سأكون سخيفا وكاذبا لو قلت أن جمالك يثير إعجابي أو ينتزع مني كلمات المديح.. هذا هراء وكذب وتزوير.. وكلام يقال للوحة فنية ولا يقال لامرأة.. ما يفعله جمالك حقيقة بي، هو أنه يثير قلقي واضطرابي .. ويضعني في حالة طاغية من التلبك وعدم الارتياح وكأنما تحاصرني النيران.. أحاول طبعا - مدفوعا بالأعراف والتقاليد وما يجب وما لا يجب- أن أخفي ذلك.. لكن الحقيقة الكامنة خلف كلماتي المنمقة وهدوئي المفتعل مختلفة تماما.. حضورك يا سيدتي الصغيرة لا يسعدني كما أقول.. لكنه يستفز وحشيتي وبدائيتي، وعدائيتي الغريزية تجاه الخطر.. لذلك لا يسعني أن أطيل الحديث معك.. او أن أقترب منك كثيرا.. أو أن نبقى وحدنا في مكان ما مثلا .. لأن ذلك إن حدث، فسيتملكني جمالك ويهاجمني كطوفان.. وحينئذ لن يكون أمامي سوى خيار واحد.. فإما أن يقتلني أو أقتله..
