الْفَصْلُ التَّاسِعُ عُشُرَهُ

319 59 5
                                    

رجعت للوراء عندما رأت رجل يمسك فأس كبير بشكله مرعب، صرخت و انتفضوا الفتيان ، كان هذا الرجل على وشك قتلها بالفأس لكنها أغلقت الباب فطعن الباب، رجعت للوراء و بدأوا بوضع أشياء  حتى لا ينفتح ثم ركضوا للقبو و أختبئوا به.

"ماذا سنفعل الآن؟" سألت بصوت منخفض ، كان كاي على وشك الحديث فوضعت يديها على فمه مانعة اياه من التحدث بسبب باب القبو الذي انفتح و هذا الرجل المخيف ينزل سلم القبو و صوت الفأس الذي يحتك بالأرض جعلهم يودون التبول خوفاً منه، كلما ينزل تزداد نبضات قلبهم ، وقف هذا الرجل يبحث في القبو ولم يجدهم فصعد مجدداً ثم اغلق الباب ابعدت يديها من على فمه ليزفروا بإرتياح.

"كيف سنخرج من هنا؟" سأل كريس بعدما نهضوا.

"لا أعلم ، كل هذا بسبب الشريط اللعين" اردفت بغضب.

"لا وقت للندم دعونا نفكر كالبالغين لنستطيع الخروج من هنا" قال هاري لتنظر له بصمت لثوانٍ ثم تحدثت.

"نخرج من هنا ههه ، إذا صعد أي شخص منا و هذا الرجل المخيف بالأعلى فلا محالة سيقتل"

"سنبقى هنا قليلاً و بعدها سيصعد أي شخص منا و يرى إذا كانت الأمور علي ما يرام!" قال كاي و اتفقوا معه ، مر وقت ليس بكثير أخذوا سكاكين و اتفقوا أن هاري الذي سيصعد و يرى ان كان المكان امانً.

"كن حذر" قالت له قبل أن يخرج، خرج من القبو و بعد دقائق تأكد ان لا يوجد أي شئ بالأعلى فنادى عليهم و خرجوا ايضاً.

"سنخرج من هنا" قال ذاهباً ليفتح باب القصر و لكنه لا ينفتح حاولوا في باقي الأبواب و لم ينفتحوا.

"لقد عُلقِنا" قالت و تضم شفتيها.

"و هذا يعني اننا سنبقى هنا" قال كريس، بعدها ذهبوا لغرفة المعيشة و جلسوا.

"ماذا نفعل الآن؟" سأل هاري بتعب فلم يحظى بنوماً هادئ منذ ان بدأ كل هذا بالحدوث.

"ننام و ننتظر لغداً" قال كاي ببساطة و كأن لا يوجد حل غير هذا.

"كيف حتى سوف تستطيع اغلاق عيناك في هذا المنزل المقرف" قالت بتقزز تنظر في ارجاء المنزل شبكة العنكبوت تملئ المكان.

"يجب أن نتدبر امرنا" قال كريس رافعاً كتفاه.

"لكن بشرط" رفت سبابتها ليومئ كريس.

"سننام جميعاً في غرفة واحدة" قالت ليوافقوا ثم اخذوا غرفة ذو سريران اخذت سرير لها هي و كريس و الآخر نام عليه كاي و هاري.

فتح عيناه بسبب عدم شعوره بالراحة على تلك المرتبة التي تبدو كالصخر، اعتدل ثم نظر إلى سرير كريس و شيريل و لم يجدها ليقطب حاجبيه، لمحها تقف نحو النافذة، نهض ثم اتجه نحوها.

"لِمَ انتِ مستيقظه في هذا الوقت؟" تحدث جاذباً انتباهها لتلتف ثم ابتسمت ابتسامة جانبية.

"انا لم انام بعد" قالت رافعة كتفاها ثم حولت نظرها للنافذة مجدداً.

"اعتقد انكِ يجب ان تنامي لتحصلين على بعض الراحة" قال بعدما وقف بجانبها لتهز رأسها.

"هذه عادتي احب الأستيقاظ طوال الليل"

"اوه ارى ذلك" قال كاي و الصمت اصبح سيد المكان.

"ما رأيكِ بالسير في حديقة المنزل؟" اقترح بعدما شعر ان اصبح الجو غير لطيف.

"لا أرجوك لا ينقصني ماحدث لي منذ قليل" قالت بمزاح ليضحك لتختفي عيناه.

"ابتسامتكِ جميلة" قال لتختفي ابتسامتها ثم تخفض رأسها للأسفل بخجل.

"شكراً لكَ"

"لا تشكريني هذه حقيقه" قال بجدية جاعلاً منها خجلة مجدداً.

"جيد انكِ سامحتيني"

"و هذه ليست من عادتي ان اُسامح بسرعة لانني من النوع الحساس و ليس بالسهل ان اسامح من يجرحني" ردت رافعة سبابتها.

"آسف حقاً شيريل لقد أدركت انني المخطئ" قال بأسف.

"لا تفكر بالماضي فكر في الحاضر ؛ لأن إذا فكرت في الماضي سيعيقك عن التفكير في الحاضر" قالت ثم نظر لها بإعجاب!!

"يا فتاة من اين تأتي بهذا الكلام؟" سأل بابتسامته المبتهجة.

"احب قراءة الكتب و معرفة معلومات حول كل شئ" اجابت رافعة كتفاها.

"يبدو انكِ تريدين النوم" تحدث عندما لاحظ انها تحاول فتح عينيها.

"نعم اعتقد ولكن اخاف من النوم في هذه الغرفة القذرة الغامضة" ردت بتقزز.

"لكن الجميع هنا بالفعل! سأجلس هنا ريثما يغلبكِ النوم"

"لا أعتقد هذا، سأحضر القهوة ستساعدني على الجلوس لوقت أطول" اردفت ليمسك معصمها قبل أن تذهب.

"نحن عالقين هنا و يجب ان تُريحِ ذهنكِ للتفكير بشكل صحيح لكن إذا بقيتي هكذا ستصابي بالهلوسة و اظن انكِ طبيبة نفسية و تعرفين ما هي أضرارها" قال بابتسامة و هي قالت بداخلها انه محق و يجب أن تأخذ قسطاً من الراحة.

"حسناً تصبح علي خير" قالت بإبتسامة و بادلها نفس الابتسامة، تسطحت على السرير واضعة رأسها على الوسادة و لم تستغرق الكثير لتنام بسبب جسدها المرهق و عينيها التي لم تنغلق منذ أيام ...

••

ت

سير في الغابة و لا تعرف كيف وصلت لهنا ، تبحث و تنادي بأسم احداً من الرفاق و لم تستقبل رد ، تركض كالتائهة في متاهة حتى شعرت بأن أنفاسها تنقطع لتجلس و تسندُ ظهرها على الشجرة مغلقة عينيها بينما تلتقط أنفاسها ، فتحت عينيها و رأت .....

قَضية فكريه (Intellectual Case) |بارك جيمين|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن