الفصل الثامن و العشرون| صحوة نفس

12 1 0
                                    

يوم الأحد الخامس من نوفمبر لعام 2017، دخل أنس من باب الجامعة، دخل متكئاً على عصى خشبية، يسير ببطء.

دخوله صار هادئاً، أى أنه حينما دخل، لم يلاحظه أحد.

حضر أنس أول ثلاث محاضرات و لم يستطع أن يكمل.

كل من يمر بجانب أنس يقول:البقاء لله، لكن بلا رد من أنس.

جلس أنس فى مقهى الجامعة، واضعاً رأسه على الطاولة و بدأ يبكى، فأتى إليه الدكتور فاروق ثم بعض الزملاء ثم أميرة ثم شهد ثم حكمت ثم بعض الزملاء الآخرون، ملتفون حوله، يحاولون تهدئته.

و أثناء ما كان الناس متجمعون حول أنس، دخل حمدى إلى الجامعة بدون علم من أحد، ثم دخل وسط الناس حتى وصل إلى أنس فبدأيقول له: مالك يا أنس،أنس، والدك مش هيعيش للأبد، أكيد كان هيموت فى يوم من الأيام، أنس، كل الى عليك تعمله دلوقتى هو انك تدعى له ، زمانه دلوقتى فى الجنة مع والدتك، أنس، أنت الى علمتنى الطيبة و الهداوة، و الأخلاق الحسنة، قاوم يا أنس، قاوم الحزن، متخليهوش يحبسك فى سجن من عذاب.

لم يرد أنس على حمدى مطلقا، فذهب حمدى و وقف بالقرب من هذا التجمع، ثم قال فى صوتٍ عالٍ:عيب قوى الى بتعملوه دا!

فنظر الجميع فى غضب ممزوج بتعجب و اندهاش.

فأكمل حمدى: يا جماعة، انس دلوقتى مش محتاج منكم الطبطبة دى، جرى أيه يا شباب، هيستفيد أنس بأيه من كلمة البقاء لله او شد حيلك،هيستفيد منها بأيه؟، كل واحد ماسك يده و مشبكها، و بيقول شد حيلك، هتفيدوه بالكلمات دى؟، قول لى؟

أنتم عارفين، أنس دلوقتى مش لاقى الى يستند عليه، معندوش أخ، معندوش أخت، معندوش أب، معندوش أم، مفيش حد من الرجالة بتوعنا راضى يمد يده، يا نااااس، أنس أفادنى بحاجات كتير، علشان كدة أنا هفيده بداية من النهار ده، هساعده، دا مش كلام، دا فعل، أنس مبقاش له أى مصدر دخل و أنا أهو، أعلن أنى أول واحد هيساعد، وأمانة عليك، لو أنس ساعدك فى حاجة، متبخلش عليه.

فقاطعه الدكتور فاروق رافعاً يده قائلا بصوت عالٍ:أنا هساعده.

ثم رفع مازن يده و قال بصوت عالٍ: و أنا كمان هساعده.

ثم رفع الدكتور إسلام يده و قال: و أنا هساعده

و رفعت حكمت يدها و قالت: و أنا هساعده.

و تليها شهد ثم أميرة ثم ثم ثم ...

فابتسم أنس و بكى من الفرحة ثم قال:شكراً لكم، أشكركم.

و عانق كل واحد أنس عناقاً قوياً ، فلم ينسى أنس هذا المشهد طيلة حياته ثم قال: شكراً يا حمدى، أنا دلوقتى بس، عرفت معنى الجدعنة و الصديق الكويس.

مرَّ النهار حتى جاء الليل، و حمدى مشغول فى توزيع المهام لمساعدة أنس، حتى أنه طلب مِن كُل مَن أراد مساعدته، أن يعرف ميزانيته و أن يعرف مقدار مصروفه اليومى حيث أنه قد قام ببعض الحسابات حتى وصل أن كل من يريد مساعدته عليه أن يدفع 21% من مصروفه اليومى.

استمر الأصدقاء بمساعدة صديقهم، حتى أتى بخاطر المسؤلين بالجامعة بعمل حفل تكريم للطلبة المتفوقين و المتميزين.

                                             تُرى من سيكون بهذا التكريم؟

*** *** *** ****** *** *** *** *** *** *** * ** * * ** * * * * * * * *  * * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * *

حِكْمَت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن