حِكْمَت (مكتملة)

الفصل السابع و العشرون| كارثة بكل المقاييس.

رنَّ هاتف أنس فى ميعاد غريب، و الذى كان يرن على الهاتف هو عمه، فقال أنس فى نفسه: غريبة أن عمى يتصل بيا دلوقتى، و كمان عمى نادراً ما بيتصل بيا علة موبايلى،أما نشوف عاوز أيه، ربنا يستر.

رد أنس: ألو، اهلا يا عمو، أزى حضرتك...

رد عمه بصوت صعيف: أيوة يا أنس...

رد أنس: أيوة يا عمو، صوت حضرتك بيقطع، مالك، و كان يخفق قلب أنس بقوة و برد جسده.

عمه:أأ، ألو، أأ، أبووك، أبوك اتوفى يا أنس، أأأأه، أأأأأه.

أنس:اييييه، ألله أكبر، لا، أبويا، أبوياا، بابا، باااااباااااا.

فاضطرب تنفس أنس و بدأ يتنفس تنفس متقطع، دا مش، مش، مش حقيقى.

حدث هذا بعد ساعتين من إعتراف أنس بحبه لحكمت بساعتين، حينما كان بالمقهى يجلس وحيدا يغنى.

ذهب أنس، و خرج من الجامعة و دموعه تتطاير من خلفه، و تقول حكمت: يا خرااابى، أستنى يا أنس، أنا جاية معاك.

و يجرى من خلفه مازن و شهد.

وصل أنس إلى منزله، فوجد عمه جالسا، بجانب والده المغطى بالكامل على السرير، على جسده ملائة بيضاء من رأسه إلى كعب قدمه.

فبكى أنس و بكى خلفه عمه، و من أتى أيضاً خاله زكريا و خاله عبد الحق و زوجة خاله دعاء.

يربتون على كتف أنس.

وصل من أتى ليغسِّل والده حتى كُفِّن.

فذهب الجميع ليصلوا عليه و دفن بجانب زوجته -والدة انس- رحمها الله.

_____    _______   ________     ___________     _________    _____________

اتصلت أميرة بحمدى بعد العزاء مباشرةً.

أميرة:أألو، أأزيك يا حمدى؟

حمدى:الحمد لله، أيه، فى حاجة يا أميرة، صوتك مش مريحنى؟!

أميرة: بابا أنس توفى.

حمدى: بتتكلمى بجد؟

أميرة: و الله، بجد، ربنا يرحمه.

حمدى: مش معقول.

أميرة: متحاولش تتصل بيه، هو  قافل تليفوناته كلها حتى الأرضى، عموماً حاول تيجى بأسرع وقت ممكن، أنا و شهد و مازن و حكمت و الدكتور فاروق و الدكتور إسلام، اتفقنا أننا نيجى بيته بعد بكرة إن شاء الله.

حمدى: ربنا يسهل، تبقى تطمنينى عليه.

أميرة: حاضر، سلام.

حمدى:سلام.

تغيَّب أنس عن الجامعة فى صمت، حتى ظن الجميع أنه قد أذى نفسه، فذهب مازن ليطمئن عليه، فوجد أنس فى حالة مؤسفة، فقد خسر من وزنة الكثير و صار شاحب الوجه، والمنزل فى فوضى عارمة حاول مازن إقناع أنس بالعودة إلى الجامعة، فوافق بصعوبة بالغة.

و الآن هو اليوم الأول لأنس فى الجامعة بعد وفاه والده.