لا داعي للقلق أجل أرتدي، لقد أخذتُ طريق العودة منذ ثانيتين فقط " - قالها بكل براءة و بصوت لطيف كصوت طفلٍ صغير -
" هذا جيد إنّ الوقت متأخر الآن " - همهم بهدوء-
" كاي ، ما سبب اتصالك ؟" - تسائل الأصغر -
" لا شيء ، للاطمئنان عليك لا أكثر ! " - توتر الآخر بطريقة غريبة محاولاً إخفاء ذلك الحرج قدر الإمكان-
" أنا بخير " - نطقها الأصغر بسرعة -
" اممم ... ليلة الغد ! " - قالها كاي بتوتر ليصمت بعدها - " ليلة الغد ؟ " - رفع الأصغر حاجبيه ليبتسم متعجباً من كلمات الآخر الغريبة بعض الشيء -
" أنت تعلم جيداً أنني أحبّك كثيراً " - أُزيلتْ تلك الابتسامة التي كانت على شفتي الأصغر فجأة -
" كاي .. قلتُ لك مُسبقاً بأنني لن أستطيع مبادلتك هذا الحُب كما تريد وأنني..." - كان يتكلم بهدوء مترجيّاً أن يتفهّم الآخر كلامه ، لكنه بدوره قاطعه عن الحديث مهمهماً بصوت عميق -
" أعلم ذلك ..! لكن " -بلع ريقه بصعوبة محاولاً إخراج الكلمات المناسبة لما يريد قوله -
" كاي .. أخبرني أنا أُصغي إليك ! سأتقبّل ما تريده مني ، أعدك " - يمكن أن نقول أنّ القلق و الفضول هو ما شغل عقل جيمين بهذه اللحظة لذا حاول إقناع الآخر بالتحدث -
" ليلة الغد ، إنها عشيّة مميّزة وخاصة بالعشّاق ، لقد كنت أخطط أن أقضيها برفقتك منذ فترة ، لكن حصل العكس تماماً ، لذا اممم.. جيمين ! ربما نستطيع الالتقاء غداً مساءاً ونسيان ما يحصل بيننا و لنا قليلاً ، ما ...مارأيك " -ابتسم المتصل عاضّاً على شفتيه بخفة -
" إنها عشية للعشاق وهي لا تناسبنا!" - نطقها بهدوء -
" اعتبرني ما شئت ، لكن ستبقى بنظري من أحبّه لذا أريد قضاءها معك ، عشاءٌ فقط ! همم" - كان الآخر متأملاً عدم الرّفضِ يغمض عينيه بنفَسٍ صعب منتظراً ردّ الأصغر-
" أين سنلتقي ؟ " - نطقها صاحب الخصلات الشقراء بهدوء -
" في منزلي ، سآتي لأخذك إن أردت "
- توضحّت تلك الابتسامة على شفتيه وهو يتحدث ليُسرع بإخباره عن المكان بكل حماس-
" لا ، سآتي لوحدي ، لكن فقط أرسل لي عنوان منزلك " ....همسها له
" حسناً سأرسله ،
أنتظرك إذاً على الساعة التاسعة مساءاً "
- هتفها بحرج شديد -
" حسناً هذا جيّد "
- قالها بهمهمةٍ ناعمة-
" إذاً ليلة سعيدة ، موعدنا غداً .."

Addiction +18 ♡ -إدمان- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن