نهار آخر عادي يبدأ، لا أشعر أنني بخير، أشعر أن تلك الفطريات التي تنمو فى أذني كل فترة، نمت مرة آخرى ولابد من الذهاب للطبيب ليقوم بما عليه القيام به، أشعر أن تلك الأشياء ستسيطر على عقلي بأكلمه يومًا ما، أنني سأستيقظ لأجد رأسي ممتليء بالفطريات والأعشاب، وكأنه قد أصبح غابة مليئة بالأشجار.
نهار آخر لتمرين القلب على القسوة، والابتعاد، نهار آخر أضيعه فى اللاشيء، نهارات تمضي هكذا، تمضي خفيفة لا أفعل فيها أي شيء لا أتمنى أن يحدث شيء خارق للعادة، ولكن هناك بعض النهارات أستيقظ بها وكأن العالم يجثو على صدري، وكأن كل تلك الكلمات التي لا ألقي لها بالًا تلاحقني، تريد أن تنال مني، ولكن أنا آلة معطوبة، قديمة، صدئة، اي شيء تناله من شخص مثلي يا ترى!
نهار آخر ثقيل غير محتمل في بدايته، موسيقى ملحمية لمؤلف لم أرَ اسمه من قبل، سيزار فرانك؟ لم أرَ هذا الاسم من قبل، ربما يكون له شأن عظيم، ولا أعرف، ولكنه صاخب، بحثت عن آخر هاديء، ليناسب نهارًا ملائمًا للانتحار، أو ربما نهار لخوض معارك آخرى مع نفسي، وأهلي وأصدقائي.
تشايكوفيسكي، هاديء، وحالم، بسيط كالماء، واضح كطلقة مسدس.
أتذكر بعض الأبيات الشعرية التي قرأتها الأمس لشاعري المفضل، والآن أسمع أبيات آخرى فى عقلي لشاعر آخر
عليّ أن أكتب الشعر، ربما أقول بعض الكلمات التي لها مذاق طيب، لها رائحة شهية.
نهارات تمضي
ويجلس الشخص الوحيد
منتظر أي شيء
ولكن
لا شيء يحدث
لا شيء يبدأ
لا حياة
ولا حب
ولا ثورة
ينتطر ربما
وردة
كلمة
موت
ولكن لا شيء يحدث
العالم أصبح
كتلة من السأم
والشخص الوحيد
بقعة من الدم
فكر عميقًا
فى الموت
تنتهي الأشياء
ولا ينتهى
أنا الرجل مسلوب الارداة
كان علي أن أختفي من العالم
كان علي أن أموت صغيرًا
قبل أن أرى انهياري
قبل أن أرى العالم
أشعلت سيجارة و لهوت بدخانها، الغرفة هادئة، كل شيء هاديء منذ سنوات، أحيانًا أفكر أنني بلا بيت، بلا وطن، ولكن لابد لي أن أستريح قبل أن أنهار تمامًا على الطرقات
غير أنني وحيد تمامًا
والنهار مازال في أوله ولا يمضي
و الأرض تبلعني من ثقلي
لو أن هناك حياة آخرى ستبدأ في مكان آخر لا أريد ان أعيش وأشعر مرة آخرى، يكفي ما شعرت به حتى الآن
يمكنني أن أتحول لغيمة
أن أتحول لجثة
أن أكون شارعًا، طريقًا طويلًا
أن أكون سيجارة، تشتعل لمرة واحدة و تنطفأ
أن أكون شعورًا، لطيفًا
ان أمتص الكآبة من شخص ما، كما أمتصتني،
أن أكون دمعة على خد شخص حزين
أن أكون ضحكة حزينة
لا أريد أن أصبح انسانًا واعيًا مرة آخرى
لا أريد أن أشتاق أبدًا
لا أعشق أبدًا
لا أنام، لا أحلم، لا أفكر، لا أنتظر، نهار آخر ثقيل لا يمضي وأحاول عبثًا أن أملأه بألوان زاهية، بشعر، بكلمات
أعيش نهارًا وكأنه ألف سنة
أنا قبيح تمامًا، هل يمكنك أن تتحمل القراءة لثانية آخرى؟
