الْفَصْلُ الرَّابعُ و الْعِشْرُونَ

288 53 1
                                    

يسمعون صوت خطواتها و كلما تقترب تزداد نبضات قلبهم، فُتح الباب ليشير هاري بسبابته ک'لا تتحركين' لتغلق الآخرى عينيها و بعد ثوانٍ خرجت ليلي من الغرفة ليخرجوا من اسفل السرير ثم زفروا بارتياح.

"لنجد كاي و كريس" قال و اومئت .. وقفوا أمام غرفة و فتحوها.

"تبدو كغرف التعذيب" قالت و يتفحصوا الغرفة ليقع نظرها على المرتمي ارضاً كالجثة الهامدة ينزف الدماء من فمه و بطنه أثر طعنه بالسكين.

"كريس" شهقت بقوة ثم وضعت يديها على فمها و اقتربت منه.

"اللعنة من فعل به هذا؟" سأل هاري بصدمة و يجلس بجانبها، وضعت رأسه على فخذها و تبكي بصمت.

"كريس أرجوكَ استيقظ ، استيقظ كريس لا أستطيع العيش بدونك أنتَ صديقي المفضل لا بل أفضل شخص بالعالم ، أنتَ المأوي الخاص بي ، أنتَ بئر أسراري ، اخبرني انه حلم و استيقظ ، من سيكون ملجئي عندما اتشاجر مع والداي و يخبرني أن كل شئ سيكون بخير ، ارجوك استيقظ و اخبرني انها إحدى مقالبك السخيفة" انتهت من كلماتها و تبكي مقبلة رأسه و هو عيناه لمعت متأثراً لما قالته.

"شيريل انه ما...." قال لتقاطعه بصراخ.

"لا كريس لم يمت هو فقط يمزح معي ، لا تقول هذه الكلمة مره آخري" صرخت بغضب رافعة سبابتها.

"شيريل يجب ان تتقبلي الواقع" قال بصوت منخفض، صمتت و نظرت للأرض فقد فقدت أعز ما تملك.

"أين كاي؟" سألت بفزع.

"لا أعلم" اجاب و يقوس شفتاه رافعاً كتفاه.

"يا إلهي يجب ان نجده قبل ان يحدث له مكروه" تحدثت بقلق ثم ركضت ليتبعها ..

"هاري اذهب من هذا الاتجاه و ابحث عن كاي" قالت بينما تلهث بسبب ركضهم الذي دام لربع ساعة.

"شيريل لن اترككِ" رد بتحذير.

"لا تقلق سأكون بخير، ثق بي" قالت ممسكة يداه لتجعله يطمئن.

"حسناً" قال و ذهب، ظلت تتفحص غرفة تلو الآخرة بأمل ان تجده و لكن لا جدوى، وصلت آخر غرفة بنفاذ صبر و فتحتها و لم تجد شئ ايضاً لكن لفت انتباهها شئ نحو النافذة لقد كان شخصاً ما يقف أمام النافذة و شعره أجعد و كبير هذا ما أستطاعت أن تراه ، بدأ هذا الشخص بالضحك بشر جاعلاً منها على وشك الموت، تحاول فتح النافذة و لكنها لا تنفتح و هذا الشخص بدأ بلف رأسه بالتدريج لتنظر له و رأت وجهه المرعب و يزداد خوفها ثم بدأت بضرب الباب بقوة ، بعد دقائق نظرت للشخص امام النافذة و لكنها لم تجده فألتصقت بالباب و يبدأ هذا الكرسي الذي امام المكتب بالأهتزاز لتنصدم و فجأة اصبح كل شئ على المكتب في الهواء و بدأوا بالاصطدام بالحائط حولها ، جلست على الارض ثم وضعت يديها على أذنيها مغلقة عيناها لتمنع هذه الأصوات التي كانت مزيج من اصوات الرعد و المطر و الدق.

بعد دقائق أنتهت الأصوات، ابعدت يديها عن أذنيها و نظرتء حولها و كان المكان صامت و لا أي صوت بالمكان غير صوت تنفسها ، وقفت ثم اخذت المصباح و هذه الورقة التي كانت تشبه الخرائط، خرجت من الغرفة بسرعة و ركضت.

كان يسير في القصر لفت نظره طيف أبيض يمر خلفة نظر و لم يرى شئ ، دخل المطبخ مثلما دخل هذا الطيف ثم رأى بابً أول مرة يراه، فتحه و لم يرى أي شئ به ليستغرب نظر خلفه و رأى فتاة لينفزع و يشهق ، كانت فتاة ترتدي فستان أبيض و شعرها الأشقر الحريري و عينيها التي مثل البحر و كانت تبدو مثل الملائكة كما قال بداخله.

"أنتِ جميلة!"  تحدث بدون وعي من جمالها لتبتسم هذه الفتاة بخجل مصطنع.

"اعلم، و ما رأيكَ بي هكذا!" قالت هذه الفتاة و بدأت بالتحول من ملاك لشيطان.

"من أنتِ؟" سأل  بخوف و لكنه يحاول اظهار عكس هذا.

"أنا التي ستأخذ أرواحكم" قالت بشر ثم تقدمت و تحمل سكين بيدايها ليضربها بالسكين وتقع أرضاً ، خرج من المطبخ و رأى شيريل تنزل السلم.

"شيريل!" نادى ثم نظرت و اقتربت منه.

"هل أنتِ بخير؟" سأل عندما رأى دموعها.

"نعم" اجابت و ملامح الخوف على وجهها.

"أين كاي؟" سأل و رفعت كتفاها بدون علم ..

يسير بالحديقة و ينظر حوله في كل خطوة و يرفع سلاحه ليحمي نفسه ، وصل أمام فخ ليتعجب من فعل هذا، نظر بداخل هذا الفخ ورأى ظلام دامس.

"كاي" سمع هذا الصوت ليبتعد من أمام الفخ قليلاً.

"من؟"سأل و ينظر حوله.

"انه انا عزيزي" قال هذا الصوت مرة آخرى و كانت الصدمة انه صوت ليلي!

"ليلي هل هذا أنتِ؟" سأل بسعادة باحثاً عن مصدر الصوت.

"نعم كاي"

"و لكن أين أنتِ؟" سأل و يلتف حوله.

"أنا بالفخ" اجابت بصوت حزين مصطنع.

"لِمَ؟"

"كل هذا بسبب هاري و شيريل و كريس هم السبب بوجودي هنا ، هم السبب في قتلي ، تعالَ معي كاي ، سنذهب لعالم آخر ، هم لن يفيدوكَ بشئ ، هل تعتقد أنكَ تفرق معهم هه هم فقط يسعوا من أجل إنهاء اللعبة و أنتَ لا تفرق معهم بشئ ، سيقضوا عليكَ" قالت محاولة إقناعه و للأسف نجحت.

"هيا كاي تعالَ معي"

"أين سنذهب؟" سأل ثم سمع صوت ضحكة شريرة من الأسفل.

"إلى الجحيم" قالت بصوت مخيف و هو لا يعرف ماذا يفعل الآن لذا تركَ المصباح على الأرض و كان على وشك النزول لكنه توقف عندما سمع صوت شيريل .......

قَضية فكريه (Intellectual Case) |بارك جيمين|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن