وفي رأسي، تدور الأفكار، وتدور وتدور وتدور. أحس أنني أختنق. متى صار البيت صغيراً إلى هذا الحد الذي يدفع إلى الجنون؟ متى صارت حياتي مملة إلى هذه الدرجة؟ هل هذا حقاً ما كنت راغبة فيه؟ لا أستطيع التذكر. لست أعرف إلا أنني كنت أشعر بحال أفضل منذ بضعة أشهر؛ لكنني الآن غير قادرة على التفكير وغير قادرة على النوم... لا أستطيع الرسم... تصبح حاجتي إلى الهرب طاغية حقاً. أستطيع أن أسمع ذلك عندما أستلقي مستيقظه في الليل... أسمع صوتاً هادئاً، لكنه لا يتوقف... ولا أستطيع إنكاره أو تجاهله: همسُّ في رأسي، اهربي! اهربي! وعندما أغمض عيني، تملأ رأسي صور حياتي في الماضي وحياتي في المستقبل... صور الأشياء التي حلمت بأنني أريدها، وصور الأشياء التي كانت لدي لكني رميتها. لا أستطيع أن أجد لنفسي راحة لأنني أندفع في طرق مسدودة، - كيفما اتجهت - البيوت في هذا الشارع والانتباه الخانق للنساء المجتهدات في صالة التمارين الرياضية، وخط القطار عند نهاية السور... بقطاراته كلها، قطاراته التي تأخذ دائماً أشخاصاً آخرين إلى أماكن أخرى وتذكرني مرة بعد مرة... تذكرني عشرات المرات بأنني باقيه في مكاني.
بولا هوكينز