الْفَصْلُ الثَّانِي

900 111 4
                                    

توقفت بضعة ثوانٍ تنظر لغرفة المريض الجديد بينما تقول بداخلها أن كل مريض يأتي حديثاً يكون هذا حاله لذا لا داعي للقلق فسيتحسن مع مرور الوقت.

"بالتأكيد هو مختل فيُحدث نفسه " اردفت ضاربة جبتهتا متجاهلة صوته ثم خرجت من المشفى وكان كريس بالفعل في الخارج يتنظرها حتى يذهبون لتناول العشاء معاً.

- بعد مرور عدة أيام -

مضى عدة أيام و لم يتغير شئ ، تذهب من العمل إلى المنزل و من المنزل إلى العمل و احياناً تتنزه مع كريس ، أما عن هاري فظل على حاله كل يوم تسمعه يتحدث مع نفسه حتى بدأت تشك في الأمر.

خرجت من مكتبها قاصدة طريقها إلى مكتب المدير ، دقت الباب وسمعت صوت المدير يسمح بالدخول .

"مرحباً سيد لافينشر" قالت بإحترام مع ابتسامة خفيفة.

"مرحباً أنسة كريسفور تفضلى بالجلوس" رد مشيراً لها بالجلوس لتومئ ثم جلست و دخلت في صلب الموضوع.

"أتيت فقط لأخبرك عن المريض هاري جونجين، لا يتحدث معي، حاولت معه ولكنه لا يُجيب فقط يومئ بـ 'نعم' أو 'لا'، طوال الوقت ينظر للأمام ، في منتصف الليل عندما أعبر من أمام غرفته أسمعه و كأنه يتحدث مع شخصاً ما و يتمتم بكلمات غير مفهومة ، هذا مُحير! "

"وما شأنى أنسة كريسفور، هل سأعلمكِ عملكِ؟ هل نسيتي أن هذا السبب الذي جعل والداه يرسلونه إلى هنا؟" سأل بسخرية .. 'لحظه هل يستهزئ بي ، هل تعلم سيد لافينشر أنني أستحق ضرب الأحذية لأنني أتيت إليكَ' اردفت بداخلها.

"حاولى التحدث معه" أخرجها من شرودها صوت المدير فأبتسمت بتزيف ثم خرجت من مكتبه و ذهبت لغرفة هاري ، دخلت غرفته و بنفس وضعه يجلس و نظره مُثبت للأمام كما كان، لمعت فكرة في رأسها و ابتسمت، ذهبت ثم جلست أمامه على السرير.

"هل يمكنكَ أن تخبرني سبب عُزلكَ عن الناس! ... لِمَ تتحدث مع نفسكَ و لا تفعل مع الجميع ... ما سبب هذا المرض؟" قالت كلماتها بأمل أن يتحدث ، فجأه ألتفت و نظر فى عينيها.

"ومن قال لكِ إننى مريض؟" سأل بسخرية لتنظر له بصدمه.

"لا ، أتيت إلى المصحة من فراغ" اردفت باستهزاء.

"هم يعتقدون هذا" قال بيأس و بنفس نبرة صوته المنخفضة.

"من؟" سألت عاقدة حاجبيها.

"عائلتي و أصدقائي" اجاب بنبرة حزينة.

"لأنه صحيح ، شخص يتحدث مع نفسه فى المنتصف الليل و يخرج نادراً من غرفته ، هل لديكَ سبباً غير هذا؟" قالت و تستعد لكتابة ما سيقوله كالمحقق لأن هذه المعلومات البسيطة تساعدها لمعرفة كيف ستتم شفاء هذا الشخص.

"لأننى بالفعل أتحدث مع أشخاص" قطبت حاجبيها من الذي قاله للتو و اخذت بعض الأسئلة تتشكل في رأسها.

"كيف وأنا أراكَ تتحدث مع نفسكَ؟"

"الشخص الذي أتحدث معه لا يستطيع أحد أن يراه غيري لأنني في اللعبه" اجاب بنفس نبرته.

"لعبة ماذا؟" سألت و تغلق المذكرة.

"لعبة الأرواح"

"ماذا!، ماهذا اليوم الملئ بالمفاجأت هل تستطيع أن توضح لى أكثر ، أخبرنى عن هذه اللعبه" قالت بعدم تصديق فمنذ الصباح تتلقى فقط صدمات.

"لا يجب أن اخبركِ بها" قال بينما يهز رأسه بالنفي.

"بربك! هذا يُمكن أن يساعد، هيا أخبرني" قالت بنبرتها الفضولية كالعادة، لكن الفضول لا ينفع صاحبه دائماً!

"حسناً، اللعبه تتكون من أربعة شروط ، الشرط الأول هو : إذا تُريدين الفوز في اللعبة يجب أن تكسبي أشخاص كثيره و تجعليهم يخسرون و يموتون ، الشرط الثانى: بعد الساعة الثانية عشر منتصف الليل لا تعبري من أمام المرآة وإذا شعرتى بأصوات أو شخص بجانبكِ حاولى أن تنامى ولا تفتحى عينيكِ لأنكِ إذا فتحتى عينيكِ فأنتى تساعديهم على أخذكِ ، الشرط الثالث : إذا سمعتى اثناء نومك أي صوت لا تقومِ و تبحثى عن مصدر الصوت أو تخرجى من المنزل و تعودى اليوم الثانى ، الشرط الرابع:....." توقف عن الحديث.

"لمَ توقفت أكمل!"

"لا استطيع أن أخبركِ ، لا استطيع" قال واضعاً يداه بين رأسه و ييدو انه نادماً.

"أتوسل إليك"

"حسناً ، الشرط الرابع هو أن إذا سمعتي الثلاث شروط عقب الشرط الرابع فهذا يعنى أنكِ بدأتي اللعبة و سيأتون إليكِ ، أسف" قال و هي شعرت ان كلماته نزلت عليها كالصعقه ........

قَضية فكريه (Intellectual Case) |بارك جيمين|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن