الفصل الثانى عشر| حِكْمَة

23 3 0
                                    

ظل انس يجرى مسرعا و بدأ فى التعب، فبدأ يعافر ثم يعافر حتى اصطدم بشخص، و من هذا الشخص؟

انها حكمت، فوقعا على الارض، فنهض ثم قال:انا آسف جدا، هاتى يدك، قومى.

فمدت حكمت يدها و الإبتسامة تغمر وجهها بفرحة و كانت واضحة وضوح الشمس عليها، قامت حكمت.

فقالت حكمت لانس:شكراً يا، يا.

رد انس:انس

ردت حكمت:شكراً يا انس، انا حكمت.

رد انس:أهلا يا حكمت، هو انت صاحبة اميرة؟

ردت حكمت:اااه.

رد انس:طب يلا علشان ميعاد المحاضرة الاولى.

فبدأ انس يجرى و حكمت تخطو ورائه خطوات كبيرة نحوه حتى وصلا الى باب الكُلية فقابلا اميرة و حمدى و مازن ثم قالوا:متتعبوش نفسكم، الدكتور غايب النهارده.

فقالت حكمت: خلاص يبقى نقعد فى الكافيتيريا.

جلس انس و حمدى و مازن و حكمت و اميرة حول طاولة واحدة ثم قالت اميرة:هى دى حكمت الى كنت بدور عليا يا انس.

فرد انس:ااااه، ما احنة اتخبطنا و وقعنا على الارض و اتعرفنا على بعض.

قال مازن: كدة وقعت البت يابن ال$ب#ة.

فاحمر وجه انس غضباً ثم قام و جلس على طاولة بعيداً عن الناس.

فقالت حكمت:بت لما تبتك، كدا زعلته، اما اقوم اشوفه.

فقامت حكمت و جلست بجانبه ثم قالت:ايه يا انس، متزعلش منه دا واد دائما الفاظه وحشة، و كل دا علشان شتمك؟!

فقال انس فى غضب:انا مش زعلان علشان شتمنى، انا زعلان علشان شتم امى و شتمنى، امى الى ربتنى و علمتنى الادب و الاخلاق، امى الى ماتت فى المستشفى من سنتين، والله لأدفعه التمن غالى.

قال حمدى لمازن:انت عيل ما اتربيتش، انت ايه الى مقعدك معانا، كدة تزعل انس صاحبى، لازم تعرف انه حنين و حساس و بالذات لما انت جبت سيرة امه الله يرحمها، دا انت يومك باذنجان، اما اقوم اشوف أخباره ايه، تعالا قوم معايا اتأسفله.

ردت اميرة فى صوت غريب هامس:خليكوا قاعدين، خليكوا قاعدين، انتم رايحين فين، سيبوهم لوحدهم بقى.

نظر حمدى لأميرة بتعجب و قال:خلييييك قاعد، متقومش، دا مش هيعدى نهارك على خير، انا خايف ليعمل منك كفتة.

ظلت حكمت تتحدث مع انس حوالى ساعة و نصف، فقالت لانس:اعفو عنه،خلى عندك رحمة، متوسخش يدك بضرب واحد كل الناس بتضربه، مازن دا كان معايا فى المدرسة زمان، فأنا عارفاه كويس، و لو ضربته خليك رحيم، إرحم تُرْحَم، قوم دلوقتى و اضحك، و انسى الى فات.

رد انس:الدنيا دى معادش فيها حاجة حلوة، امى ماتت، دخلت الجامعة غصب، معنديش اخوات، كل يوم بتهان بكلمة، معنديش موبايل ولا لاب توب كويس، لبسى مش كتير، معنديش حيوان أليف حتى، وشى فقرى على كل الناس، انااا، اناااا، انااا، النهاردة يمكن يكون اخير يوم تشوفينى فيه، انا هموت نفسى النهارده قبل بكرا.

ردت حكمت:اسمع يا انس، انا لو سألتك و قلت لك هل انت عندك اب؟، هترد تقول أه، طب انت عارف ان فى ناس معندهاش لا اب ولا ام، ولو سألتك و قلت لك، عندك اخ، هترد و تقول لا، طب عارف ان فى ناس قتلت اخواتها علشا مش بيحبوهم، و يأخدوا حقهم من انتقام، او ممكن يقتلوهم علشان الميراث، فى ناس تتمنى ربع الى عندك، وعايشين اخر،الآجة و سعادة، و فرحانين بحالهم و مرتاحين، ارضى بما قسمه الله لك، احمد ربنا باللى عندك، و خليك فاكر انك مسلم، محترم، خلوق، عارف الحرام من الحلال و اكيد انت عارف ان الانتحار كُفر، شوف نفسك وصلت لفين، كمِّل، كَمِّل لحد آخر لحظة فى حياتك، انت عارف ان الدنيا دى هى مجرد لجنة امتحان و احنة الاسئلة و الاجوبة موجودة فى القرآن الكريم و الاحاديث الشريفة، ارجع اقرأ كتابك و كفى بالله وكيلا، متخليش الشيطان يوزك و يبعدك عن طريق الصواب و الحق، انت دلوقتى حالك هو انك بتاخد قرار الانسحاب من الامتحان و الانسحاب دا يعنى جهنم و كل الاعمال الى عملتها فى الدنيا من صلاه و صوم و زكاه و صدقة و خير و حب، كل دا هيقع فى الارض لما تنتحر، خليك قنوع فالقناعة كنز لا يفنى، احمد ربنا على الحال الى انت فيه، و ماتبصش على الى فى طبق غيرك.

بص على نفسك و شوف الى ناقصك و عالجه و اسأل عن الحلول و حاول تعرف و تتأكد من الصح و الغلط، انا عارفة انى بغلط كتير و كمان انا مش شيخة او ملاك، انا ممكن اكون فى نفس حالك، لكن الفرق فى انى بصحح الاخطاء الى عندى لكن انت سايبها تتراكم عليك لحد ما خنقتك، انا كدة قلت كل الكلام الى عندى، اتمنى يا انس انك فعلا ماتنتحرش، ادعو لك بالهداية الى الحق و الصواب و بدعيلك من كل قلبى.

كَشَّر انس فى وجه حكمت، حتى قامت من جانبه و هى فى غاية الحزن على انس و ذهبت، لكن هناك شئ بداخل انس بدأ يتحرك، فما هو،،،،،،

              *           *           *          *

حِكْمَت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن