وأتعجب حين أراكِ تحاولين التجمل أمامي، كأنك يا فتاتي تجهلين أمري كأنك لا تعرفينني، تبذلين مجهودًا مضاعفًا لتظهري أمامي بكامل أنوثتك وتألقك، تخافين أن أراكِ حزينة فأبتعد عنك، وتخافين أن أعتاد عليك فأهملك، تحاولين خلق اأحاديث معي كي لا أشعر بالوحدة، وتلعنين معي قسوة العالم رغم لطفك وحيائك.
أشفق عليك,
لأنني لم أحبكِ لكونك جميلة، فما أكثر الجميلات، ولم أحبك لأنك تجيدين خلق الأحاديث؛ هذا الحزن الذي تجاهدين من أجل اخفائه عني هو سر عشقي لك، هذه الفوضوية التي تحاولين تنظميها كانت سببًا في جنوني بك، ملامحكِ أجمل ببرائتها وبعلامات السهر وشفتيكِ التي أهلكها التوتر والقلق كانت أصدق عندي من مساحيق التجميل ، لستِ لوحة يعجبني تناسق ألوانها، أنتِ طفلة أعشق خوفها وحزنها وفوضويتها، لا تحاولي الوصول للكمال، فالجمال يكمن في النقص، والحب يعني أن أقع في غرام جانبك المظلم قبل الجانب المشرق منك، ندبات الحزن، هالات السهر، علامات التوتر والغضب على شفتيكِ وأظافرك، نوبات بكائك المفاجيء، العبارات التي تكتبينها في مذكراتك، والموسيقى الحزينة التي تحبينها، رغبتك المفاجئة في الصمت، ووسواسك القهري، كل هذه الأشياء التي أكرهها وأتمنى أن أحميكِ منها لا تستدعِ اخفائها عني، لا تستدعِ خجلك منها ومن التعبير عنها، إنني أحبك وأحب حطامك وحزنك واكتئابك العظيم.
-محمد طارق