الفصل السابع عشر| حمداً لله على السلامة

25 2 2
                                    

مرَّت الأيام و اليالِ على الجميع، فتغيرت حال أنس إلى الأفضل، و اليوم هو يوم الأحد و الساعة الآن الخامسة و النصف، ظل أنس يراقب السماء بعد أن استيقظ و صلى الفجر.

بعد انتهائه من الصلاة دعى الله قائلاً: يارب، لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك و عظيم سلطانك، شكراً يا رب على كل شئ حصل لى طول حياتى، يارب وفقنى الفترة دى فى حياتى".


من هنا أبدأ مستقبلى و أبدأ أبنيه بطوب من حديد ميتكسرش و من خرسانة متتشرخش.

بدأ أنس فى قراءة سورة يس و سورة الرحمن و سورة التين و سورة الضحى و سورة الإخلاص و المعوذتين.

بدأ أنس يشعر بثقة فى النفس و الوعى و السعادة و الراحة و الشجاعة.

تناول أنس فطوره ثم أخذ حقيبته و كُتُبِه و نزل مستمعاً للموسيقى التى يسمعها كل يوم حتى وصل إلى الحرم الجامعى و نظر إلى ساعته فوجدها السابعة و النصف،بعد قليل رأى أنس الدكتور إسلام و سلَّم عليه

فقال له الاستاذ:أهلاً يا أنس، واحشنى جداً، كنت فين، مبتحضرش عندى بقالك كتيير؟

رد أنس:انا كنت تعبان جدا الفترة الى فاتت، بس الحمد لله خفيت و بقيت أحسن من الأول كمان

رد الأستاذ:الحمد لله، هتحضر عندى النهار ده، ولا لأ؟

رد أنس:طبعاً

رد الاستاذ:عظيم جداً، بس أنا زعلان منك جداً

رد أنس:منى أنا؟! ليه؟

رد الأستاذ: مش أحنة متفقين اننا إخوات، ليه مقلتليش أى حاجة من الى حصل؟

رد أنس:أنا اسف يا دكتور، بس أنا بجد كنت تعبان جداً، فمكنتش أقدر اقول لحد على مرضى.

رد الأستاذ:طب أنت كان عندك ايه؟

رد أنس:بص يا دكتور، من صغرى إلى الإسبوع الى فات و حالتى النفسية مش تمام خالص، كان كل يوم يمر عليا كأنه سنة و حالتى تسوء أكتر و أكتر، لدرجة انى فكرت كتير جدأ فى الإنحار و كان فاضل خطوة واحدة و أموت كافر، لكن ربنا الحمد لله هدانى و شفانى من يوم الأربعاء الى فات.

رد الأستاذ:حصل خير، طب سلام علشان محاضرتى فاضل عليها خمس دقايق و تبدأ.

رد أنس:حاضر.

نظر أنس إلى ساعته فوجدها الثامنة إلا عشر دقائق، فسار إلى مدرجه حتى حلس، جلس على يمين أنس فتاه تُدعى "شهد" و فتى يُدعى "هانى"، بدأ الاستاذ الدكتور محاضرته و بدأ يشرح بعض المركبات الكيميائية المعقدة، و اثناء الشرح التفت أنس ليجد حمدى خلفه و أميرة  و حكمت أمامه قليلا على اليمين، ثم بدأ أنس فى الحديث مع حمدى قائلاً: أهلاً حمدى، بقالى زمن مشُفتكش فيه.

فنظر حمدى فى اندهاش قائلا:يااااااااااه، انت فعلاً بقيت أحسن كتير، البركة فى حكمت.

رد أنس: اااااه يا اخى!

قال حمدى:طب انت هتعمل أيه فى مازن؟

رد أنس: مش هتعامل معاه أصلاً، إلا إذا جه يصالحنى.


قال حمدى:و انت هتقبل إعتذاره بالبساطة دى؟


أنس يده بكفه قائلا: خيركم من بدأ بالتسامح، و المشاكل مش من اختصاصى.

رد حمدى سريعاً: أت طيب قوى.

_____________________يسقط قلم شهد منها بدون قصد___________________

ادرك أنس ان قلم زميلنه قد سقط، فانحنى هو ليلتقطه، و فى نفس الوقت انحنت هى الأُخرى.


بإنحنائهم، ارتطم رأس أنس برأس شهد فرفع كل واحد رأسه بسرعة.

فقال أنس:أنا آسف جداً

نطقت شهد بلطف قائلة: ولا يهمك ياااااااا؟

قال أنس: إسمى أنس.


أسرعت شهد قائلة:ولا يهمك يا أنس، انا شهد حكيم

نطق رداً عليها: أهلا يا شهد.

انتبهت شهد من أنها قد رأت أنس مسبقاً فسأله: هو انت الى اتخانقت مع مازن و حمدى؟


قال أنس: للأسف أه.

حركت شهد رأسها كأنها سعيدة:هممممم، طب بص الرسمة دى، أنا الى رسماها، قول لى أيه رأيك؟

قال أنس بعدم اهتمام: حلوة

كان وقت المحاضرة ينتهى فقال أنس: ممكن بس نأجل الموضوع دا، محتاج اركز فى كلام الدكتور.

قالت حكمت بداخلها:بس هو كدة وقع فى حبى، وأنا كمان حبيته و مش هخلى اى واحدة تقرب له!

فكان ذالك غريباً...أمِن كَلِمَةٍ أو إبتسامة من أحد تدل على غرامه بأحد؟!


                                              *** *** *** *** *** *** *** *** **

حِكْمَت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن