33

691 59 4
                                    

عندما يجتاح قلبك حنين مفاجئ للماضي
وتدرك فجأة أنك كبرت جداً وأنك فقدت الجرأة التي تمنحك البكاء علناً وأن من كانوا بجانبك على خط البداية سقطوا واحداً تلو الآخر
وصار الركض في سباق الأيام دونهم مهلك
و أن أمك باتت تحيك شالاً لتخبئ تحته خصلات شعرها البيضاء 
و أن أبيك الذي كنت تراه شاهقاً، احدودب أمامك بلا حيلة
و أن كل ما تبقى من جدتك هو سوارها الذهبي  و أن صورة جدك الوحيدة فقدت الوانها هرماً و أن قلبك صار ينبض بعيداً عن مكانه،
ولا يبعث في جسدك ما يكفي من الحياة
و أن أيامك الجميلة صارت لا تأتي سوى صدفة
و أنك وجدت مكاناً مريحاً بالوحدة، بعيداً عن ضوضاء الناس الكثرة و أن الموسيقى ماتت في اذنيك  و أن الوداع تغلّب على اللقاء  و أن خطاياك صارت من ثقلها تهددك بالانكسار  و أن أملك بنفسك يتقطع أكثر فأكثر  و أن قلمك قد فرغ منه الحبر وسقط في وسط الصفحة   أنت في قاع هذه الحياة، ولا تملك سوى أن تصارع بيديك و رجليك حتى تصل للقمة لكي تعيش من جديد و تنعش ذاتك وتنجد ذكرياتك و تحقق أمنياتك وتكمل كتابة الصفحة.

شُمُوسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن